شيعة العراق مناهضون للحكم بالفطره...‏


موسى فرج
2020 / 7 / 23 - 11:32     

رحم الله أستاذي الوردي ...فقد تعودت أن أزوره كلما ضاق صدري واليوم في زيارتي له كان ‏كريماً ومضيافاً كعادته فوضع أمامي طبقاً ولا أشهى...وقفت من خلاله على أسرار هذه الثورية ‏المفرطة من لدن الشيعة في العراق ضد الحكام حتى وان كان الحاكم أبوهم...‏
يقول الوردي أعزه الله:‏
‏1.التشيع كانت نشأته في الكوفة وامتد إلى سائر أنحاء العراق ولم يكن في الأصل مختلفاً عن ‏سائر مذاهب المسلمين إلا في اتجاهه السياسي فقد كان ثورياً يؤيد العلويين في ثورتهم على ‏الدولة الأموية.‏
وأُضيف أنا... نعم فقد كان أصحاب علي معروفون حتى في حياة النبي وفي مقدمتهم أبو ذر ‏وعمار والمقداد وسلمان وابن مسعود والمقداد وعدي بن حاتم ولكن المذهب الجعفري يقترن ‏بجعفر الصادق "جده من ناحية الأب علي بن أبي طالب وجده من ناحية الأم أبو بكر الصديق..." ‏والصادق من أعظم علماء عصره وتلميذه جابر بن حيان مؤسس علم الكيمياء مثلما هو أبرز ‏فقهاء عصره ومن تلامذته أبو حنيفة ومالك...‏
‏2.والعراقيون كانوا كلهم شيعه أبان الحكم الأموي وحتى عندما قامت الدولة العباسية وهي دولة ‏شيعية "حسب ابن خلدون" لكن تشيعها لم يستمر طويلاً بسبب نشوب الخلاف العنيف بين ‏العلويين والعباسيين عندها انقسم الشيعة في العراق إلى موالين للعباسيين وأطلقوا على أنفسهم ‏اسم "أهل السنة والجماعه" وآخرين التزموا جانب العلويين ظلوا متمسكين باسم " الشيعه"،
وهذا يعني أن السنة في العراق شيعة وإن لم ينتموا...ولكن لمقتضيات الاختلاف بدأ الطرفان ‏يجتهدان لإيجاد اختلافات عقائدية بينهما...‏
‏3.بحكم الاصطفاف مع الدولة فإن فقهاء أهل السنة والجماعه تجري أرزاقهم من خزينة الدولة ‏في حين أن فقهاء "الشيعة" يعتمدون في أرزاقهم على العامه، والجانب الاقتصادي أوجد له ‏جانب عقائدي فالتزم فقهاء " السنة والجماعه" بقضية إطاعة ولي الأمر، وإن السلطان ظل الله ‏في الأرض وطاعته من طاعة الله، في حين أن فقهاء الشيعة لا يتقربون من الحكومة ويرفضون ‏أعطياتها وينظرون لها نظرة عداء واحتقار.‏
‏4.وايضاً فإن العامل الاقتصادي تسبب بمشكلة للطرفين ففقهاء السنة باتوا يدورون في فلك ‏الحكام ويخضعون لسطوتهم ويوصمون بأنهم وعاظ السلاطين، في حين أن اعتماد أرزاق فقهاء ‏الشيعة على العامة من الناس استجلب معها مشكله أشد وطأة وهي "إن الفقهاء باتوا تحت ‏رحمة العامه ويجارونهم في خرافاتهم ولا يجابهونهم...وصار العالم والفقيه يستعمل في فتاويه ‏من السياسة والمجاملة ما لا يثير هياج العوام...وإن جهال القوم يميلون إلى الخرافات وبدع ‏الأقوام والمنكرات، حتى إذا سكت العلماء ولم يزجروهم غلبت زوائد الدين على أصوله وبدعه ‏على حقائقه حتى يسمى ذلك الدين شريعة وثنية همجية تهزأ بها الأمم... أنظر: هبة الدين ‏الشهرستاني-مجلة العلم، السنة الثانية"... ‏
‏5.ما هي الذريعة التي اعتمدها فقهاء الشيعة في معاداتهم للحكام ...؟ إصرارهم على أن الحاكم ‏إذا لم يكن مثل علي في عدله وزهده مرفوض وطبعاً هذا محال لأن علي لا يتكرر...فافترضوا أن ‏تلك الأمنية تتحقق عندما يحكمهم من هو من مذهب علي يعني شيعي...‏
لو كان الوردي عايش لليوم لأضاف الفقرتين التاليتين إلى بحثه:‏
‏6.ليش ما ربك يجيبها لشيعة العراق بالمكان ويحكمهم مو بس شيعي واحد وإنما جمهرة منهم، ‏باوعوا مناه، ردوا مناه ...هذولا مو بس ريحة علي ما بيهم، ريحة قنبر خادم علي ما مارّه بيهم، ‏ولم يعد المال يمثل مشكله ومنين ما ملتي غرفتي...‏
‏7.بهاي الحاله حصل المحظور فانقسم الشيعة إلى فئات ثلاثه ...فئه حطت عينها بعين الله وتنتظر ‏المنتظر، وفئه أصحاب حكم وبطانات حكام سموا انفسهم مخاتير الله لا رهمت، جنود الله لا ‏رهمت ...والفئه الثالثه حافظوا على ثوريتهم وبقوا معارضين للحكم بالفطره حتى لو يحكمهم ‏برير اذا مو مثل علي ينضرب بالـ ...كذا....‏