الاعتداء على أم الأسرى الفلسطينيين وحقيقة الحمساويين


طلعت رضوان
2020 / 6 / 20 - 13:30     

أفراد من شرطة (تنظيم حماس) اعتدوا على السيدة المسنة..والشهيرة بوصف (أم الأسرى الفلسطينيين) وهى السيدة أم وشاح..وهذا الاعتداء اللاإنسانى أثارغضب الفلسطينيين جميعـًـا، خاصة أنّ الاعتداء شمل بنتيها..وذلك خلال محاولة أفراد من حماس ((هدم جزء من بيت عائلة وشاح، من أجل فتح طريق مغلق منذ25سنة فى مخيم البرج..وسط قطاع غزة)) زعماء حماس نفوا الواقعة، لكن الفيديوالذى انتشر فضحهم وكذبهم..وقد استنكرمصطفى البرغوثى ما حدث..وطالب بمحاسبة المعتدين (عربية سكاى نيوز- 19يونيو2020)
إننى أضع هذا الخبرأمام الناصريين وبعض الماركسيين الذين اعتبروا الحمساويين (تنظيم مقاومة ضد إسرائيل) ولايــُـصـدّقون أنّ إسرائيل هى التى أنشأتْ هذا التنظيم، من أجل منافسة السلطة الشرعية، ممثلة فى منظمة التحريرالفلسطينية.

وكان من بين جرائم مبارك ونظامه السماح لتنظيم حماس الإرهابى بحفرالأنفاق من سيناء إلى غزة، رغم أنّ أصغر مُحلل سياسى يعلم أنّ تنظيم حماس تابع للإخوان المسلمين فى مصر، وأنه الجناح العسكرى للإخوان..وأنه انقلب على السلطة الفلسطينية الشرعية..وأراد أنْ يُقيم (دولة غزة المستقلة) والدليل على ذلك مُطالبتهم بفتح قنصلية مصرية فى غزة..وقنصلية (غزاوية) فى مصر..وينبثق عن تلك الجريمة، جريمة أخرى هى استقبال نظام مبارك لأعضاء حماس فى رحلات مكوكية- بحجة مصالحتهم مع السلطة التنفيذية من أعضاء منظمة فتح- والإقامة فى فنادق الخمس نجوم على حساب شعبنا الذى لاتجد الأغلبية العظمى منه الخدمات الأساسية من مرافق المياه للشرب إلى الصرف الصحى إلى إهمال الزراعة إلخ إلخ. بل إنّ مبارك ونظامه سمح لأعضاء تنظيم حماس بكل ذلك رغم جرائم حماس ضد شعبنا، إذ بعد العدوان الإسرائيلى على غزة فى ديسمبر2008 قتل الحمساويون الضابط المصرى (الرائد ياسرفريح) يوم 28/12/2008 وأنّ هذا القتل كان نتيجة هجوم مسلح من تنظيم حماس على نقطة الحراسة داخل الأراضى المصرية..والشىء الملفت للنظرعن جرائم مبارك ونظامه، أنه من داخل هذا النظام، فإنّ بعض المسئولين صرّحوا لمندوب صحيفة الأهرام أنّ لديهم تفاصيل كاملة حول المخطط المشبوه الذى يستهدف مصر(وينفذه أعضاء من تنظيم حماس) وتشارك فيه دول عربية، بالإضافة لتجنيد بعض الصحف الخاصة فى مصرمقابل تمويلها (أهرام 20/12/2008)
