خمسون عاماً .. ارنستو تشي غيفارا .. قابضاً على الزناد .. سعياً نحو الحرية ..


عصام محمد جميل مروة
2020 / 6 / 24 - 17:19     

لكم نحنُ في هذه الأيام الحالكة نتتوق الى حكمة وريادة واحدٌ من كبار حركة التحرر العالمية إنطلاقاً من مبادئ الحقوق المشروعة للأنسان في كافة الاساليب والعيش بأسم المساواة والعدالة والحرية الفريدة التي منها ممكناً ان يكون العالم سائداً في التحول من العبودية والرق الى الخيار الأوحد والفريد للتعايش المشترك بغض النظر للون او العرق او الدين او البلد الذي تعتاش علي الأمم . كان الثائر ناصباً امام مستقبل الشعوب اساساً في ادارة الازمات والثورات وحتى مراحل الإستقرار السياسي بعد كل ظفر لبلد او لموقع ما على الكرة الارضية في اخذ الدرب والطريق السليم نحو العدالة والاشتراكية التي كانت ذروة تطلعات القائد الأممي في سيرهِ الذي لم يتوقف إلا بعدما تم التآمر عليه واغتالته القوى الفاجرة الإمبريالية العالمية !؟ وكم نحنُ الأن نستحضر اخر لحظات انفاسك وردة فعل انسان عُرف عنهُ الثورة تستمر حتى لو غاب قائدها .
قليلاً جداً ما نسمعهُ في هذهً المرحلة الدقيقة التي تمر بها البشرية من مواجهات كبرى بين الضحية والجلاد ،والحٌر والعبد، والثائر والحاكم ،والأجيال في كل العالم تُحركها الفئات و النّواتُ من الشباب الناشطين من اجل حياة أفضل تخدم الإنسانية جمعاء..
كان الثائر والقائد و"القومندانتا " ارنستو تشي غيفارا" المولود على الاراضي الأرجنتينية من اب وأم كانوا يؤمنون بالحرية والعدالة الأجتماعية وبالأممية كحد ادنىّ .وذلك مرتبط في الجمع بين الثقافات حيث تُثبتُ الأدلة بإن هناك أصول "إيرلندية " مشتركة للعائلة التي سوف يكون وليدهم من اهم واكبر الثوار في العالم .
خاض الطالب "ارنستو" غمار الدراسة من اجل الوصول الى الحصول والنيل على إجازة في مهنة الطب ،حيثُ كان يعتقد بإنهُ من خلال الممارسة للمهنة بإمكانهِ خدمة الطبقة المعدومة والفقيرة من الناس الذين يموتون جوعاً ،من الفقر المدقع ،والمرض، الذي يحدثُ بثقلهِ قد يُسبب ردة فعل لدى الفقراء المنسيّين والمهمشيّن من قِبل الأغنياء عمداً ،الذين يعملون ويمتلكون السيطرة الجشعة وحبهم للمال ، حتى في المستشفايات وإستغلال المرضى من اجل جنيّ الأموال الطائلة من دماء وعرق الفقراء.
إلا ان الرفيق ارنستو تشي غيفارا قد خرج عن طوعه في بداية الخطوات الاولى لَهُ في ايام شبابه عندما تخلى عن مهنة الطب واتجه الى ان يخوض غمار الثورة في أدغال أميركا اللاتينية حيث كانت اولى سفراتهِ على الدراجة النارية مع بعض الرفاق في جبال الدول المنتشرة التي يعيش الفقراء في العراء وهم في أمس الحاجة الى المدارس والمعاهد والمستشفيات .
حتى تحولت أفكاره من ثائر يدعو الى الإنقلاب على الإستبداد والعبودية في كل منطقة من جنوب أميركا اللاتينية التى زار معظمها "عاريّ الصدر" واثقاً من كل خطوة ولقاء كان يجمعهُ بأبناء تلك الدول.
حتى إنتقل الى المساهمة الكبرى في تحقيق الانتصار على الديكتاتور باتيستا ونظامهِ في جزيرة كوبا ،مع ثلة من الثوار برفقة القائد الكوبي
فيديل كاسترو .حيثُ شكل الرفيقين الرمزين الأسس الحقيقية للثورة ونهجها عندما تكون تُثار من اجل الفقراء والاحرار والثوار.
