ماذا تركت الرأسمالية لعالمنا !؟


مريم نجمه
2020 / 6 / 16 - 19:46     

ماذا خلّفت الرأسمالية لعالمنا ؟
عناوين عريضة :
الثورات والإنتفاضات العربية الممتدة لعقود , الربيع العربي الجارف الأحمر , تلاه الربيع الأوربي الأصفر , وأخيراً الربيع الأمريكي المتأخرالأسود , وما رافق من تكسير التماثيل والأصنام البشرية المعبودة بالقوة والكرباج والعصا أو المشانق والمجازر والقبور الجماعية وفروع القمع التي لاتحصى , وما خلقوا من ميليشيات ودواعش وتزوير وتشويه , حروب وأوبئة ورعب وتدخلات أقليمية دولية عسكرية وأفلام هوليودية رخيصة مفضوحة للقتل والإجرام والسرقات وفناء شامل للحياة والإنسان والحجر .
..... بقايا الرأسمالية المتهالكة في عصرنا الحالي , والرأسمالية الجديدة التجارية والنفطية والمافياوية العفنة " الوضيعة " حسب تعبير الأستاذ القديرفؤاد النمري - تحكم العالم وتديره كما تشاء .
لذلك أصبحت السياسة ملوثة فاقدة الأخلاق والقيم , تعيش في عالم المبتكرات فن الخداع فن السرقة واللصوصية .
فن استعباد الشعوب وذبحهم وتهجيرهم إلى مراكز الرأسماليات القديمة وولادات العالم البرجوازي - الراسمالي القديم الأول -
ابتكار وخلق أسماء ميليشيات وهمية جديدة ووسائل أكثر خبثاً ووحشية , لاحتلال واستعمارواستغلال ونهب الشعوب الغنية بمواردها , المقموعة ب رؤسائها الفاشيين وأسيادها المنتفخين
نعيش بعالم يموج بالحروب والتخبط والتفكيك والتقسيم بقوة السلاح والبلطجية , بزرع وخلق الفتن والمنازعات والتدخلات السافرة لمن هب ودب , ممن نفخ في قربة الماضي الإمبراطوري الدفين المعيب
عجيب عجيب , نرى عالمنا يتفكك يهتز من الجذور بشرياً تاريخياً طبيعياً وجغرافيا !
الرأسمالية العالمية تعيش في عهدها الذهبي الأسطوري في السطو والغنى والفحشاء والإنحطاط والفضائح . تعيش في أبشع صورها اللاإنسانية فاقدة أي مواصفات الخبر والصورة .. عبر ثورة النِت جعلت الشعوب تشاهد يومياً مسلخها وطرق ذبحها أمام ناظريها دون مكياج ومواربة وتغطية .. لق انكشف كل شئ ..خطوة خطوة مجسداً بالصوت والصورة والأشلاء , بعكس الماضي كنا نقرأه قراءة ونتخيل بشاعة حروبهم وصراعاتهم ,علة الإمبريالية المسيطرة على بلاد وشعوب العالم القديم والحديث
لقد أصبح كل شئ على المكشوف . الشعوب المضطهدة المستعبدة الثائرة تشاهد قيامتها , ووأدها في نفس اللحظة التاريخية , بهذا القرن الذي سمي ب " قرن الشعوب " , عصر لا يشبه كل العصور , عصر التفجيروالفجور الدماء والتهجير والجنون الاستهلاك وشراء النفوس
عصر التجريف والتحريف في كل شئ , احتقار الانسان تغييبه إبعاده اقتلاعه عن موطنه بيته ذاكرته وجذوره , المتاجرة في أعضائه وأرضه وتاريخه وقضاياه الوطنية الأساسية !!!
لن تهدأ الشعوب أبدا , إنها محرك التاريخ , وإلى مستقبل أفضل وأرقى وصباح أجمل ..