الليبراليّون : ما هي مشكلتهم ؟ الإصلاح مقابل الثورة - ردّ على نقد - ليبرالي - لإجابتى على مارك رود


شادي الشماوي
2020 / 6 / 16 - 00:51     

الليبراليّون : ما هي مشكلتهم ؟
الإصلاح مقابل الثورة - ردّ على نقد " ليبرالي " لإجابتى على مارك رود
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 642 ، 9 أفريل 2020
https://revcom.us/a/642/bob-avakian-liberals-what-is-their-problem-en.html

حديثا ، بلغ مهنيّ من الطبقة الوسطى مقال من مقالاتى ( إجابتى على نصّ في جريدة " النيويورك تايمز " لمارك رود ، الذى كان سابقا " راديكالي من ستّينات القرن العشرين " (1) فأجاب بأنّه بالرغم من أنّه كان منشغلا جدّا :
" خصّصت وقتا اليوم ...لقراءة كامل إجابة بوب أفاكيان على نصّ مارك رود بجريدة " النيويورك تايمز " و قد أصبت بإحباط شديد . فإن كان رود قد ركّز على موضوع العنف كوسيلة للتغيير الثوريّ ، فقد كان أفاكيان يهمهم و يتلجلج في
كلامه ، محاولا رمي عصفورين بحجر واحد . فقد أدان جنون منظّمة " الطقس تحت الأرض "
Weather Underground
و وسم برمجتها إستخدام القنابل بأنّه " خاطئ " لكنّه بعدئذ نقد نقدا ضبابيّا إستراتيجيا " اللاعنف " على أنّها " محدودة " جدّا . ما هذا ؟؟؟؟
يبدو أنّ الشيوعيّة الجديدة ستتبنّى العنف عندما تكون ثورة جماهيريّة " فعليّة " بصدد الإنجاز . و إن كانت هذه الفرضيّة صحيحة ، حالئذ لماذا لا يقول أفاكيان ذلك بدلا من أن خجولا جدّا في ما يتعلّق بالموضوع في إجابته على رود . يبدو أن " الطقس تحت الأرض " كانت " على خطأ " تكتيكيّا فقط في التخطيط السابق لأوانه للقيام بهجوم عنيف ."
هذا الكلام مربك و مشوّه للحقيقة .
وهو يستحق ردّا – ليس بطريقة توجيه الردّ لهذا الشخص بعينه بوجه خاص ، بل بالضبط لأنّ تعليقاته نموذجيّة لقطاع كامل من " ليبراليّيى " الطبقة الوسطى و مشكلتهم الأساسيّة هي أنّه بالرغم من الميل إلى معارضة أشكال معيّنة من الظلم و الإصضطهاد ، هم متشبّثون جدّا بهذا النظام بحيث يقاومون شديد المقاومة الإنخراط في أو حتّى يرفضون تماما التفاعل مع ، المسألة الحيويّة لما هو ضروري حقيقة لوضع نهاية للإضطهاد و الإستغلال – المسألة الحيويّة ، مسألة الإصلاح مقابل الثورة – و بوجه خاص يمقتون بشدّة الإنخراط في عرض ملموس للماذا إصلاح هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي على نحو يمسى معه يخدم المصالح الجوهريّة للإنسانيّة غير ممكن ، و أنّ هذا النظام يجب الإطاحة به و تعويضه بنظام مغاير راديكاليّا و أفضل بكثير .
