كارل ماركس في رحاب عبقرية الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام)


فلاح أمين الرهيمي
2020 / 7 / 14 - 12:51     

يقول الباحثون والمفكرون عن المفكر كارل ماركس : (ما من مؤلف حظي بقرّاء أكثر منه، وما من ثوري بعث من الآمال أكثر منه، ولم يثر أي صاحب مذهب في العصر الحديث من الشروح والتعليقات أكثر منه، وما من إنسان أحدث تأثيراً في القرن العشرين أكثر منه). وكان كارل ماركس قد قرأ وفهم وناقش جميع الأفكار الإنسانية والسماوية في جميع القرون الماضية حيث يقول : (لقد تعلمت من اليهودية الاستغلال، ومن المسيحية الأخوة الإنسانية ومن الإسلام تعلمت العدالة الاجتماعية من بدوي خرج من الصحراء).
كنت محلقاً في رحاب الفكر الإنساني الخلاق للإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) فلمحت من بين الدرر البهية واحدة تقول : (ليست هنالك نعمة موفورة إلا وبجانبها حق مضيع) هذه المقولة البارعة أصبحت بعد (1250 سنة) فكرة ملهمة لرؤيا كارل ماركس ومصدر أساسي في قانون نظريته الاشتراكية العلمية (تراكم رأس المال وفائض القيمة) الذي يعتبر أن وسائل الإنتاج يمتلكها رأس المال والعامل يبيع قوة عمله لرأس المال مقابل أجور زهيدة للجهد الذي يبذله في إنتاج السلع والبضائع ويصبح القسم الأكبر من الإنتاج وأرباحه من نصيب مالك وسائل الإنتاج (الرأسمالي) ولم يبق للعمل (العامل) سوا القسم الزهيد من الإنتاج الذي هو حصيلة الجهد الذي يبذله العامل وليس حصيلة وسائل الإنتاج وحدها ويعتبر هذا المفهوم في مقولة الإمام علي (عليه السلام) (الحق المضيع) الذي يعتبر القيمة الزائدة (فائض القيمة) والتي تكون من نصيب مالك وسائل الإنتاج (الرأسمالي وحينما تتجمع هذه العوائد من فائض القيمة يتكون قانون (تراكم رأس المال) (النعمة الموفورة) التي توفر الإمكانيات للرأسمالي المقدرة على توسيع مصانعه وزيادة عدد المكائن والآلات التي توفر له الزيادة والتوسع في الطاقة الإنتاجية وزيادة أرباحه ... مثلاً رأسمالي يمتلك مصنع لصناعة وإنتاج الساعات اليدوية .. ينتج في اليوم الواحد عشرة ساعات ويعمل في هذه الورشة الصناعية خمسة عمال أنتجت تلك الساعات العشرة يبيع الساعة الواحدة بمبلغ عشرة دنانير فيكون المبلغ الكلي للساعات العشرة مائة دينار يدفع صاحب المصنع أجور لكل عامل عشرة دنانير فيكون مجموع المبلغ الذي دفع للعمال خمسين ديناراً 100 دينار سعر الساعات العشرة تدفع منها أجور العمال خمسون دينار الباقي خمسون دينار يستخرج من المبلغ (5 دينار) نسبة مئوية عن اندثار المكائن والآلات 10% وكذلك يستقطع كهرباء ومصاريف أخرى 10% فيكون 5 + 5 =10 دينار ... هذا المبلغ يستقطع من مبلغ (50 دينار) 50 – 10 = 40 دينار حصة صافية (ربح) لصاحب المصنع (الرأسمالي) هذا المبلغ يمثل (فائض القيمة أي الربح الصافي) التي تعتبر من حق جهد العامل إلا أن الرأسمالي يسلبها من جهد العامل التي تمثل في مقولة الإمام علي (عليه السلام) الحق المضيع التي من خلال تراكمها وجمعها تمثل (تراكم رأس المال) النعمة الموفورة .. وقانون (تراكم رأس المال الذي يتكون من مجموع الأرباح فائض القيمة) يعتبر من القوانين الرئيسية في النظرية الماركسية الاشتراكية العلمية.