الأخ العزيز والأستاذ الدكتور صباح قيا المحترم


ناصر عجمايا
2020 / 6 / 23 - 17:46     

تحية طيبة... وبعد.
شكرا لردكم الكريم ولتواضعكم المبجل، نعم كلنا نعتبر أنفسنا نتعلم دائماً من الآخرين، كوننا لا ولم ولن نملك الحقيقة الكاملة، لكن.. ولربما نسبية الحقائق وفق أدراكنا ومعرفتنا، التاريخ هو الكفيل بالحقائق النسبية ولا يمكنني أن أقول الكاملة مطلقاً.
أنا أعلم ردي تخلله مزيداً من الصلابة والقوة أحتراماً للعروق التاريخية الكلدانية التي قسماً من شعبنا الآثوري المتعصب (منفردين) ومنهم الكلداني المتأشور من دون وعي فكري وللأسف، يرفض وجود العرق الكلداني وفق أيديولوجية خاصة تبناها. ليعربه بال(العلمي) من دون أن يعترف بالعرق التاريخي، يراد منه تحريف التاريخ الساطع، كالشمس قبل الميلاد بقرون عديدة وما بعده ولحد الان، ومساهمتي كانت الى جانب الحقيقة التاريخية التي قرأتها وتعلمتها من كتب متعددة بما فيها الكتاب المقدس قبل الميلاد وبعده، ويأتي زيد من الناس يشطبه بجرة قلم كما فعل السيد يوخنا جزاه الله خيراً.
المقتبس من ردكم أدناه:
ألآن أسال وأرجو الإجابة بواقعية وشفافية: ماذا حقق الكلدان منذ عام 2003 ولحد الأن غير الإخفاقات تلو الإخفاقات على كل الاصعدة سواء السياسية أو الدينية أو الثقافية وحتى الإجتماعية؟ أي من التنظيمات الذي يحضى بتأييد أو رضى الأغلبية من الكلدان؟ مَنْ مِنَ الكلدان الذي تجتمع عنده صفات القيادة كي يحضى بثقة السواد الاعظم من الكلدان ويحقق لهم آمالهم ويحصل على حقوقهم؟.
الجواب: لا يمكننا أن نختزل شعب بسنين معينة كالشعب الكلداني مثلاً وفق تساؤلكم المؤقر، بسنة أو تاريخ معين، طالما الشعب الكلداني وليد لآلاف من السنين، وعليه أختزال تاريخه منذ 2003 ولحد الآن نكون قد أجنينا على العلم التاريخي بالنسبة للكلدان.. طالما هو محض حديثنا ونقاشنا.ولكنني أؤكد لكم الكلدان بخير ولا خوف عليهم، كونهم قطعوا أشواطاً بعيدة جداً في الجوانب الثقافية والادبية والعلمية ولا أقول الدينية أبداً، لأن الأخير لا يدخل ضمن واجباتي بل هو واجب الكنيسة ورجالاتها الروحانيين يفترض منهم أدائه بناءاً على روح القدس الحاملين لها والعاملين معها.
من وجهة نظري الخاصة هي معاكسة تماما لما أنتم تصبون اليه (الكنيسة الكلدانية هي التي تحافظ على الأسم الكلداني الآن ومستقبلاً)، هكذا أستوعبت من حديثكم.. أقول لا يا أستاذنا العزيز: العكس هو الصحيح في بلدان الأغتراب أستراليا نموذجاً وليس حصراً..أما في الداخل فحدث ولا حرج.. وما شخصته جنابكم الكريم من نقد للوضع الكلداني، فهو أمر واقع لامفر منه ونعتقده أمر طبيعي وصحي تماماً، بأعتبار في العمل له مميزاته وأخفاقاته، سلبياته وأيجابياته، فالزارع يزرع حبوب صالحة، وعندما يحصل على الغلة لابد من شوائب، وهذا هو أمر طبيعي جداً..