وفى عام 2008 أيضًا حطم الحمساويون الجدارالأسمنتى لمعبر رفح فى عشرين موقعًا، واستخدموا البلدوزرات فى هدم الجدارالجانبى للمعبر..وذلك علنـًا وفى وضح النهار..واعتدوا على الجنود المصريين..ووصل عدد القتلى والجرحى إلى 36مصريًا..كما اقتحموا بوابة صلاح الدين بعدد من السيارات التى شقتْ طريقها إلى الحدود المصرية من قطاع غزة..كما تم رفع الأعلام الفلسطينية على بعض المنشآت المصرية (أذكرالقارىء أنّ كل ذلك تم فى عام 2008) وسكت مبارك ونظامه على تلك الجرائم التى ارتكبها تنظيم حماس ضد شعبنا وضد السيادة الوطنية، خاصة عندما اقتحم أكثرمن 700 ألف فلسطينى الحدود المصرية (بتحريض من حماس) بما يخالف كافة أعراف القانون الدولى، ناهيك عن ترويع شعبنا..ورغم صمت مبارك ونظامه على كل تلك الجرائم من أعضاء تنظيم حماس، صرّح أحد أعضاء كتائب عزالدين القسام (الجناح العسكرى لتنظيم حماس) أنهم سينسفون السورالحدودى مع مصربالكامل فى حالة إغلاقه. فلماذا تغاضى مبارك ونظامه على هذا الصلف..وهذه العنجهية وعلى هذا الهوان وعلى هذه الدونية القومية التى تفتقد الحد الأدنى من الحس الوطنى، بمعنى الوطن (مصر)؟ ولماذا صمتتْ الثقافة المصرية السائدة البائسة والإعلام المصرى؟ وهل لهذا الصمت المُشين علاقة بشعارات العروبة التى رفعها (زعيم العروبة) عبد الناصرالذى تسبّب فى احتلال إسرائيل مدن القناة عام 56 واحتلالها سيناء فى كارثة بؤونة/ يونيو67؟
فى عام 2008 رأى الحمساويون أنّ الاعتداء على السيادة المصرية هوالخيارالأفضل، لذلك لم يجرؤوا على اقتحام معبر(إيرنز) الواقع بين غزة وإسرائيل، رغم وجود اتفاقية موقعة بين الجانبيْن بتاريخ 29/8/94..وكل ما فعله نظام مبارك (كنوع من ذرالرماد فى العيون أوعلى طريقة أضعف الإيمان) هوصدوربيان صرّح به السفيرسليمان عواد (المتحدث باسم رئاسة الجمهورية) أنّ ((لمصرحدودًا وأرضًا وسيادة..وأنّ من واجبها أنْ تحفظها..وأنّ هذه هى الرسالة التى تم توجيهها إلى وفد حماس فى زيارته لمصر)) وأضاف أنّ ((مصرتغاضتْ عن الاقتحام الجماعى تقديرًا لمعاناة سكان غزة..ولكن مصرغيرمُستباحة..كما رفضتْ مصرما يتردّد فى أمريكا وإسرائيل من تقاريرحول إيجاد امتداد لقطاع غزة فى سيناء)) (أهرام 4 فبراير 2008) هذا كل ما (استطاع) مبارك ونظامه أنْ يفعله إزاء جرائم حماس المُتكررة ضد شعبنا، فكانت النتيجة صدورالبيان الهزيل على لسان الناطق باسم رئاسة الجمهورية. فلماذا هذا الهوان من مبارك ونظامه..ومن مجمل الثقافة المصرية السائدة البائسة؟ خاصة وأنّ الحمساويين دأبوا على اتهام مصر ب (العدو) الذى ((يخنق الفلسطينيين فى غزة)) وبالتالى حوّلوا دفة الهجوم على مصر، واستبعدوا إسرائيل تمامًا، وهوما سيتوضح بعد ذلك عندما أتتْ الإدارة الأمريكية بالإخوان المسلمين ليتولوا حكم مصر، إذْ عقد محمد مرسى اتفاقــًا مع أعضاء تنظيم حماس تعهدوا فيه بعدم مهاجمة إسرائيل..والدرس المُستفاد هنا أنّ جرائم محمد مرسى والإخوان المسلمين الذين سطوا على مصر، هى امتداد لجرائم مبارك ونظامه.
