ابطال قصائد مظفر النواب في شعره الشعبي الجزء السابع


سعدي جبار مكلف
2020 / 7 / 11 - 12:58     

أبطــل مظفـر النــواب
الجزء السابع
إن النـواب لا يستخدم الرمـز للهـو والعبـث أو لمجـرد الرمز ودون هـدف أو غاية لأنه شاعـر محارب يخوض حربا سياسية وثقافية شرسة لا هوادة فيها يستخدم خلالها كل الأسلحة الممكنة والفعالة بينما الرمز ليس هو أقوى الأسلحة وأمضاها ، إن الرمز معناها الهروب من المواجهة المباشرة ولكمه لم يترك أي كلمة قاسية إلا وقذفها بوجه الحكام وتوعدهم وزاد الفخر والحماس إن في كل فصيدة للنواب كلمات وجمل وألفاظ صريحة ، إن الرمزية لديه عبارة عن فواصل من التجليات والتداعيات يملأ بها الشاهر ما يفيض لديه من الصور والمعاني المتدفقة والمفاهيم المزدحمة التي تأتي غريزة لديه الى درجة تضيق بها الأسطر وتفيض عن الحاجة ضمن السياق الذي يسير عليه في مجرى القصيدة ،فالرمز يكاد أن يكون ضفاف النهر الذي يستوعب الفائض عند إرتفاع المنسوب ، لذلك فهذه الضفاف ليست محجوزة على الدوام بل على فترات قصيرة أو متفرقة يعود بعده النهر الى مجراه الأساسي ، هكذا هو الرمز عند النواب يبقى معه وفيه برهة قصيرة ففي قصيدة( عشاير إسعود)....
هذوله... إحنـه سرجنه الدم
عله إصهيل الشگر يسعود
خلينـه زهـر....... النجـوم
من جدح الحوافر.... سود
وفي قصيدة ( ما مش مايل)....
هيمـه .....ونجمات إمندايه
وما غترك بشفاف.. إگليبي
شدمـوع إبچفــي.. إمحنـايه
إبثوب الدخله ومزگو ثوبي
كـل جـزه أگصيبـه إبحنتـه
ومـا دنــچ للـذل ..يلعيبــي
إنه يحلق من خلال الرمز في سماوات متداعية وجدانية غارقة في الجمال والشمولية والصفاء الروحي تتخللها لمسات رقيقة هادفة لتخوم الفلسفات الإنسانية المعروفة بالتاريخ ، ثم يعود الى واقعيته المحاربة وهكذا فإن الآفاق التي يحلق فيها النواب في عالم الرمز وصوره الخيالية المتوالدة في المطلق والتي لا تزيد عن ومضات قصيرة في التداعيات الفكرية العميقة يعود بعدها الى حلبة الصراع في الواقع المأساوي ليواصل الطرق المباشر لصميم القضايا والإطروحات والحدث الواقعي وما يحتاج اليها من صور ومعاني وألفاظ ومن قصيدة...... (عوّدتني )
عّودتني أنتظـر
وأرسم علـه الأيام موعـد
عودتني العيد يعني الناس
ووياهم أعيّد
گتلي من يعنـگ جرح ....جرحين
يتــلاگه وجعهـه