عمالة (عربية ) أم مما سح( الزفر) ؟


احمد مصارع
2006 / 6 / 24 - 11:52     

الانكفاء بإحباط , والإعراض بحنق , عن كل ما يمت لخرافات العروبة والإسلام , وتمزق تلك الروابط شر ممزق , مصدره الصدمة العنيفة مابين الاعتقاد بالأوهام والواقع العربي أوالاسلامي القميء , قياسا الى كل مطابخ العصر الحديث .
ممسحة الزفر كناية عن خرقة نتنة تلقى نحو المزابل ,بعد أن يطول استعمالها في مسح المواد الدسمة العالقة في المطبخ , وحين تبلغ مرحلة لايمكن إعادة بقائها , ويتطلب الأمر تجديدها في كل مرة , يحدث شئ من ذلك , والواقع أكثر سوداوية من المجاز .
لابد من لغة ملتوية التواء الواقع في تصوير ما يجري بشكل بائس على أرض الواقع , ففي حين تدعى العمالة ( عربية وأجنبية ) وأين ؟!.. في بلد ( عربي وأجنبي ) ؟!. يكاد الأمر يتحول الى أحجية , أو حتى لغز عسير على الفهم , فلا العامل ( عربي ) ولا البلد الذي يعمل به ( عربي ).
يعمل بعض العاملين العرب في بلاد بعض العرب !, وبوصفهم عرب خارج بلدانهم , فهم من الرحل , فستسند لهم الأعمال المهجورة , من قبل عرب البلاد المضيفة لهم , والعرب مشهورون بكرم الضيافة على مستوى كرم الضباع على الجيف , مع النسور ؟- حاشى الفقراء- .
إنما للضيافة حدود , وقد( تصحت وتمحت , فلم يعد للضيف مطرح) ,والمقصود أن يعقب التهلية الكريمة , الطرد والانقلاع , فيتحول كرم العرب مع الى عملية طرد العرب للعرب؟ .
التخلص من العمالة العربية , ومن البلدان العربية , غالبا ما يحدث على طريقة يقال وأشك في صحة المثل ( فراق الغجر ), أي بعد انفضاض أعراس اللقاء وكرم الضيافة , وعند الترحيل للعرب الرحل , وتهديم أوتاد وأعمدة الخيام , يشرعون بالتضارب , وتشتد المعارك , وتتحول قصائد المديح الى الهجاء , وتشرع العصبيات والعنعنات ما قبل الدولة بالظهور , وينتسب كل الى ليس الى أجداده , بل الى حارته ؟.
وفقا لمبدأ العملة الرديئة تطرد الجيدة من الأسواق , بشكل خال من الأخلاق , مدمر لكل أشكال التفاعل الايجابي , بل والعكس , فان ما سيحدث لاحقا , سيخلف غالبا تراثا انفصاليا وعدائيا ,يكرس حالة الانفصال الأول .
من الطرف السوداء التي تليق بهذا المقام , تعطل سيارة شيخ( عربي) في الشارع الرئيس , وحين يتطوع اثنان من الفقراء النشامى للمساعدة , فيقومان بدفعها حتى جادة قصره , وهم يتصببان عرقا , وهو مستمتع بقيادتها , وبدل أن يكافئوهما ماديا أو حتى معنويا , يقول لهما بكل قسوة : لم أكن أعلم أن سيارتي تحتاج أحيانا لبغلين مثلكما .. انصرفوا .
قوانين العمل والإقامة والجنسية في بلاد ( العرب أو المسلمين ) , محاطة بالسرية والتقية , وما يعلن عنه لا يعمل به أبدا , والمستثنى بالا هو القانون ؟
من الغريب أن يكون هناك شبح , يظهر في ليال القدر , أسمه منظمة العمل العربي , وكذا بقية الأشباح ( صحة , تربية ..عدل؟!) التي توالدت في خرابة مبنى الجامعة العربية المهجور والموحش ؟ فهل سمعتم لها وحيحا ؟!.
في بلاد ( العرب أو المسلمين ) لا توجد عدالة أو مساواة حتى بعد الموت , فلا تتساوى عمليات الدفن , مهما كان شكل القبور , ومن لا يقبل أخيه ميتا , فكيف سيقبله حيا ؟!.
لا أظن أن بمقدور أي باحث مهما عظمت مقدرته , على إعداد بحث موضوعي عن ظروف العمالة العربية , هكذا بكل برود أعصاب , بدون استثارة , بدون كذب , بدون خداع , بل وبدون لغمطة , لأن الأرقام المادية والإحصائيات المجردة , بعيدة عن واقع الحياة الإنسانية , حيث لا يوجد حياة وتفاعل , وأريحية في تطور العلاقات الإنسانية بدءا من العمل والإقامة والجنسية , وذلك لتحقيق الهدف المستحيل وهو الانتماء العربي أو الإسلامي ؟.