كما تعلمون بعد دراستنا للتاريخ الكنسي في بلدان المهجر ولنحصره في استراليا مثالاً: نقول الآتي: اليوم الكنائس في أستراليا للجاليات اليونانية والأيطالية والألمانية ووووالخ شبه فارغة لأيام الأحاد بأستثناء متقدمي السن، وخاصة المعمرين منهم وباعداد قليلة ونادرة جداً، وقسم من الكنائس تم بيعها كونها لا تسد المصاريف الخاصة بها لأداء العمل الكنسي، والشعب متحول من الأيمان الى اللاايمان تدريجياً وسببه رجال الدين أنفسهم بكل صراحة، والغالبية تجتمع وتقرر حياتها من الجنسين دون أجراء مراسيم الزواج التقليدي الكنسي، مقتصرين في علاقات زوجية ثنائية بين الأنثى والذكر خارج قوانين الكنيسة، مع الأنجاب الكامل وحتى دون ربط قانوني مدني، أي عبر صداقة خاصة بين الأثنين، وأعتقد الحالة قائمة عندكم في كندا وكثير من بلدان الغرب عامة دون أستثناء.
واليوم أنا أتطلع الى الشبيبة الكلدانية والآثورية والسريانية والأرمنية وغيرها من الجذور الشرق أوسطية باتت تعتكف عن الأيمان ولا تتردد الى الكنائس، واليوم في ظل الكرونا كنائسنا تعاني الفراغ الكامل صاحبتها ازمة مالية خانقة لا تعلم ماذا تفعل؟! منها الكنيسة الكلدانية بالذات.
دعني أصارحك والقراء الكرام: في أحدى زياراتنا لخوري الكنيسة في ملبورن، ذكرته وبحضور قس آخر بمستقبل الكنيسة التراجعي، في حالة أستمراريتهم بنفس الخطة الأستعلائية وممارستهم الدكتاتورية والفوقية والنرجسية مع شعبهم في الغربة!! وقلت لهما في حالة أستمراركم على نفس النهج ستفقد الكنيسة وجودها، وما عليكم الاّ بالتواضع والنزول من البرج العالي، وتعلموا من شعبكم قبل أن تعلموه، فهو الأفضل لكم معنوياً وروحياً وأيمانياً، ولا أقول دينياً تيمناً بأيمان المسيح.. فكن على ثقة أتفقوا مع طرحي ووافقوني الرأي..متقبلين النقد الهادف للصالح الكنسي العام. ولم أكن وحدي بل معي زملائي من الأتحاد الكلداني والأسترالي ومن الرابطة الكلدانية في ملبورن.
عليه طالما هناك ديمقراطية وحقوق القوميات قائمة في بلدان العالم، تعترف بالقوميات المتعددة وتزاول تعليم اللغات ومنها الكلدانية في فتح مدارس للغة وتعلمها حتى في أرض الوطن بما فيها الجامعات في الأقليم والمركز، فنحن بخير دائم، وهناك تقبل من الشبيبة المغتربة في التعلم، والدولة تشجع وتصرف مبالغ للتعلم وخصوصاً اللغات القديمة ومنها الكلدانية، وعليه لا خوف لنا بل العكس هو الصحيح.
صدقني انا تعلمت أحترام القوميات من الفكر الأممي ومنها خصوصيتنا القومية الكلدانية، فيأتي زيد من الناس فردياً يرد الغاء الآخر تعصبياً مقيتاً وللأسف.
أنت مرحب بك وبكل من لديه أحترام للتاريخ والعرق والحضارة، في أي عمل ونشاط ونحن في أتحاد الكتاب والأدباء الكلدان في خدمة شعبنا الكلداني في الجانبين الوطني والأنساني. وأبوابنا مفتوحة لعمل الخير وللخيرين من أمثالكم المحترمة.
تقبل والقاريء الكريم أجمل التحيات وآسف للأطالة..
23-6-2020