أسلوب التهدئة، والحقوق مستلَبة في حكومة مابعد الغياب الطوعي .. حوار مع ثلة من مثقفي تويتر ،الحلقة الخامسة من بؤرة ضوء.


فاطمة الفلاحي
2020 / 5 / 19 - 21:34     

إنّ الحكومات في العصر الحاضر، التي قامت باسم الإسلام لم يمضِ سوى زمن يسير حتى انفضَّ الناس من حولهم، ثم عملوا على تقويضهم، فبعضهم سقط وبعضهم قرُبَ سقوطه..
لاشيء يعصم الحكومة الفاسدة من الانهيار، ومع كل الإجراءات القمعية وأساليب الاستبداد، لن ينجو الحاكم المستبد من النهاية الحتمية التي تتربص به، وستأتي النهاية الحتمية لكل نظام فاسد مستبد، أما الحكومة العادلة التي تطبق مبدأ المساواة بين جميع أفراد الأمة، فلا يمكن أن تنقلب الجماهير عليها، ذلك لأن الإنسان بطبيعته يحرص على ما هو جيد ويصب في مصلحته.
- الشيرازي

- تمت إجابة الناشطون وفق أسئلتنا في أدناه:

1.هل تعتقدون أن هذه الحكومة،ستبتعد عن تسييس الأزمات؟
2.هل تتأملون بأن تكون إصلاحاتهم حقيقية،متحديين المصالح السياسية والإقتصادية المتنافسة على حساب مصلحة الشعب وبناء الوطن، أم كل شعاراتهم ستكون هواءً في شبك ؟
3.هل سيُعَمدون تخوفهم من القادم بتركة الحكومات السابقة الثقيلة؟


جاءت إجابة مصطفى سورچي، الكاتب والمتخصص في العلاقة الدولية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشوبة ببعض الترقب، قائلًا:

١. هذه الحكومة قد تخلق لها الأزمات من أطراف لم تؤيدها وهي قوية، وأقصد الأطراف التي تؤيد أو تمثل ما يسمى بمحور المقاومة والمؤيدة للحشد الشعبي والتي استطاعت أن تحدث شرخًا كبيرًا في الكتلة الشيعية.

٢. يبدو أنني غير متفائل بوجود إصلاحات جذرية، لأن من وضع الدستور جعله منه غطاء للفساد، فنحن مثلًا عندما ننتخب يكون الانتخاب لكيان وليس لفرد وهذا من الناحية الدستورية، فاذا فشل الشخص المكلف لايمكن محاسبته من الناحية القانونية، فهو مرشح الكتلة أو الكيان ونحن انتخبنا الكيان. فهذا بحد ذاته لعبة ساعدت كل السياسين من التملص من أي محاسبة قانونية، وبذلك من الصعب حصول التغيير .

٣. لاشك في ظل أزمة انخفاض سعر النفط سوف تواجه الحكومة مشاكل مالية ومن المتوقع في حال تعثرها ستلجأ لتلك الذريعة لإعطاء مبررات ( وهي في الواقع حقيقة) لأن تركة المشاكل، كانت من زمن حكومة دولة القانون والمالكي والتي توارثتها الحكومات السابقة.

***

الحكومة أبرد من جميع الوحوش الباردة. تكذب ببرود؛ الكذب ينزلق من فمها: "أنا الحكومة وأنا الشعب". كل ما تقوله الحكومة كذب، وكل ما تملك الحكومة من ملكية فهي مسروقة.
- فريدريك نيتشه

مالك الحربي ...عضو المركز العراقي لتطوير مهارات التفاوض وفض النزاعات، جاء رده من واقع مايعيشه الفرد العراقي، قائلًا:

1.من مصلحة هذه الحكومة الابتعاد عن تسيس الأزمات الحالية وإن فعلت ستفقد ثقة الجمهور الذي لايثق بأي حكومة من الأساس ..بسبب فساد الحكومات السابقة وعدم تقديم خدمة إلى الشعب

2.ستكون إصلاحات نسبية لاتلبي الطموح في العموم، وليس من مصلحتها الدخول في صراعات مع الكتل التي شكلتها، والتي تعمل على تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية من خلال وزاراتهم التي حصلوا عليها من خلال المحاصصة..

