احنيني السيد عبد المحمود


قحطان محمد صالح الهيتي
2020 / 7 / 29 - 00:05     

-
السيد عبد المحمود هو الجد الجامع لآل الأدهمي في العراق. وقد جاء الى هيت في سنة 656هـ/ 1258م وهي السنة التي أحتل بها المغول بغداد، وتوفي فيها في سنة 672هـ / 1273م وصار قبره مزارا ليس للهيتين فقط، بل لكثير من الناس نظرا لمكانته الدينية؛ فهو جد (آل الواعظ) الذين غادروا هيت وسكنوا في بغداد في محلة عُرفت بمحلة الهيتاويين، الواقعة في شارع الكفاح، وعرفوا بآل الواعظ لاختصاص علمائهم بالوعظ في جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني.
-
والسيد عبد المحمود جد (آل الإمام) في بغداد، وقد عرفوا بهذا اللقب لأنهم كانوا أئمة وخطباء في جامع ابي حنيفة النعمان.
-
وهو جد آل كيلاني في هيت، المعروفين فيها بـ (بيت كيلاني) نسبة الى حفيده السيد كيلان بن السيد عبد الوهاب الذي أعقب ولدين هما إبراهيم وعبد العزيز ومنهما بيت كيلاني الكرام الذين كانوا وما زالوا أهل دواوين وطيب وكرم ولهم فضل في حل الكثير من النزاعات والخلافات التي كانت تحدث في المدينة.
-
1- لقد أعقب إبراهيم بن كيلاني ولدا هو السيد محمد وكان له أربعة أولاد هم: أحمد ومحمود وجمعة وكيلاني. وذريتهم:
‌أ.أولاد أحمد: اسماعيل، وكريم، وخليل، وإبراهيم.
‌ب.أولاد محمود: السيد حمزة، والسيد جبارة.
‌ج.أولاد جمعة: محمد سعيد.
‌د.أولاد كيلاني: عبد الرحيم، وعبد الرحمن، وعبد الرزاق، وعبد الوهاب.
-
2-وأعقب عبد العزيز ولدا واحدا هو السيد عبد الحافظ، وهو جد بيت ناجي مطر وبيت رجب، وبيت سبتي.
-
لقد عشت أيام طفولتي قريبا جدا من مزار السيد عبد المحمود الذي كان يحتل مكانا بارزا في محلة القلقة فيشاهده المارة من كل الجهات قبل أن تتوسع المحلة، وقد كنا نحن صبيان المحلة أكثر المستفيدين من الزوار؛ فقد كنا نحصل منهم على بعض النقود والحلوى.
-
ومن أبرز الطقوس التي كانت تمارس في مزار السيد عبد المحمود هو ما كانت النسوة الوالدات حديثا يمارسنَه من أجل زيادة حليب الرضاعة ، فقد كنًّ يأتين في يوم الجمعة، وعندما يبدأ التمجيد قبل صلاتها تقعد المرأة متوجهة الى القبلة وتقوم برضاعة طفلها بعد تغطيته بعباءتها، ثم تبدأ بأكل (الحنيني) وهو التمر بالدهن من ماعون الفافون شريطة ألا تتكلم، وأن ترمي النوى الى الوراء، وتبقى مُمارِسَة لهذا الطقس لدقائق معدودة، بعدها تقوم تاركة ما تبقى من (الحنيني) للمتجمهرين من الأطفال الذين يتسابقون للفوز بتمرة أو أكثر مما تبقى في الماعون.
-
لم أجد تفسيرا لهذا الاعتقاد، ولكنه كان شائعا حتى نهاية ستينات القرن الماضي، كما لم أجد معنى لكلمة (الحنيني) وربما تكون من الحنّيه.