إسرائيل تهدّد بضمّ قسم كبير من الضفّة الغربيّة الفلسطينيّة – مسرّعة الإبادة الجماعيّة للشعب الفلسطيني بدعم من الولايات المتّحدة الأمريكيّة


شادي الشماوي
2020 / 7 / 18 - 01:37     

جريدة " الثورة " عدد 656 ، 13 جويلية 2020
https://revcom.us/a/656/israel-threatens-to-annex-much-of-palestinian-west-bank-en.html

تتكاثف سحب عاصفة تطهير عرقي و إبادة جماعيّة للشعب الفلسطيني ، بدعم من الولايات المتّحدة ، و السماء تسودّ أكثر فأكثر بالسحب الداكنة .
في 28 ماي ، قال الوزير الأوّل الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّه ملتزم بإلحاق المستوطنات الإسرائيليّة و إقامة طرق و مناطق أخرى في الضفّة الغربيّة الفلسطينيّة مع غرّة جويلية – " حين ينهى فريق إسرائيليّ – أمريكي رسم خارطة الرؤية المستقبليّة للمجال الترابي إعتمادا على خارطة مفهوميّة أطلقتها إدارة رئيس الولايات المتّحدة دونالد ترامب " وفق ما جاء في جريدة " التايمز الإسرائيليّة " .
و يقدّر هذا ب 30 بالمائة من الضفّة الغربيّة الواقعة غرب نهر الأردن ، بين إسرائيل و الأردن . و الضفّة الغربيّة جزء مفتاح من فلسطين التاريخيّة و يقطنها 2.8 مليون فلسطيني و لطالما وُعد الفلسطينيّون بها كنواة للدولة المستقبليّة . و الآن يواجه الفلسطينيّون أفق سرقة المزيد من أراضيهم – بما فيها أراضى فلاحيّة و موارد مياه مفاتيح – حياتهم و مجتمعهم سيتمزّقان أكثر و سيضطرّون إلى الحياة في ظلّ حكم إسرائيلي و إجراءات قصوى أكثر .
مرّت غرّة جويلية و المدى و التوقيت الصحيحين للخطوات الإسرائيليّة التالية غير واضحة المعالم . فهناك تقارير عن إختلافات في صفوف الطبقة الحاكمة في إسرائيل بما في ذلك نتيجة جائحة كوفيد-19 و الوضع الدوليّ . هناك صراخ إحتجاج من المستوطنين الإسرائيليّين اليمينيين الذين لا يريدون الحديث عن أيّ شبر لأيّة دولة فلسطينيّة ، رغم أن نتنياهو يؤكّد أنّه ما من إشارة إلى دولة فلسطينيّة في مخطّطه . (1) و يمكن للولايات المتّحدة و إسرائيل أن تكونا منكبّتين بعدُ على العمل على أبعاد الدقيقة و على توقيت الإستيلاء على الأراضي . لكن نتنياهو يشدّد على انّه ماضٍ في مشروعه ، و لعلّه يفعل ذلك خطوة خطوة ، رغم الضغط العالمي للتراجع عن ذلك. التهديد الإسرائيلي – الأمريكي للشعب الفلسطيني تهديد حقيقي و في منتهى الخطورة !
مائة عام من التطهير العرقيّ و الإبادة الجماعيّة خدمة للإمبرياليّة
هذا الضمّ هو أحدث الفصول في أكثر من مائة عام من تاريخ دعم الولايات المتّحدة و الإمبرياليين الغربيين لإسرائيل [ و قبلها الحركة الصهيونية و وعد بلفور – المترجم ] في تطهيرها العرقي و إبادتها الجماعيّة ضد السكّان الأصليّين الفلسطينيّين . و هذا شبيه بما قامت به هذه البلاد إزاء السكّان الأصليّين لأمريكا – سرقة الأراضي و التهجير الإجباري و الحجز العسكري و الوعود و الإتفاقيات التي تذهب هباءا الواحدة تلو الأخرى . و يجرى هذا خدمة للمصالح الرجعيّة لإسرائيل و المصالح الرجعيّة للرأسماليّة – الإمبرياليّة الغربيّة ، خاصة إمبرياليّة الولايات المتّحدة ، في السيطرة و التحكّم الإستراتيجيين في منطقة الشرق الأوسط الغنيّة بالنفط ، و ممارسة الهيمنة العالميّة و صدّ المنافسين العالميّين.
