نحو سوريا مدنية ديمقراطية


مازن كم الماز
2020 / 6 / 20 - 20:31     

تعليق لازم على مشاريع و تجمعات مثل جود و فوود و سود و عنود الديمقراطية السورية .. أولا لا أعتقد أن من حق أحد فرض العيش المشترك على "السوريين" الذين لا يطيقون بعضهم البعض , من يكفرون و يخونون بعضهم و يشمتون بدعس و سحل بعضهم البعض و ينتظرون و يدعون آلهتهم أن تخسف الأرض بإخوتهم في الوطن و حتى ببقية إخوتهم في الإنسانية .. ما حاجة الأكثرية لأقليات لتستمتع بتكفيرها كل صباح و مساء و تناقش باستمرار فكرة القضاء على جيرانهم الكفار و سبي نسائهم الخ , إخوتي السنة : لقد ذهبت أيام عمر بن عبد العزيز و صلاح الدين , خليفتنا العثماني بدو ياكن كأصوات انتخابية في مواجهة الناخبين الأكراد و العلويين من أبناء جلدته و ما عدا عفرين لن تحصلوا على بيوت و أشجار زيتون لبشر آخرين فقط لأنكم ولدتم على سنة نبيكم و أصحابه .. و ما حاجة الأقليات لأكثرية يتململون من خطرها الداهم الدائم , من تكفيرييها و شبيحتها , و ينامون بعيون مفتوحة و أبواب و قلوب مغلقة خائفة و هم يعيشون بينهم .. أصلا غير الجلوس في قصر الشعب و القصور الأصغر لم يبق للسوريين أو بعض السوريين ما يفعلوه .. كل شيء في سوريا ليس من شأن السوريين اليوم و لا في الغد : إعادة الإعمار من شأن المجتمع الدولي , قانون قيصر من شأن الكونغرس الأمريكي , مناطق المصالحات من شأن الروس , الحل السياسي نفسه أو شكل الحكم القادم و ما بعد بعد القادم هو بيد الدول المتفاوضة و المتنافسة , و الحاكم السوري سواء في سوريا المفيدة أو الحرة أو المدارة ذاتيا ليس أكثر من منفذ أوامر عند الوالي العثماني أو المندوب السامي الصديق أو الشقيق الأكبر , مجرد مماليك عند صاحب الأمر و الشأن .. و في ذلك فليتنافس المتنافسون

كل شيء صار بالعراق تكرر بالكربون في سوريا : نظام أقلوي أمني عسكري عشائري عائلي وراثي يحمل نفس الاسم البعثي على طرفي الحدود , معارضة تتألف من أبطال محليين و عالميين في الديمقراطية و الحرية , بكائيات و لطميات شيعية تارة و سنية تارة أخرى , إعادة اكتشاف الطائفة الكبرى لواقع اضطهادها و تهميشها و اعتمادها الإسلام السياسي ممثلا و مدافعا , الأكراد و الأمريكان , و الآن قانون قيصر .. هناك فروق بالطبع : السلطان التركي عندنا بدلا من ملالي إيران في الحالة العراقية , الجولاني و الإخوان و المحيسني و المدنيون الديمقراطيون المدافعون عنهم و الجنرال اسماعيل ميتين تيميل مكان العامري و عصائب أهل الحق و حزب الدعوة و إياد علاوي و الجنرال قاسم سليماني , و هناك أيضا دور أكثر نشاطا لطائرات و دبابات بوتين في سوريا لا يمكن التنبؤ بما قد تؤدي إليه من تغييرات في السيناريو السوري مقارنة بجاره العراقي .. بقي الآن أن يخذلنا المعارضون السوريون عندما يدخلون إلى منطقتهم الخضراء و يتصرفوا بطريقة مختلفة عن نظرائهم العراقيين و عن الفساد و الهراء و اللطميات الطائفية و الاسترزاق الذي مارسوه منذ إنشائهم المجلس الوطني 2011 بانتظار ثورة شباب مل نهبه و ذبحه و موته و استغفاله باسم الطائفية و إله محمد ليؤكد جميع هؤلاء أنه لا علاقة لهم بأنفسهم و بما فعلوه و لينتفضوا قبل الشباب على كل ما قالوه و سيقولوه و فعلوه و سيفعلوه و من سيعيش منكم حتى تلك الأيام سيسمع العجب العجاب في شتم الطائفية و الأديان و محمد و صلاح الدين و خالد بن الوليد و الهويات القاتلة من أفواه هؤلاء