هل يستطيع اليوان الصيني واليورو الأوربي من مواجهة الدولار ؟


جاسم محمد كاظم
2020 / 5 / 21 - 14:42     

هل يستطيع اليوان الصيني واليورو الأوربي من مواجهة الدولار ؟
يعرف الكل أن عالم اليوم النقدي هو عالم الدولار كعملة متفق عليها سلفا من قبل الكل .
برزت هيمنة الولايات المتحدة وسيطرتها على التاريخ في الحرب العالمية الثانية كقوة هائلة لم يحسب لها عقل الفوهرر الألماني من حساب بل ظن أن تدمير ركني الاستعمار القديم بريطانيا وفرنسا سيوفران الفرصة لظهور الرايخ الألماني الثالث سيدا للتاريخ .
ولم يعبا سيد الرايخ الثالث للاتحاد السوفيتي لأنة في عملية الحساب البسيط عملاق بقدمين من طين كما وصفة تروتسكي لهم فمجرد تفجير صراع القوميات سيمزق جسد هذا الحوت الهائل .
أخطا هتلر خطاة القاتل مع اليابان بالتحرش بهذا الوحش الهائل وتغير مسار التاريخ بظهور العم سام ليبتلع العالم مع انتهاء الحرب العالمية بعدما فرض الدولار الأميركي نفسه كعملة تتعادل عليها كل العملات برغم وجود العملاق السوفيتي .
وبعد انتصار الولايات المتحدة في الحرب العلمية الثانية مع العملاق السوفيتي هيمن الدولار على التجارة العالمية وسوق السلاح ووصل الأمر إلى عصابات المافيا وتجارة المخدرات التي تبادل الدولار بالهيروين مثل تجارة السيارات .
ومع بروز الولايات المتحدة كأقوى قوة عالمية في الكوكب الأرضي أصبح الدولار لغة ثانوية لكل العملات مثل اللغة الانكليزية باللهجة الأميركية ولغة الحاسوب .
حلت أميركا نفسها مكان الاستعمار القديم المتمثل ببريطانيا وفرنسا وذهب الإسترليني مع التاريخ بعدما كان العملة التي ترتبط بها أكثر عملات دول الشرق الأوسط الخاضعة للتاج البريطاني مثل العراق وبقية دول الكومنولث .
وتجلى الشي الثاني بسيطرة أميركا على سوق السلاح العالمي وكثرة العصابات والحركات الثورية الوهمية التي تستعمل هذا السلاح جعل أكثر الدول تتسابق على شراء السلاح لقدرته الفائقة على حسم المعركة .
وحين بدء اليورو بالظهور كعملة ثانية في نهاية عقد التسعينات بشكل خجول ضمن أطار الدول الأوربية الصانعة له بدء غضب الدولار ينهمر على كل من تعامل بهذه العملة .
وبلغ من حقد سيد البيت الأبيض أنة تقمص ادوار قادة رجال العصابات في التعامل مع الخونة وبدء بتقطيع أجساد الضحايا واحدا بعد الآخر .
أراد صدام حسين التعامل باليورو بدل الدولار في التجارة العراقية ظنا منة بأنة يستطيع كسر أرادة أميركا مما تسبب بسحله من كرسي السلطة بدبابات أبرامز لا لأنة احتل الكويت بل لأنة يريد تخطي خط التاريخ الأحمر .
وجاء القذافي بالمرتبة الثانية لأنة فكر مثلما فكر صدام حسين من قبلة .
وحاصرت قرارات الكونكرس وسيد البيت الأبيض دولة كورش وداريوس الكبير لأنها تجرأت على التعامل باليورو بدل الدولار بلغ بها الأمر أن جثت على الركب وقطع أمعائها الجوع .
ولان الدولار يعمل عمل الخلية السرطانية بأخذ كل قيمة العملات ودمها ليتقاسم معها الربح فقط ليس من قوته المستمدة من البضاعة الأميركية بل من قوة حاملة الطائرات التي تطوق كوكب الأرض من كل جهاته إضافة إلى حنق وغضب سيد البيت الأبيض وتهديده الدائم .
ومع هذا سيبقى السؤال القادم يلوح في الأفق هل يستطيع اليوان الصيني واليورو الأوربي من احتواء الدولار العالمي وتكوين سوق مشتركة وبدء عالم نقدي جديد .
وقبل الإجابة على السؤال الذي أجاب عنة التاريخ بالنفي المطلق واخذ الجواب من سير التاريخ الماضي كما نرى .
ظهر الاتحاد السوفيتي عملاقا في التاريخ مع كتلة أوربية ودولا عديدة اتبعت النمط الاشتراكي في أسيا وإفريقيا ووصل الأمر إلى جيران الدولار في دول أميركا اللاتينية والجنوبية .
ومع كل ثورات التحرر العالمية في الخمسينات والستينات من القرن الفائت لم يستطع هذا العملاق الكبير من إنشاء نظام عالمي للنقد لمواجهة الدولار أو الرأسمال في وقته ليوجه إلية الطعنة الأخيرة أو رصاصة الرحمة ويعلن انتصار الاشتراكية الكبير .
بل بقيت أجرائات الاشتراكيين تتمثل بمنع الدولار من الدخول عبر الحواجز الكمر كية وإيجاد سعر ثابت له في البنوك المركزية وسن قوانين قاسية للتعامل بة داخل أراضيها من قبل الإفراد تصل إلى الإعدام .
ومع هذا بقي الدولار أوليا في التعاملات الخارجية بالعملة الصعبة فهو العملة الوحيدة التي تعادل عليها الأسعار بدئا بالنفط وأوقية الذهب وقيراط الماس حتى الوصول اليوم إلى أسعار اللاعبين في الأندية المحترفة .
لذلك فعندما يريد اليوان الصيني أو اليورو الأوربي من مواجهة الدولار أو احتوائه وخلق سوق عالمية نقدية جديدة فعلية قبل كل شي أنشاء وصنع حاملات الطائرات والغواصات النووية لتطويق الأرض ونشر جيش التحرير الصيني في كل بقاع العالم مع القوات الأوربية لضمان سيادة كل البلدان التي تتعامل بهذين العملتين .
ولا أظن بان الصين تستطيع الصرف على لواء واحد خارج أراضيها كما لا يتحمل اليورو الأوربي بعد خروج الانكليز من حيز عملته من إرسال طائرة واحدة لان الصرف هنا معناه إفلاس هذه العملة للنهاية وحلول الكارثة في الصين وأوربا .
بينما يستطيع الدولار من مسايرة حركة كل حاملات الطائرات وجنود المار ينز لعقود من الزمن حتى وان تطلب الأمر استنفار كل حاملات الطائرات من اجل حماية هذه الورقة الخضراء التي ينعم بها الأميركي ويعيش مرفها في ظلها بلا عمل .
:::::::::::::::::::