أراضى إسرائيل اليوم و الضفّة الغربيّة و غزّة كانت قبلا جميعها تشكّل فلسطين التاريخيّة حيث عاش الشعب الفلسطيني لقرون عدّة . و أخذ كلّ هذا يتغيّر خلال الحرب العالميّة الأولى ، لمّا قدّمت الإمبراطوريّة البريطانيّة الدعم لبرنامج الحركة الصهيونيّة للإستعمار الإستيطاني اليهودي لفلسطين . و مع 1948 ، كان الفلسطينيّون بعدُ يملكون 90 بالمائة من الأرض و يكوّنون ثلثي السكّان ، لكن خلال حرب 1948 ، طرد المستوطنون الصهاينة بالعنف مليون فلسطيني من منازلهم و أراضيهم و قراهم و وضعوا أيديهم على 77 بالمائة من فلسطين و أرسوا دولة إسرائيل الإستعماريّة الإستيطانيّة – بدعم من الولايات المتّحدة .
و في 1967 ، شنّت إسرائيل حربا عدوانيّة أخرى ، واضعة يدها على ال23 بالمائة الباقية من فلسطين التاريخيّة غزّة و الضفّة الغربيّة وفضلا عن هضبة الجولان السوريّة – و قد حكمتها مذّاك. و منذ 1967 ، ، صارت إسرائيل من أهمّ الدواليب أبدا – كلب حراسة و هجوم بحوزته سلاح نوويّ- في الإمبراطوريّة الإمبريالية العالمية للولايات المتحدة ، وهي تحصل على مساعدة و دعم أمريكي عسكري سنويّا .
و قد حوّلت إرائيل غزّة إلى سجن كبير ، آسرة حوالي مليوني فلسطيني في ظروف لاإنسانيّة .
في الضفّة الغربيّة ، بنت إسرائيل 132 مستوطنة و 124 مستوطنة " خفر أمامي " صغيرة ، يسكنها حوالي 640 ألف مستوطن يهودي ( بما في ذلك شرق القدس ) – و كلّ هذا غير قانونيّ بنظر القانون الدولي . و هذه المستوطنات و الحواجز و الطرقات الخاصة بالمستوطنين اليهود و التي تربطهم بإسرائيل ، وسائل تطهير عرقي – محاصرة و عازلة و تماما مقيمة جدارا أمام ما تعتبر بصفة متصاعدة معسكرات أسرى حيث يتمّ حجز الفلسطينيّين . و العديد منها في الأساس قواعد عسكريّة ينطلق منها العنصريّون بخبث لبثّ الرعب في قلوب السكّان الفلسطينيّين .
الديمقراطيّون و الجمهوريّون في الولايات المتّحدة كلاهما دعما بحماس إسرائيل و جرائمها ضد الفلسطينيين لكن مثلما لخّص ذلك موقع REVCOM.US ،
" الجديد هو أنّ ترامب تخلّى عن زعم أنّ الولايات المتّحدة نوع من " الوسيط المحايد " و بالعكس يؤطّر تحالف الولايات المتحدة – إسرائيل على أنّه حرب مقدّسة بين الغرب و الإسلام . و يتقاطع هذا مع الإبتعاد العدواني لسياسة الولايات المتّحدة في دعمها لحلّ الدولتين نحو دولة إسرائيل المطهّرة عرقيّا صراحة .
و قد وقع التعبير عن هذا المنعرج في قرار نظام ترامب . بانس الفاشيّ بنقل سفارة الولايات المتّحدة في إسرائيل إلى القدس في الضفّة الغربيّة في ماي 2018 و في تصريحه في مارس 2019 بدعمه لضمّ إسرائيل لهضبة الجولان ، و في إعلانه في جانفى الفارط لخطّته ل " السلام " في الشرق الأوسط .
