هل ينتحر المغاربة جماعة ؟؟


خالد الصلعي
2020 / 7 / 16 - 09:54     



حكومة استفزازية بامتياز . لكن السؤال من تستفز فعلا ؟ . لا أحد يناقش قراراتها وقوانينها الا نزر يسير . لا معرضة تواجه انحرافاتها الفجائعية . حتى المؤسسات الدستورية العليا كالمجلس الأعلى للقضاء ، بعيد كل البعد عن اتخاذ أي اجراء تحكيمي فيما تقرره وتسنه . بل ان مجلسا دستوريا ساميا وبرغم كل التقارير التي تكلف خزينة الدولة ملايين الدراهم ، وهو المجلس الأعلى للحسابات يتم ركن تقاريره في سلة المهملات ، ووخلي دار لقمان على حالها .
ففي ظل ما يعيشه المغاربة من أوضاع مزرية وكارثية ، وبشهادة مرة أخرى مؤسسة دستورية هي مؤسسة الاتحادي السابق أحمد لحليمي رئيس المندوبية السامية للتخطيط والاحصاء ، فان قدرة المغاربة الشرائية تراجعت بنسب كبيرة في ظل الحجر الصحي الذي دام أكثر من أربعة أشهر . لكننا كمتابعين محايثين وعمليين ، فاننا يمكن أن نؤكد أن نسبة تراجع القدرة الشرائية للمواطن قد ترجعت الى الحضيض ، وأن صندوق الدعم المخصص لمعالجة تداعيات الحجر الصحي وتوقف فئة هامة من المغاربة عن كسب عيشهم جاء ليغطي مزرا ضعيفا من حاجيات المواطنين ، ذلك أن مبلغ 1200 درهم يكاد بالكاد يغطي مصاريف أسبوع واحد بالنسبة لعائلة ضعيفة عليها مصاريف الماء والكهرباء ، دون الحديث عن الأسر التي تؤدي واجب كراء السكن .
لكن الحكومة فاجأتنا بتخصيص آلاف الملايير ، نعمآلاف الملايير لشركات ومؤسسات ليست بحاجة اليها ، كتخصيص 4610 مليار لشراء سيارات لوزراء ، 6000 مليار سنتيم للخطوط الجوية المغربية ، و 100 مليار سنتيم للمكتب الوطني للماء والكهرباء ، وملياري سنتيم لجمعية طفيلية أُنشأت بليل ، والحبل على الجرار . في حين ظل المواطن ، سواء من الطبقة المتوسطة أو الفقيرة يكتوي بنيران فقدان العمل ، ومصاريف لم يعد قادرا عليها ، وأصبح عاجا بالمرة عن القيام بواجبه كانسان فقط ، فبالأحرى كرب أسرة أو مسؤول عليه رعاية من هم بذمته .
والآن هاو الشعب يضيق به الخناق ، لكن الحكومة تبذر وتسرف فيما لا نفع به ولا طائل منه . وعوض الانكباب على معالجة المشاكل التي يتخبط فيها الشعب اتجهت لتمتيع أعضائها وزبائنها بالمال الحرم الذي يوفره الشعب المغربي برغم وضعيته البئيسة . وكأن الماسكين بخناق هذا الشعب يتفانون في خصيه وتعنينه . لا أحد يفكر في ازدهاره ونمائه وسعادته ، كلهم مجتمعون على تضييعه وتفقيره ودفعه الى الانتحار الجماعي .
ان ظاهرة الفساد والاستبداد لم يعد بالامكان حجبها ، وان مظاهر الفساد والاستبداد أصبحت تعلن عن نفسها في كل قرار حكومي ، وفي طريقة تعامل السلطات مع المواطنين في ظل الحجر الصحي . وها هي أرقام الأمراض الاجتماعية تتناسل متضاعفة كالفطر ، حيث أرقام الانتحارات في تصاعد ، وأرقام العنف الأسري تتضاعف ، وأرقام الفقر تتضخم . وحدهم أعضاء الحكومة وعلائلاتهم والمقربين منهم من يحظون بالاستثناء . بالصحة والراحة .