3. إن اعتمدوا تخوفهم من التركات الثقيلة، فستحكم على نفسها بالعجز والفشل وبالتالي قتل روح الأمل لدى الشعب في أن تكون لديهم حكومة تحقق ولو القليل من تطلعاتهم التي هي حقوقهم المشروعة في توفير الحياة الكريمة لهم ..وسيكون ذلك إخلال بالثقة في النظام السياسي بشكل كامل.

***

إن الجماهير التي تعطّشت للحكم الإسلامي، ومنحته الفرصة لكي يحكم بالعدل ووفق المبادئ التي أقرّها العدل الإلهي، حين لمست مؤشرات الاستبداد وعلامات الفساد لدى هؤلاء الحكام الذين يدّعون الإسلام ولا يطبقون تعاليمه في حكم الناس، سرعان ما تباعدَ عنهم الناس، وكفّوا عن تأييدهم ثم بدأت مرحلة تقويضهم وإسقاطهم من دفة الحكم، وهكذا تساقط بعضهم شر سقطة، ولا يزال الآخرون في طور السقوط المتوالي.
- الشيرازي

الناشط مهدي العامري ، كانت إجاباته وفق ما آل إليه الوضع المتردي في الوطن، قائلًا:

الحكومة الحالية لن تبتعد عن تسييس الأزمات، بل سيكون غطاء استمراريتها هو تسييس الأزمات، لصرف إنتباه الشعب والجمهور عن تردي وضع البلد وتسارع سقوطه نحو الهاوية بكل الميادين ، أولها كورونا ،ثم انخفاض أسعار النفط.
- العودة إلى مسلسل داعش، وهنا المفصل الحقيقي لصرف نظر الشعب عن مطالباته بالإصلاح ولإخماد ثورته المباركه.
- وهناك أزمة قادمة على الأبواب وهي حراره الصيف في العراق ومشكلة الكهرباء
- الإصلاحات لايوجد بصيص أمل لإنجازها، والدليل أن الاختيار تم على أساس المحاصصة وتقاسم الإيرادات والوزارات السيادية ذات المدخول المادي الكبير ليتسنى لهم نهب وسرقه موارد البلد.
هذه الحكومة والحكومات السابقة كان جل اهتمامها بمصالحها الآنية من أجل توسيع ثرائهم..طبقة فاسدة على حساب فقر وتجويع المواطن وإمتلاء كروشهم بالسرقات، ولننتظر تخوف الشعب خلال الأيام القادمة من عدم صرف الرواتب أو استقطاع نسب معينة.
- لن يكون هناك إصلاح حقيقي يلامس مفاصل حياة المواطن والبلد .
ومن يتأمل عكس ذلك فهو واهم .

- أما بالنسبة لتركة الحكومات السابقة، فهي نقطة مهمة والشماعة التي سيتم تعليق فشلهم عليها، أي أن الحكومة الجديدة وعدم تحقيق أي نوع من الإصلاحات للشعب والبلد (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا) (38)*.
وهنا الثقل الحقيقي حيث تعطيهم الحجة والغطاء لتوسيع السرقات ونيل حصتهم من الأموال وبعد ذلك يقولون: إنها من تراكمات الحكومات السابقة،الوضع الحالي في البلد جدًا متردي ومتدهور بكل المقاييس، إضافة لوجود أيدي خفية تديره.
- أما شلة سياسيو الصدفة، فهم أبعد مايكونون قادرين على إدارة بيوتهم وعوائلهم، فكيف بإدارة بلد وشعب؟ .
اللهم احفظ العراق وشعبه وإكفنا شر الفتن ماظهر منها وما بطن.

___________
• سورة الأعراف
انتظروا قادمنا