من هو مصطفى الكاظمي ؟..ج2


ليث الجادر
2020 / 5 / 24 - 20:48     

ومن باب كيل المديح وردا على غمزات ولمزات الكثيرين الموجهه لقرار تعيين الكاظمي رئيسا للوزراء , وصف السيد غانم جواد وهو مدير موؤسسه الحوار الانساني , هذا العمل بانه عمل جريء وخطير , واعتذر اغلب اللذين طلب منهم عن القيام به !؟ وحنى لا ينطبق القول على السيد غانم ( اراد ان يمدح .. فذم ) كان عليه ان يبين الظروف الموضوعيه التي ساعدت السيد الكاظمي على النجاح في مهمته الجريئه تلك , فالاراده والجرأه لايمكنهما ان يتجاوزا الشروط الماديه التي تفرضهما متطلبات ذاك الجهد الذي اتصل من خلاله السيد الكاظمي بالمئات من اللاجئين العراقيين في السويد , كيف استطاع ان يكسب ثقتهم , كيف استطاع ان يجعل الاخر المسكون بالحذر والخوف من ملاحقه مخابرات النظام من التخلي عن ارهاصاته,ويدفعه الى ان يحتك بها من خلال عمليه توثيق مصوره لعلامات التعذيب التي تعرض لها في معتقلات النظام ؟ هذه الاسئله تجاوزنا التشديد على اجاباتها , لكننا نتسائل هل ان جرأة الكاظمي كانت قوه غامضه استطاع من خلالها ان يتجاوز الشروط الماديه المفترضه في الاداء ؟ السيد غانم لم يوضح من هي الجهه صاحبة المشروع هذا ؟ وهي طبعا التي كانت ستوفر الموارد الماليه والاداريه للانجاز ؟! .. (أعتذر عن القيام بهذه المهمه الكثيرون اللذين طلب منهم ذلك !).. من طلب منهم سيد غانم ؟! ..حسنا فانت ان لم تصرح بالاسم لسبب او ما , فانك تجيب ضمنا ..فالجهه هي لجنة حقوق الانسان للامم المتحده ..هذه اللجنه كانت اعضاؤها على صله وثيقه جدا بالدكتور احمد الجلبي , وها انت نفسك يا سيد غانم تضطر في سياق السرد لان تؤكد بان الدكتور الجلبي وبناءا على معلومات وردت اليه مفادها ان الكاظمي صار تحت اعين رجال المخابرات العراقيه ارسل في طلب حضوره الى لندن , اذن لغز الجرأه الاستثنائيه للكاظمي قد اتضحت الان ..والان ايضا نستطيع ان نفك أسر معلوماتنا من تلك الكليشه ومن ما ورد على لسان السيد غانم بما بخص بدايات الكاظمي ..ففي الكليشه يذكر ان الكاظمي هرب الى خارج العراق عام 1985 مرورا بكردستان ثم الى اوربا ,, اما السيد غانم فيذكر ان الكاظمي هرب الى ايران وهناك تم اعتقاله بسبب دخوله الغير شرعي الى البلد ! ومع انه لم يذكر كيف ومتى تم اطلاق سراحه , لكنه اقرب الى الحقيقه من مما ورد في الكليشة المنسوخه ,وذلك لجملة اسباب كانت تحكم بالفشل محاوله هروب الغير سياسيين من العراق عن طريق كردستان بالاضافه الى ذلك فان عام 1985 شهد اندلاع مواجهه مسلحه كبيره بين قوات الاتحاد الوطني الكردستاني وبين مليشيات كرديه مواليه للنظام (الفرسان ) , بينما السيد الكاظمي هو من اصول جنوبيه ومن الناصريه تحديدا والتي تضم مناطق شاسعه ومعروفه من الاهوار , التي كانت على الدوام حصنا للمعارضين ومسلكا للتهريب من والى ايران , وقصة هروب الكاظمي الى ايران يتفق تماما مع السياقات التي تمت وفقها اولى خطوات تأسيس المؤتمر الوطني العراقي والذي شارك فيه العديد من الشباب العراقي الذي