ومن بين المُتغيرات التى أحدثها زلزال شهرطوبة / يناير2011 الاجتماعى، أنْ سمح مجلس طنطاوى/ عنان بدخول ثلاثة آلاف شاب مصرى من الذين كانوا يعيشون فى كهوف أفغانستان، ويؤمنون بأنّ المجتمعات العصرية، مجتمعات (كافرة) لابد من إبادتها، فلما عادوا إلى مصر، ارتكبوا العديد من الجرائم فى حق شعبنا، مثل هدم الكنائس المصرية، والاعتداء على ممتلكات المسيحيين وطردهم من قراهم، ومنعهم من الوصول إلى لجان استفتاء 19مارس 2011وهو الاستفتاء الذى أصرّعليه مجلس طنطاوى/ عنان، وارتكب الإسلاميون العائدون جرائم الاعتداء على الآثارالمصرية وهدم أضرحة الأولياء، فوفقــًا لمعتقداتهم أنّ هذه الأضرحة يتم فيها الشفاعة والتبرك بالأولياء وهذا شِرك بالله من وجهة نظرهم، ثم أدلى أصولى عتيد من أبناء الإسكندرية بتصريح قال فيه إنّ ((الحضارة المصرية حضارة عفنة) كما شوّهوا تمثال أم كلثوم وتمثال عبد الناصر، وطالبوا بتغطية التماثيل اليونانية والرومانية الموجودة فى الإسكندرية. تم كل ذلك تحت سمع وبصرمن كانوا (يُديرون شئون البلاد) وقبل انتخابات الرئاسة التى صعد فيها محمد مرسى إلى كرسى عرش مصر. أى أنّ كل ذلك تم عن (رضا) كامل، فإذا ربطنا ذلك بتصريح السفيرة الأمريكية فى مصرالتى حرّضتْ الإخوان المسلمين على دخول انتخابات الرئاسة ووفق نص كلامها ((هذه فرصة لا تـُعوّض فكيف تتركونها)) وربطناه– كذلك– بما جاء فى مقال المحلل السياسى الإسرائيلى (رفائيل بوخنيك) على موقع نيوز وان الإخبارى بتاريخ 23/7/2012عن التصريح الذى أدلتْ به عضوة الكونجرس الأمريكى (ميشال باخمان) وأشارتْ فيه إلى أنّ ((حركة الإخوان المسلمين نجحتْ فى اختراق مراكزمؤثرة داخل الإدارة الأمريكية عن طريق السيدة المسلمة (هوما عابدين) التى تعمل كمستشارة كبيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية (هيلارى كلينتون) لدرجة تنعكس على صناعة القرارات المُنحازة فيما يتعلق بالشرق الأوسط)) وذكر كاتب المقال أنّ خمسة من أعضاء الكونجرس الأمريكى قالوا أنّ السيدة عابدين لها صلة واضحة بجماعة الإخوان المسلمين..وهذا ينبع من انتساب أسرتها لجهات إسلامية، ومن بينها جهات تدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية كقانون إلزامى..وأنّ السيدة عابدين هى من تـُـوسوس فى أذن وزيرة الخارجية الأمريكية بهذا التوجه، الأمرالذى يعنى أنّ دورها يدخل فى نطاق بلورة السياسة الأمريكية الخارجية..وبصفة خاصة فى الشرق الأوسط..كما تساءل أعضاء الكونجرس الأمريكى عن كيف وصلتْ السيدة عابدين إلى هذا الموقع الرفيع فى المؤسسات الأمريكية رغم تاريخها وتاريخ أسرتها..وهوتاريخ معروف عن توجهاتهم نحونشروتدعيم الأصولية الإسلامية فى معظم دول العالم..كما أنّ السيدة عابدين هى ((السلاح السرى لهيلارى كلينتون)) فكيف وصلتْ إلى منصبها الذى يُعطيها الحق فى الاطلاع على أدق وأخطرالمعلومات التى تــُـصنــّـف على أنها ((سرية جدًا)) بما فى ذلك المواد المُتعلقة بالتوجهات الأمريكية تجاه الإخوان المسلمين..ولكن أهم ما ذكره كاتب المقال الإسرائيلى أنّ ((وزارة الخارجية الأمريكية أوضحتْ أنّ إدارة أوباما راضية عن هيمنة الإخوان المسلمين على الحكومة المصرية..وأنّ وزيرة الخارجية الأمريكية تدخلتْ بشكل شخصى من أجل إلغاء الأمرالذى أصدرته إدارة بوش لمنع دخول طارق رمضان، حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، إلى الولايات المتحدة الأمريكية)) وذكرأيضًا أنّ الإدارة الأمريكية أحبطتْ القيود التى فرضها الكونجرس على السلطة الفلسطينية وحوّلتْ عشرات الملايين من الدولارات، ذهب جزء منها إلى عناصرمن حماس..