و مثلما حلّل موقع REVCOM.US ، يوفّر هذا المخطّط للحكومة اليمينيّة في إسرائيل كلّ ما طلبته . فهو يقنّن إستيلاء إسرائيل على أكثر الأراضي الفلسطينيّة خصوبة . و يقنّن إستيلاء إسرائيل على ما كان أهمّ مدينة فلسطينيّة ، القدس . و يقول إنّه إذا كانت ستوجد دولة فلسطينيّة في المستقبل ، فستكون على قطع مختلفة من أرض غير خصبة منفصلة عن بعضها البعض و إنّ المدّعى دولة لن تملك جيشا . و يمثّل هذا المخطّط تصعيدا كبيرا في إضطهاد الفلسطينيين " (3) . بإختصار ، ثمّة تصعيد و قفزة نحو الإبادة الجماعيّة .
و كلّ هذا لقي و يلقى مساندة و دعما حماسيّين من الحركة الفاشيّة المسيحيّة المدعومة في هذه البلاد من قبل ترامب. (4)
في هذه اللحظة و الملايين يواجهون تفوّق البيض الأمريكي ماضيا و حاضرا ، يحتاج الناس أيضا إلى مواجهة ما فعلته و تفعله أمريكا حول العالم – و من ذلك دعمها للإبادة الجماعيّة في فلسطين . و الذين منّا في الولايات المتّحدة لا يجب أن يواجهوا هذا التاريخ الدموي فحسب بل يجب عليهم أيضا أن يفضحوا و يعارضوا الجرائم المدوّية التي تقترفها إسرائيل و التي يجب أن تحمل طابع " صُعنت في الولايات المتّحدة الأمريكيّة " لأنّها ما كانت لتكون ممكنة دون الإنخراط الأمريكي فيها . و علينا القيام بذلك كجزء من التنظيم و الإعداد الجيّدين للثورة الفعليّة التي ستتخلّص من إضطهاد شعوب بأكملها و من حروب الإمبراطوريّة و جيوش الاحتلال و الجرائم ضد الإنسانيّة .
-------------------------------------------
هوامش المقال :
For more background, see (من أجل المزيد من الخلفيّة ، أنظروا ) :
Bob Avakian, Bringing Forward Another Way, 2006
Special Issue of Revolution: Bastion of Enlightenment...´-or-Enforcer for Imperialism: The Case of ISRAEL, revcom.us, October 10, 2010
Take the Quiz! Israel: Perception & Reality
Part 1. The Origins of the State of Israel, the Palestinians, and the Holocaust,” revcom.us, September 26, 2010
----------------------
1. Netanyahu also insisted that Palestinians living in areas annexed by Israel would not receive Israeli citizenship. He summed up, “What this plan says is that Israel and its security forces will militarily control all the territory west of the Jordan River.” Netanyahu said, “I stress: all the territory, with no exception. Tell me, when has there ever been such an American approach? They allowed us, at most, to conduct urgent pursuits of terrorists. Now there’s a profound paradigm shift.” “Netanyahu: Palestinians in Israeli-annexed Jordan Valley won’t get citizenship,” Times of Israel, May 28, 2020.
Netanyahu’s need to address the settler outcry reflects the growing political strength of “fanatic Jewish fundamentalists who openly call for the violent extermination of the Palestinian people in the ruling coalition,” as revcom.us has written, and the erosion of Israel’s traditional legitimizing norms as a quasi-secular (bourgeois) democratic state. For more, see “With Trump’s “Blessing” Netanyahu calls for Israel to annex West Bank settlements,” revcom.us, April 8, 2019.
2. Zionism is an openly pro-Western colonialist, imperialist ideology and political movement among Jewish people. See “Setting the Record Straight on Anti-Zionism, Anti-Semitism and the Important Difference Between the Two,” revcom.us, January 18, 2019.
3. In the Wake of Trump’s Middle East “Peace Plan” Revolution Re-print-: Bastion of Enlightenment...´-or-Enforcer of Imperialism: The Case of ISRAEL, revcom.us, February 1, 2020.
4. “And Trump’s ‘blessing’ [for Israel’s annexation of the Golan Heights] was accompanied by a literal blessing by Trump’s Christian fascist, ‘end times’ lunatic secretary of state Mike Pompeo, who posed in an interview with the Christian Broadcast Network that it was possible that God raised Donald Trump to be president of the United States in order to protect Israel from Iran, and who declared ‘the Lord is at work’ in Trump’s announcement.” With Trump’s “Blessing” Netanyahu calls for Israel to annex West Bank settlements, revcom.us.
-----------------------------------------------------------------------------------