في ذكري إغتيال ناجي العلي


محمد حسام
2020 / 7 / 22 - 17:08     

ناجي العلي يمثل حالة فريدة تمثل مجموعة من القيم والمبادئ التي توصل إليها نتيجة وجودة في قلب نكبة الشعب الفلسطيني في المخيمات التي كانت بالنسبة له هي الإستثناء السياسي، فهو لم يكن فقط فنان بشكل مجرد لكنه كان فنان مقاوم، فالفن بالنسبة لناجي العلي كان وسيلة وليس هدف في حد ذاته، فإن مهمة الكاريكاتير كما يقول ناجي العلي "ليست إعلامية مجردة بل مهمة تحريضية وتبشيرية، تبشر بالامل والمستقبل". فاستخدم هذه الوسيلة ليفتح النار علي الجميع ويكشف الوجوه القبيحة والمواقف الخيانية لمختلف القيادات الفلسطينية والأنظمة العربية.

تأتي ذكري إغتياله في ظل إنتعاشه في الإنتفاضة الفلسطينية،-بعد العميلة البطويلة التي قام بها ثلاثة فلسطينين أدت إلي إستشهادهم ومقتل أثنين من الجنود الصهاينة، والسياسات الغاشمة للدولة الصهيونية إتجاه المسجد الأقصي ومدينة القدس القديمة-، تلك الإنتفاضة التي لطالما ساندها ودعا إليها ناجي العلي، ليس فقط ضد المحتل الصهيوني لكن ضد القيادة الفلسطينية العميلة، التي كان له موقف واضح منها مهاجماً إيها "كلما ذكروا لي الخطوط الحمراء طار صوابي, أنا اعرف خطا احمرا واحدا:أنه ليس من حق أكبر رأس أن يوقع وثيقة إعتراف او إستسلام لإسرائيل". كان ناجي العلي يدعو بشكل واضح لمهاجمة القيادة الفلسطينية العميلة ولم ينخدع بمظرها "الوطني" المخادع "انت ارجم الإسرائيليين.. وأنا بدي أرجم القيادات الفلسطينية".

ناجي العلي الذي كان مدركاً تماماً لموقعه الطبقي، حتي داخل المجتمع الفلسطيني. عبر عن هذا بشكل واضح وصريح "أنا شخصياً منحاز لطبقتي...منحاز للفقراء". كاشفاً عن وعيه الطبقي، ووعيه بماهية القهر والإستغلال الذي تتعرض له تلك الطبقة "الفقراء هم الذين يموتون....وهم الذين يسجنون، وهم الذين يعانون المعاناة الحقيقة".

رحل ناجي العلي مدركاً أنه سيدفع ثمن مواقفه، رحل ثابتاً علي مواقفه، مدافعاً عن قضيته المركزية، مدافعاً عن عشقه الأبدي فلسطين، مهاجماً الجميع، كاشفاً عواراتهم وخياناتهم أمام الجماهير، رحل تاركاً لنا أرث من الفن، ومثال يحتذي به لما يجب أن يكون عليه الفنان الثوري.

فالنهاية ليس أمامنا إلا مواصلة الطريق الذي سلكه ناجي العلي، طريق صعب، طرق وعرِ، لكن هكذا هو الصراع "أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب".

النصر للقضية الفلسطينية
تسقط الدولة الصهيونية وداعميها
تسقط الأنظمة العربية العميلة
تحرير فلسطين يبدأ بتحرير العواصم العربية

22/7/2017