كما أنّ الإدارة الأمريكية استضافتْ وفدًا برلمانيًا مصريًا شمل عضوًا من حزب الجماعة الإسلامية (البناء والتنمية) رغم أنه مُصنــّـف رسميًا على أنه منظمة إرهابية..والأخطرأنّ الإدارة الأمريكية رفضتْ الإدلاء بأية تفاصيل حول إجراء استخراج الفيزا لعضوالبناء والتنمية الإسلامى..وكيف ولماذا سمحوا له بدخول أمريكا والجلوس معه لبحث الأوضاع فى مصربعد انتفاضة يناير2011؟ كما أنّ وزيرة الخارجية الأمريكية ((مارستْ الضغوط على الجنرال طنطاوى لنقل كامل الصلاحيات فى مصرللبرلمان الذى سيطرعليه الإخوان المسلمون بعد تولى محمد مرسى الرئاسة، رغم أنّ مرسى أعلن فوروصوله إلى رئاسة الدولة المصرية أنّ ((إطلاق سراح الشيخ (الأصولى الارهابى) عمرعبد الرحمن، المحكوم عليه بالسجن المؤبد بالولايات المتحدة هو أولوية قصوى لديه)) وقد تعرّضتْ وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون للهجوم عليها وقذفها بالأحذية والطماطم من بعض الأمريكيين المُعترضين على سياسة أمريكا الخارجية..وخاصة فى مصر، وهتفوا ضدها بهتافات مهينة، إلاّ أنّ الإدارة الأمريكية مصممة على المضى فى طريقها ((وهذا يدل على المعيارالجوهرى الناجم عن الوقوف الصلب لواشنطن إلى جانب الإخوان المسلمين)) واختتم مقاله بتعليق له دلالة خاصة فكتب ((صحيح أنّ الوزن الحقيقى للمستشارين المسلمين المُقربين من صناع القرارات فى واشنطن، فى بلورة السياسات الخارجية حيال الشرق الأوسط غيرمعروف، لكن فى محك اختبارالواقع لايجب استبعاد إمكانية أنْ يكون لهم تأثير وبصمة فعلية..ويُـذكــّـرفى هذا السياق أنّ الرئيس باراك أوباما يستعين بالسيدة داليا مجاهد وهى مسلمة من مواليد مصر، كمستشارة خاصة، وتشارك فى كتابة خطاباته التى تتناول الشرق الأوسط..وقد ورد ذكراسم داليا مجاهد باعتبارها المسئولة عن صياغة الرسائل التى تضمنها خطاب أوباما الشهيربالقاهرة والذى دعا فيه إلى ضرورة ((المصالحة الكاملة مع العالم الإسلامى فى شهريونيو2009، مع مراعاة أنّ داليا مجاهد لاتـُخفى تأييدها وتحريضها على ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية كقانون إلزامى فى كل الدول الإسلامية)) ومن كل ذلك يستخلص كاتب المقال نتيجة مؤداها أنّ سياسة إدارة أوباما (فيما يتعلق بالشرق الأوسط تنتهج كل الأساليب لدعم التيارات الإسلامية والانحياز لها..ولذلك فإنّ تقارب الولايات المتحدة مع التيارات الإسلامية ((يجعل ورقة الإخوان المسلمين فى مصربمثابة (مقامرة) فى صالح السياسة الأمريكية)) (لمزيد من التفاصيل: انظرمجلة مختارات إسرائيلية- الصادرة عن مركزالدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام- عدد سبتمبر2012)
هذا النص الكاشف لحقيقة الإخوان المسلمين وعلاقتهم الوطيدة والعميقة بالولايات المتحدة الأمريكية، التى دعّمتهم للسيطرة على البرلمان المصرى وعلى حكم مصر، وعلاقة الإخوان المسلمين بتنظيم حماس الإرهابى، هو(النص السابق) أحد مفاتيح فهم التطاول الذى وصل لدرجة إلقاء التهم المُعاقب عليها قانونـًا، سواء من الإخوان المسلمين فى مصر، أومن أعضاء تنظيم حماس، وبعد صدورالحكم القضائى بمنع أعضاء حماس من العمل بأى نشاط سياسى فى مصر، مع مصادرة ما قد يكون لهم من أموال أومقارات فى مصر. دأبوا على إلقاء كل (التهم) ضد مصر، وأنّ مصرهى التى تـحاصرغزة (وليست إسرائيل) مع نفيهم لوجود أية علاقة بين تنظيمهم الإرهابى والإخوان المسلمين فى مصر، أوبالتنظيم العالمى للإخوان المسلمين. فعلوا كل ذلك ولم يخجلوا، رغم المعلومات التى يعرفها أصغرمحلل سياسى عن لقاء محمود الزهارمع مديرالمخابرات الإسرائيلية عام 1986..