لم يستحسن القومندانتا ارنستو تشي غيفارا البقاء في كوبا كمسؤول او وزير وتخلى عن كل المناصب وإتجه الى الناحية الاخرى للكرة الارضيّة في أدغال افريقيا حيث تحالف في "الكونجو "مع المجموعات التى كانت تحاول الثورة ضد الاستعمار والاستبداد في افريقيا.
وكان قد ناصر وواكب الثورة الجزائرية في مهدها محرضاً اياها بإن لا تتوقف بل ان تسير في عليائها من اجل تحسين حياة الانسان بعد فترات العبودية..
ولم يكن غيفارا غائباً عن مناصرتهِ للقضايا العربية وفِي مقدمتها "فلسطين" حيث قال عنها ان الذين ليس على صدورهم رداء هم الذين سوف يُحررونها من المحتلين.وكان لَهُ لقاءًا تاريخياً مع القادة العظام من امثال الرئيس جمال عبد الناصر ،والمهاتما غاندي ،وقائد ثورة الفيتكونغ في فيتنام" هوشي منه" ، ومن قادة الأحزاب اليسارية في العالم العربي ،منهم الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، والامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش ،والقائد الرمز ياسر عرفات ،والقائد الجزائري احمد بن بيلا ، واخرون من الكبار المناوؤن للأمبريالية العالمية التي كانت تدعمها الولايات المتحدة الامريكية.
خمسون عاماً مرت مسرعةً وما زالت اثار القائد "الاممي "تأخذُ مكانها في العالم قاطبةً عن حياة واحدُ من المع الثوار في العالم .
تبنّى الثائر الفكر الماركسي والاشتراكي الشيوعىّ ،وكان قارئاً ممتازاً يتذوق الشعر والأدب ويُجيدُ التدوين للصحف والمجلات التي كانت تسّود إذذاك،من اجل ان يُصبح العالم في حياة أفضل، وأنجع ،وحتى لا يكون هناك طفل واحد بلا حليب وبلا مأوى.
إن كاتب سيرة ارنستو تشي غيفارا."جون لي أندرسون" عندما واصل الكتابة عن المناضل والثائر الاممي حيث كانت اللحظات الاخيرة من ايامهِ في المعسكر الاخير "في وادى جورو "في بوليفيا اثناء مداهمة القوات من الجيش مدعومةً من المخابرات الامريكية و عُملاء ""سي اى أيه ""وتم إطلاق الرصاص عليه مباشرة حيث أُصيب في موضعين من جسدهِ.إن الثامن من شهر أكتوبر تشرين الاول عام 1967 كان بمثابة شعلةً لن يتمكنُ أحداً من أخماد تناميها المتواصل مع الأجيال.
برغم ذلك قال في وجه الرقيب البوليفي "برناردو اوانكا" بأنك لن تتمكن من قتلي او إسكاتي عن متابعة مسيرتي النضالية مهما صارت جراحي تنزف .بل قال لهم عليكم ان تُبلغوا القادة والزعماء بإننا إتخذنا منحاً جديداً في "الكفاح الثورى والمسلح" ضدكم ولن تستطيعوا القضاء علينا . وسوف تُعاقبون عاجلاً ام اجلاً ولن يكون ليلكم إلا ظلاماً مستمراً سوف تتحكم بهِ الشعوب والمسيرة لن تتوقف مهما تعاظم فجوركم المتعالى؟
لا في الشرق، ولا في الغرب، ولا في الجنوب ،ولا في الشمال.لأن الملايين من ابناء الكرة الأرضية الان التى تتحكم بمقدراتها القوى الرأسمالية والرجعية .سوف يخوض الثائرون والغاضبون طريقاً طويلاً لا مناص مِنْهُ في تحقيق العدالة الاجتماعية والتطور لحياة أفضل للأنسان على الارض .وهناك فكرة القضاء على الرأسمال الأحادى الذى يُسبب ويُسلِبُ الخيرات ويحتكرها ..
إن تشي موجود حيثما ذهبنا، واينما وجدنا ،وفِي طليعة وفِي مقدمة كل الحركات الشبابية ،والعمالية ،والنقابية، والطلابية، والمظاهرات، والمطالب لتحقيق حياة أنصع وربيع مُزهَّر في معارك ضد الفوارق الإجتماعية.
صرخة غيفار الأخيرة هي المواصلة بلا تأفف حتى أيجاد الأسلوب المشرف للشعوب في ان تنال حريتها..
عصام محمد جميل مروّة ..