كان متواجدا في ايران , سواء ممن اسروا على يد البشمركه وتم ترحيلهم وبطلب منهم الى ايران او من الاكراد الفيليه المهجرين من العراق , اذن عام 1991 كان السيد الكاظمي يؤدي مهمة انيطت له من قبل الدكتور احمد الجلبي , كما ان الكاظمي كان اثناء تلك الفتره ينشط في كردستان متزعما مجموعه من الشباب التي كانت تنشط في جمع معلومات محدده عن النظام , والتي سقطت بقبضة المخابرات العراقيه في عام 1994 وهو العام الذي اندلعت فيه احداث حرب اهليه كرديه خاضهما الحزبين الرئيسيي , الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي حظي بدعم غير معلن من اجهزه النظام الى ان تدخل الجيش العراقي بصوره معلنه الى جانبه ..وهكذا اصبح الكاظمي متابعا من قبل الاجهزه الامنيه العراقيه , غادر لندن بعد عام متوجها الى اليونان التي بقى فيها عاميين( مابين عام 1995 وعام 1997 ) ولم يعرف عن نشاطه هناك شيئا باستثناء ما ورد على لسانه لبعض معارفه بكونه كان يدير محطه اذاعيه !؟ بعدها عاد الى لندن ليبدأ بنشاط استخباراتي واضحا , حينما صار واحد من ضمن فريق مختص قام بمهمه ارشفة وتبويب الوثائق والملفات التابعه لمديريه الامن العامه في السليمانيه والتي نقلت حينها الى لندن , ومصير هذه الوثائق المؤرشفه والاصليه لم يعلن عن اسم الجهه التي صارت بحوزتها ! لو ان هذه الوثائق قد تم اعادتها الى السلطات الكرديه في كردستان او الى جهات عراقيه معارضه , لكنا نعتبر عمل الكاظمي نشاطا معارضا للنظام , أما ان يذهب هذا الارشيف الى خزائن جهات اجنبيه , فهذا يبيح لنا ادانة الكاظمي بالتخابر مع اجهزة استخبارات اجنبيه , بعد انجازه المهمه تلك , اوكلت له في عام 1999 وظيفه مدير برامج في اذاعة أوربا الحره (اذاعة العراق الحر ) وبقى في هذه الوظيقه حتى عام 2003 وخلال هذه الاعوام الثلاثه توثقت علاقته بالقناة الرابعه البريطانيه , صار يضع قدم في قمقم بريطاني ويضع الاخرى في دهليز امريكي ! مابين عام 2003 الى عام 2016 تناقل الكاظمي في نشاطات مختلفه , فقد شارك في تاسيس شبكة الاعلام العراقيه وعمل كمدير في مؤوسسه الذاكره العراقيه وشكل موؤسسة الحوار الانساني بطلب من رجل الدين الاية الله حسين الصدر الذي له علاقه محوريه مع الدكتور احمد الجلبي , كما ان مصطفى الكاظمي الذي كان مقربا من كليهما قام بشؤون تاسيس مقرا للمؤتمر الوطني في محيط الدائره السكنيه لاية الله حسين في مدينة الكاظميه وهي دائره اشبه ما تكون بالمنطقه الخضراء من حيث التحوطات الامنيه وقد انيطت مهمه حمايتها لغايه 2015 الى فوج مقاتل ومستقل يتلقى الاوامر الصادره اليه من ايه الله حسين الصدر حصرا , ثم قلص في السنوات الاخيره, عديد الفوج الى سريه مقاتله مستقله ,كثيرون لا يعرفون شيئا عن حسين الصدر ولهذا فان الكثيرين من المهتمين بالشأن العراقي يعتري معلوماتهم نقص ملفت للنظر ! ولانني لا استطيع ان اساهم في سد هذا النقص في مثل هذا المقال , فانني ساكتفي بايراد موجز قد يشكل مفاتيح خارطه للذي يريد ان يوسع معرفته بهذه الشخصيه ,
... يتبع ج3