وعن أنّ إسرائيل هى التى أنشأتْ تنظيم حماس ليكون مُناوئــًا للسلطة الفلسطينية الشرعية (تنظيم فتح) وإذا كان من حق أعضاء تنظيم حماس الإدلاء برأيهم (بغض النظرعن الشطط والخروج عن أدبيات الحوار، ولغة الغطرسة والغرورالمُدعم بأكاذيبهم) فإنّ الكارثة الحقيقة فى المذيعين (المصريين) فى الفضائيات والأرضيات الذين أصروا على ارتكاب جرائمهم السابقة: أى استضافة الحمساويين أوالسماح لهم بإجراء مداخلة تليفونية (بحجة الحياد والموضوعية إلى آخرالكلام الذى لايؤمنون به فى الواقع بدليل أنهم يستبعدون الليبراليين الحقيقيين ولايُـفكرون فى استضافتهم، وفى المقدمة استبعاد تيارالقومية المصرية) وشاء قانون المصادفة أنْ أسمع تعليقات بعض الحمساويين، فكانت النتيجة أنّ كل من سمعتهم أجمعوا على إهانة القضاء المصرى، إذْ أصروا على أنّ الحكم ((سياسى)) وليس له علاقة بالقانون..ومع أنّ المذيعين (المصريين) حاولوا الدفاع عن القضاء المصرى، فإنّ مجرد اللهاث وراء الحمساويين والاتصال بهم لعمل (مداخلات) جريمة فى حق شعبنا، خاصة وأنّ الحمساويين الذين سمعتهم يُصرون على الاسترسال (بصوت مرتفع) ويُـقاطعون المذيع/ المذيعين الذين يبدوعليهم الضعف والاستكانة، لذا فإنّ السؤال هو: إلى متى ستظل المنظومة الإعلامية فى غيرصالح مصر؟ ولماذا حالة الهوان أمام فلسطينيين إرهابيين يكرهون كل ما هو مصرى، لدرجة أنْ أعلن أحدهم أنّ تدميرالأنفاق بمثابة ((إعلان الحرب على شعب غزة)) أى أنّ مصرأمامها أحد بديليْن: ترك الأنفاق ليتم من خلالها كل أشكال التهريب، مع فرض الإتاوات على كل من يستخدمها، وهى إتاوات خلقتْ طبقة من المليونيرات الفلسطينيين، والبديل الثانى أنّ مصرأصبحت (عدوة) للغزاويين وليستْ إسرائيل بعد الاتفاق الذى وقعه محمد مرسى مع حماس بعدم الهجوم على إسرائيل..كما أنّ الحكم القضائى نتج عنه الكثيرمن الكتابات فى الصحف المصرية المُندّدة بتنظيم حماس، مع إنّ نفس الأشخاص الذين ينتقدون حماس، هم أنفسهم الذين سبق وكتبوا مقالات أشبه بقصائد المديح فى حماس على أنها (تنظيم مقاوم للاحتلال الإسرائيلى)) وهى نفس الجريمة التى ارتكبوها عندما أشادوا وكتبوا المقالات وقصائد المديح فى الحزب اللبنانى الذى سرق اسم (الله) ولصقه بحزبه. فهل من يرون أنفسهم (النخبة المصرية) كانوا فى حالة غيبوبة coma أوفى حالة موت سريرى؟ وإلى متى نظل أسرى هذا الوعى المُتأخر؟ والذى يأتى بعد إطلاق صفارة نهاية المباراة؟ وإلى متى تظل مصرفى مؤخرة اهتمامات من تعتبرهم الثقافة المصرية السائدة البائسة (المثقفين المصريين) رغم تخليهم عن دورهم الحقيقى وفق التعريف العلمى لمصطلح (مثقف) إذْ أنه ((طليعة روحية لشعبه)) فهل من تعتبرهم الثقافة المصرية السائدة ((طليعة روحية لشعبنا المصرى))؟ أم كانوا– وخاصة بعد شهرأبيب/ يوليو1952- طليعة للعروبة التى سبّبتْ الكثيرمن المآسى لشعبنا؟ وهل يمكن فصل الاعتداء على السيدة الفلسطينية (أم الأسرى الفلسطينيين) عن الاعتداء على السيادة المصرية؟
***