هذه المسألة الأساسيّة و المحوريّة المعالجة في المقال الذى ردّ عليه هذا الشخص ليست العنف أو اللاعنف ، إنّما هي الإصلاح أم الثورة . و إنطلاقا من هذا المسألة الحيويّة – أو بصفة أدقّ ، إنطلاا من التحديد العلمي لكون الثورة ضروريّة – السؤال المثار هو ما الضروري عندئذ لإنجاز مثل هذه الثورة و كذلك ما هو مضمون هذه الثورة . و بدلا من الخوض في هذه المسائل ، ينغمس ذلك الردّ لسوء الحظّ في الرفض الليبرالي بسرعة في الكلام الشائع جدّا ، موفّرا نقدا سطحيّا و خاطئا و مضلّلا : أنّ مقالى ( إجابتى على رود ) " يهمهم و يتلجلج في الكلام " بخصوص( و ليس يتحدّث بوضوح عن) مسألة العنف . سواء كان الأمر ، من جانب هذا الشخص ، أنّه لم يقدر على أو أنّه لن يلاحظ ما هو بديهي ، فإنّ الأقسام التالية من إجابتى على رود تُجلى بما فيه الكفاية ما كان موقفى بصدد المسألة :
" يطرح رود ثنائيّة خاطئة : فهو يصوّر الأشياء على أنّها إمّا عنف مجموعة صغيرة منعزلة عن الجماهير الشعبيّة و إمّا العمل من أجل إصلاحات . لكن ماذا عن نضال ثوري حقيقي لملايين الناس يكون هدفه ليس مجرّد كسب تنازلات من طرف النظام القائم ، و إنّما الإطاحة الفعليّة به و إنشاء نظام أفضل بكثير ؟ " (2)
و
" هناك ، طبعا ، مكان معيّن و دور إيجابي معيّن للنضالات الجماهيريّة غير العنيفة التي يكون هدفها أقلّ من الثورة لكنّها تعارض الإضطهاد و الفظائع الحقيقيّين لهذا النظام. و مثال هام جدّا لهذا هو نداء " لنرفض الفاشيّة " من أجل تعبئة جماهيريّة غير عنيفة و ممتدّة زمنيّا للإطاحة بنظام ترامب / بانس الفاشيّ . لكن تحديد الأشياء في اللاعنف ، في كافة الظروف و كنوع من المبدأ المطلق المفترض – و معارضة نضال ثوري يخوضه الملايين للإطاحة بهذا النظام عندما تتوفّر الظروف للقيام بذلك – يعنى على الأقلّ موضوعيّا القبول بهذا النظام الوحشيّ و التطبيع معه و مع ذات المؤسّسات العنيفة جدّا ( بالخصوص قوّات الجيش و الشرطة ) التي تفرض حكمه ، هنا و عبر العالم ، بواسطة أكبر الفظائع و أكثرها مقتا. فمهما كانت نيّته ، هذا ما يقوم به رود عمليّا ." (3)
هناك إستنتاج وحيد ممكن – أو منطقي و معقول – بوسعنا إستخلاصه من الطريقة التي يطرح بها هذا المقال الأشياء هنا ( و كذلك في أماكن أخرى ) ، و هذا الإستنتاج هو نهائيّا أنّ المقال ليس " يهمهم و يتلجلج في الكلام " بخصوص نوع نضال ملايين الناس الضروري للتخلّص من هذا النظام و إنشاء نظام أفضل بكثير . و لئن كان هذا الشخص مضطربا حقّا في فهم ذلك ، كان بمقدوره العودة إلى خطابي " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا القيام بالثورة " و منه جرى إقتباس فقرات وهو مسجّل في هوامش إجابتى على رود ، و فيه حديث عن كيف يجب و يمكن إنجاز ثورة للتخلّص من هذا النظام ، بشيء من العمق و التفصيل و في الوقت نفسه بقدر كبير من الدقّة بما لا يترك مجالا للنزهاء و النزيهات لعدم فهم ما يُقال ( و ما لا يُقال ). (4) ( و إعتبارا ، مثلما أشار هذا الشخص ، لكونه منشغلا جدّا زمن كتابته هذا النقد ، إن كانت الأمور إختلطت عليه حقّا بشأن ما يُقال عن مسألة الإطاحة بهذا النظام ، من المبدئي الذى كان يجب القيام هو أن يسجّل ببساطة عدم الوضوح لديه و يشير إلى أنّه نظرا لمدى الأهمّية الموضوعيّة للمسألة ، كان يخطّط لتحصيل المزيد من الفهم لما هو عمليّا الموقف بقراءة " لماذا نحتاج ...كيف يمكن ..." لمّا يتوفّر لديه وقت للتفاعل الجدّي مع ذلك . و في غضون ذلك ، أنا على يقين من أنّه حين يعمل بعض الفكر وهو شخص يتمتّع بقدرة و تجربة ، سيفهم لماذا متى كان المرء جدّيا بشأن ثورة فعليّة ، تحتاج بعض الأشياء إلى أن تقال ليس " بإحتشام " بل بحذر و مسؤوليّة ، مع يقظة لا تيسّر سوء فهم لهذا و تجعل الجهاز القمعي القويّ لهذا النظام يتحرّك على أساس تشويه ما يقع قوله ).
