قراءة متأنية للتقرير السياسي للاجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي_4_7جزيران 2020


ماجد لفته العبيدي
2020 / 7 / 19 - 22:04     

نحو المؤتمر الوطني الحادي عشر :
قراءة متأنية للتقرير السياسي للاجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي _ حزيران 2020

ماجد لفته العبيدي
عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي اجتماعها الاعتيادي في 4_ 7 حزيران 2020 وتناولت فيه العديد من القضايا الهامة التي تتعلق في حياة الحزب الداخلية والتوجه لعقد المؤتمر الوطني الحادي عشر ، والأزمة العامة الشاملة وانسداد افق نظام المحاصصه الطائفية والحراك الجماهيري وسبل تفعيله واستمراريته ، والعلاقة بين المركز وإقليم كوردستان وسبل التسوية السياسية ،الاوضاع الاقليمية والدولية ،
لقد حاولنا الخروج عن شكل التبويب الوارد في التقرير لكي نستدل على أهم القضايا المطروحة للنقاش والحوار الذي يصب في مجرى التجديد والديمقراطية وتطوير عمل الحزب وتعزيز الشفافية والمكاشفة وتقوم الخطاب الفكري والسياسي للحزب .
اولا :لقد سبق عقد الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية ،عقد العديد من الاجتماعات الحزبية والإشرافات وعقد اللقاءات التشاورية واجتماعات للجان الاختصاص ، و الاطلاع على مجريات الانتخابات الحزبية في المحليات والفرعيات والاساسيات والتقارير الخاصة في تقيم سلبيات وايجابيات الانتخابات ونتائجها ، لقد توفرت للجنة المركزية معطيات كثيرة عن واقع العمل الحزبي وإمكانية النهوض بيه ، وتعزيز دور الحزب في العمل الديمقراطي والجماهيري والنقابي ،وتطوير ادائه وعمله للتوجه نحو التحضير للمؤتمر الحادي عشر المقبل ، وفات التقرير الاشارة الى تقيم اداء العمل القيادي للجنة المركزية والمكتب السياسي في اطاره العام ، لتكون التجربة الاولى على صعيد العمل السياسي والحزبي في العراق ،تعكس الشفافية وروح المكاشفة في أطار التجديد والديمقراطية .
ثانيا : لقد أكد التقرير على عمق الازمة العامة الخانقة في بلادنا والتي شملت مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، ولابد من الاشارة هنا الى ان مخرجات الازمة ومسبباتها هي ناتجة عن سياسية اقتصاد السوق الحر، سياسية الاقتصاد الريعي وحيدة الجانب التي ينتهجها تحالف البرجوازية الطفيلية والبرجوازية البيروقراطية المتحالف مع الرأسمال الاحتكاري المعولم .
وان الاعتماد على السياسية النفطية الريعية الوحيدة الجانب ادى الى تحطيم الاقتصاد الوطني وتبديد ثرواتنا الطبيعية والمادية في ظل فقدان التخطيط الدوري والطويل الامد (التنمية المستدامة )، وأسهم ذلك في إشاعة الفوضى والفساد والفقر والبطالة والإرهاب والمافيا والمليشيات الخارجة عن القانون ،ودفع البلاد الدولة الفاشله وسيطرة الدولة العميقة على المفاصل الاساسية للدولة الوطنية العراقية ، وساهم في تعاظم التدخل الاقليمي والدولي في الشؤون الداخلية العراقية .
كل تلك الاشكالات والإرهاصات أدت الى تصاعد الحراك الجماهيري واتساع رقعته لتشمل فئات وطبقات اجتماعية مختلفة تضررت مصالحها الطبقية الاجتماعية من هذه السياسية الخاطئة ، مما دفعها للنزول العفوي للشارع وتنظم نفسها في لجان وتنسيقيات لقيادة الحراك في المدن والحواضر ، وقد تمت مواجهتها في الحديد والنار وبمختلف والوسائل الارهابية التي تمتلكها السلطة وأحزابها الطائفية ومليشياتها اللارهابية الخارجة عن القانون .
ثالثا :حدد التقرير موقف الشيوعيين المنحاز الى جانب الحراك الجماهيري ، وأكد على أستمرار العوامل التي أدت الحراك بالاضافة الى عوامل جديدة ممكن ان تسهم في تجدد الحراك وتنوع اشكاله وانضمام قوى جديدة له مع الاشارة الى العوامل المعرقلة للحراك الجماهير المتمثلة في تشتته وعدم وجود قيادة موحدة لقيادته ، ووجود بعض الشعارات الخاطئة التي تقف في الضد من جميع الاحزاب وعدم التميز بين القوى الداعمة للحراك والمعادية له ،كما جرى التأكيد على اهمية دعم الحراك ومشاركة الشيوعيين فيه والذين بذلوا التضحيات من الشهداء والجرحى والمفقودين .
