نريد للكاظمي أن يكون ناجحاً...هذا كل ما في الأمر...‏


موسى فرج
2020 / 6 / 26 - 17:47     

الخطوة الوحيدة التي تحسب للسيد الكاظمي لغاية تاريخه هي ما قام به جهاز مكافحة الإرهاب ‏أمس باعتقال عناصر كانت تبيّت لإطلاق الصواريخ في العاصمة وبالجرم المشهود من خلال ‏وضع اليد على منصات إطلاق الصواريخ في منطقة الدوره...‏
وأي تراخٍ أو خضوع أو لملمة للقضية من دون التعامل معها بشكل قانوني حازم يعني سحب آخر ‏خيط يربط بين الكاظمي والثقة به من قبل الشعب...لأن كل خطواته الأخرى لا تخرج عن ‏المناكفات والاستعراضات الفارغة بل ومن بينها الكثير صادمة ومقززة وإلا ما معنى تسرب ‏الأخبار عن قيام جهاز مكافحة الإرهاب بفرض سيطرة الدولة على المنافذ الحدودية التي يعلن ‏الكاظمي نفسه بأن السرقة والنهب فيها يتجاوز المليارات وفي اليوم اللاحق يصدر بيان من ‏المسؤولين في تلك المنافذ يقول بأنه لا صحة للخبر...؟ في الوقت الذي يمكن فيه فرض سيطرة ‏الجهاز عليها وتسليمها لوزارة الداخلية...‏
وما معنى قول الكاظمي أنه ينوي إحداث تغييرات في مواقع إدارية للحكومة لكنه يخشى حملة ‏التسقيط التي سيمارسها المتضررون من تلك الإجراءات...؟ وما معنى تشريع قانون للاقتراض ‏وهو قادر على تعظيم موارد الخزينة من خلال قرارات حازمة بشأن سيل المال العام من البنك ‏المركزي لأغراض تهريب وغسيل المال...؟ وما معنى تصدر العراق للوفيات بسبب الكورونا لأن ‏سراق وفاسدين يفرضون سيطرتهم على وزارة الصحة ...؟ وما معنى ارتفاع عدد الوفيات ‏بالكورونا إلى رقم قياسي في حين تمنع عصابات حزبية فاسدة معامل تابعة للدولة من إنتاج ‏الأوكسجين الخاص باستنقاذ المصابين بالكورونا لأنهم يريدون من الحكومة استيرادها من دولة ‏يوالونها أو للحصول على كومشنات من عملية الاستيراد...؟ وما معنى الخطوات الاستعراضية ‏التي يقوم بها الكاظمي تارة بالمناكفات وأخرى بتعيين ناطق رسمي باسمه يقوم باستغلال اسم ‏الكاظمي نفسه ليعبر عن نوازعه هو وتوجهاته هو بدلاً من التصرف باتزان وحياد وعقلانية ‏وأمانة ودون التطاول على دستور الدولة وقوانين الدولة وشعب الدولة والإجهار بنفعيته من ‏بعض أطراف الفساد والمحاصصة...؟
لسنا ضد الحشد الشعبي ولكننا ضد العصابات التي تسحق سيادة الدولة وهيبتها وتروع الناس ‏باستخدام سلاح الدولة نفسه وعجلاتها ذاتها أما من يلبس الحق بالباطل ويتباكى على الحشد ‏فعليه أن ينتبه إلى أن للحشد قانون ينظمه وينص على ارتباطه بالقائد العام للقوات المسلحة...‏
ولسنا ضد الكاظمي لكننا نريد له أن يكون مختلفاً لأن السيل لم يبلغ الزبى فقط بل صعد فوق ‏السرة وبلغ الحناجر وباتت الأنفاس تضيق به، ونريد منه الرجوع فوراً لبرنامجه الحكومي ‏وتعهداته والمباشرة بها بشكل حازم وواثق وبعيد عما نسمعه من مجرد تصريحات واستعراضات ‏لا معنى لها ولا قيمة هذا كل ما في ‏الأمر...‏