على أي حال ن " يبدو " أنّ هذا الشخص فهم نقطة ما يجرى قوله بشأن العنف و اللاعنف – حتّى و إن كانت الطريقة التي يضع بها هذا ليست الطريقة الدقيقة التي ينبغي صياغته بها . و يتكشّف هذا في الموقف القائل " يبدو أنّ الشيوعيّة الجديدة ستتبنّى العنف عندما تكون ثورة جماهيريّة " فعليّة " بصدد الإنجاز . " غير انّ " يبدو " الثانية تخطأ الهدف : القضيّة ليست قضيّة أنّ منظّمة " الطقس تحت الأرض " كانت على خطإ تكتيكيّا فقط في التخطيط السابق لأوانه للقيام بهجوم عنيف". القضيّة هي أنّهم حاولوا تعويض ثورة فعليّة يشارك فيها ملايين الناس ب " إرهاب محفّز " و أنّ مثل تلك الأعمال كانت خاطئة و ضارة ، وكانت مختلفة ليس فى " توقيتها " وحسب بل أيضا في طبيعتها عن النضال الثوريّ الفعلي من أجل السلطة الذى سيُخاض وفق مبدأ أنّ القوّأت القتاليّة الثوريّة يجب أن " تنفّذ دائما العمليّات و تتصرّف بطرق متماسكة مع النظرة التحريريّة و أهداف الثورة "- ما يشمل رسم خطوط تمايز بين القوّات المسلّحة التي تقاتل للحفاظ على و تعزيز نظام الإستغلال و الإضطهاد القائم من جهة ، و المدنيّين العاديّين من الجهة الأخرى ." (5)
مجدّدا : الإصلاح مقابل الثورة
لكن ، مجدّدا ، كلّ هذا الشكّ المدّعى يساوى " مراوغة " ، تملّص لتفادى الخوض في المسألة الحيويّة فعلا في الواقع و في ما يمثّل بؤرة تركيز المقال الإجابة على ماركرود : هل يمكن إصلاح هذا النظام عبر نضال يعوّل فقط و كمبدأ مطلق على اللاعنف – أم ، في الواقع ، هل أنّ نضالا ثوريّا للملايين للإطاحة بهذا النظام ، ضروري لأجل تعبيد الطريق لإلغاء الإستغلال و الإضطهاد و اللامساواة و الظلم المبنيّين في هذا النظام ؟
إجابتى على رود تتحدّث عن التناقضات العميقة التي تميّز هذا النظام كما تمّت صياغتها في " الخمسة أوقفوا " ( التي تنطوى على إضطهاد السود و غيرهم من ذوى البشرة الملوّنة ، و إضطهاد النساء و غيره من الإضطهاد القائم على الجندر ،و إستهداف المهاجرين ،و الحروب غير العادلة و الجرائم ضد الإنسانيّة ، و مفاقمة تدمير البيئة ) و العذاب الهائل و الفظيع حقّا الذى يفرضه هذا النظام على جماهير الإنسانيّة و تهديدها في متقبلها و ووجدها ذاته . وهي تؤكّد بوضوح كبير على أنّ " بالمعنى الجوهري ، أمامنا خياران : إمّا التعايش مع كلّ هذا - و الحكم على الأجيال القادمة بالشيء نفسه ، أو أسوأ منه، إن كان لها مستقبل أصلا ، و إمّا القيام بالثورة ! " (6)
ثمّ رفعت التحدّى التالي :
" هل بوسع مارك رود ( أو أي شخص آخر ) أن يدافع عن أنّ كلّ هذا – وضع نهاية لهذه " الخمسة أوقفوا " و للظروف الفظيعة التي تواجه جماهير الإنسانيّة في ظلّ هيمنة هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي – يمكن بلوغه عبر الإصلاحات داخل حدود هذا النظام و دون الإطاحة الثوريّة بهذا النظام ( أم هل أنّ حجّة أنّ أفضل ما يمكن عقد الآمال عليه هو أنّ كلّ هذا سيستمرّ ، لكن مع – ما يساوى موضوعيّا – تخفيف طفيف )؟ " (7)
كان سيكون من الجيّد جدّا لو كتب هذا الشخص ، بدلا من تفادى الأمور بزعم زائف بأنّ إجابتى على رود " تهمهم و تتلجلج في الكلام " ، هذا " النقد " – و أبعد منه ، كافة " الليبراليين " ذوى التفكير المشابه – ردّا على هذا التحدّى و تحدّث مباشرة و بنزاهة عن هكذا مسألة . كان ذلك سيساعد على تعميق و يساهم في ما تحتاجه الجماهير بصفة أكيدة للغاية ، النقاش الاجتماعي الواسع النطاق للمسألة الحيويّة ، الإصلاح مقابل الثورة ، و كل ما هو مهمّ بعمق في صلة بذلك.
------------------------------------------------------------------------------------------------------
هوامش المقال :
1. Bob Avakian Responds To Mark Rudd On The Lessons Of The 1960s And The Need For An Actual Revolution. This article is available at revcom.us.
2. Bob Avakian Responds To Mark Rudd,emphasis in the original.
3. Bob Avakian Responds To Mark Rudd, italics in the original, boldface added.
4. Why We Need An Actual Revolution And How We Can Really Make Revolution. The text and video of this speech by Bob Avakian are available at revcom.us.
5. Why We Need An Actual Revolution And How We Can Really Make Revolution.
6. Bob Avakian Responds To Mark Rudd, emphasis in the original. (Here the response to Mark Rudd is quoting Why We Need An Actual Revolution And How We Can Really Make Revolution.)
7. Bob Avakian Responds To Mark Rudd.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------