وربط الحزب موقفه من حكومة الكاظمي بمدى استجابتها لمطالب المتظاهرين وكشفها عن قتلتهم وتحقيق برنامجها السياسي الاقتصادي الاجتماعي المعلن والداعي للتغير ومحاكمة الفاسدين والانتخابات المبكرة التزيهه وفق قانون أنتخابي عادل .
وأكد التقرير أيضا بأن ضمان نزاهة وعدالة الانتخابات المبكرة مرهون في تعديل قانون الانتخابات ، وتطبيق قانون الاحزاب الذي يتضمن عدم مشاركة الاحزاب ذات المليشيات والأذرع المسلحة ، والحد من ممارسات المحاصصة الطائفية والاثنية للقوى المتنفذه المعرقلة والمعارضة للانتخابات المبكرة .
رابعا : يطرح التقرير تساؤل هام وحارق ، هل يمكن حدوث التغير في ظل نظام المحاصصه الطائفية والآثنية المقيتة !!!؟؟؟
لقد جاء في التقرير أشارة الى عدم حدوثه ذلك من دون تغير في الموازين لصالح القوى المدنية الديمقراطية ، وإحداث نقله نوعية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،لحلحت الازمة العامة وبناء أسس الدولة المدنية الديمقراطية .
خامسا :التحالفات السياسية والانتخابية :لقد عرض التقرير موجز الاسباب الموجبة للانسحاب الحزب من تحالف سائرون،والتي تمحورت في سببين اساسين الاول ،باعتباره تحالف انتخابي أنتهى باستقالة نواب الحزب من البرلمان ، والثاني لم يجري العمل والتنسيق الاكمل بين اطرافها وفق قواعد عمل التحالف المتفق عليها .
وأشار التقرير أيضا الى ايجابية تحالف سائرون ،باعتباره اول تحالف بين الشيوعيين والمدنين وقوى اسلامية على الصعيد الوطني ،وأستطاع ان يكسر حاجز العداء للشيوعية و القوى المدنية والديمقراطية من قبل العديد من الاحزاب السياسية الاسلامية ، وفتح ايضا صفحة جديدة من العلاقات والتحالفات بين القوى الوطنية على أسس برنامج التغير الديمقراطي .
ان التقييمات الاولية لتحالف سائرون لم تشير الى حقائق سبق وان تم تداولها من قبل المخالفين والمعارضين لتحالف سائرون في حواراتهم ونقاشاتهم ،الاوهي أن تحالف سائرون جاء سريع وفي لحظة زمنية فارقة وانه لم يرتقي الى مستوى التحالف التاريخي ،وأن محاولة البعض تصويره و ربطه في مفهوم الكتلة التاريخية لغرامشي وتجربة امريكا اللاتينية في التحالف بين اليسار والكنيسة لم تكن موفقة وتصب في اطار التطبيق الميكانيكي للتجارب .
وطرح التقرير ايضا اهمية العمل لبناء تحالف للقوى المدنية الديمقراطية وتفعيل التيار الديمقراطي منطلقا من موقف الحزب الواضح حول النقاط المشتركة في اطار المشروع الوطني الديمقراطي .
سادسا : الموقف من التدخلات الاجنبية والتواجد العسكري الاجنبي : يرفض الحزب كل التدخلات الاجنبية والتواجد والقواعد العسكرية الاجنبية ،ويرى الحزب ان يقتصر تواجد الاجنبي على المستشارين الاجانب لحاجة القوات المسلحة اليهم لغرض التدريب والتأهيل ،ويشدد التقرير على اهمية تدريب وتأهيل القوات المسلحة العراقية وجعلها جاهزة للامساك في الملف الامني والدفاعي .
سابعا :تناول التقرير البحث في القضايا الاقليمية والدولية وعبر استنكاره للسياسية العدوانية الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني ، والتضامن مع الشعب اللبناني والسوداني في نضالهم من اجل التغير والديمقراطية ، واستنكر سياسية الحصار والتجويع ضد الشعب الايراني ،كما تطرق التقرير الى جائحة كرونا وتأثيراتها المستقبلية على جميع الاصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في العالم ، وأكد على ان هذه الجائحة اثبتت فشل النظام الصحي في العالم وجشع النظام الرأسمالي العالمي المعولم ،وعلى الوضع الكارثي للنظام الصحي في العراق ، فيما ظهرت الكثير من البوادر الايجابية في التضامن والتكافل الاجتماعي الفردي والجماعي .
وختم التقرير في تحديد اولويات الشيوعيين ونضالهم المستقبلي من اجل التغير الديمقراطي المنشود والتحضير لعقد المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي .