برتراند رسل والخط الثالث ؟


احمد مصارع
2006 / 6 / 18 - 11:05     

الإمبريالية والشيوعية , القوموية والاسلاموية , على خطين متوازيين ولكن ضد الحرية الإنسانية , فهل يوجد خط ثالث ؟
الخط الثالث هو دولة وجيش وعلم للأمم المتحدة , وفقا لمتطلبات القرن الحادي والعشرون , بما يتناسب مع تطورات علوم العصرالموئنسنة ؟.
حين يتقاطع خط الشمال مع خط الغرب في المستوي الأرضي , من نوع خط غرينتش وخط الاستواء . تظهر أنصاف خطوط هي الشرق والجنوب ؟
أنصاف الخطوط شكلت فيما مضى حلفا منفصلا, سمي بشكل هزلي غير جاد : دول عدم الانحياز , وكان هذا الحلف غير المتحد شكلا ومضمونا , والذي لم يكن في حقيقته سوى مجرد سوق احتياطي لبلدان عاطلة عن العمل , مالم تجد لها وظيفة في أحد الخطين ( الإمبريالي ) أو( الشيوعي) زعما! .
فقد تعرفنا عن كثب علبرتراند رسل والخط الثالث ؟
الإمبريالية والشيوعية , القوموية والاسلاموية , على خطين متوازيين ولكن ضد الحرية الإنسانية , فهل يوجد خط ثالث ؟
الخط الثالث هو دولة وجيش وعلم للأمم المتحدة , وفقا لمتطلبات القرن الحادي والعشرون , بما يتناسب مع تطورات علوم العصرالموئنسنة ؟.
حين يتقاطع خط الشمال مع خط الغرب في المستوي الأرضي , من نوع خط غرينتش وخط الاستواء . تظهر أنصاف خطوط هي الشرق والجنوب ؟
أنصاف الخطوط شكلت فيما مضى حلفا منفصلا, سمي بشكل هزلي غير جاد : دول عدم الانحياز , وكان هذا الحلف غير المتحد شكلا ومضمونا , والذي لم يكن في حقيقته سوى مجرد سوق احتياطي لبلدان عاطلة عن العمل , مالم تجد لها وظيفة في أحد الخطين ( الإمبريالي ) أو( الشيوعي) زعما! .
فقد تعرفنا عن كثب على بلدان شيوعية العقل السياسي , ولكنها إمبريالية الغرائزية الاقتصادية ,بحيث يكون 99%من اقتصادها تعاملات إمبريالية , و99% من أيديولوجيتها الكاذبة والعكس صحيح ,اشتراكية وشيوعية , وقومية ووطنية ؟!.
القومية الاشتراكية والوطنية من النازية , والقومية الإسلاموية المؤمنة ذات اقتصاد إمبريالي , لأن الرئيس المؤمن لا يستقيم إلا مع الرأسمالية الكلاسيكية ؟.
هل يمكن للحرية كالخبز ألحاف أن تكون لوحدها نقية هكذا ولوحدها؟ أن تكون خطا ثالثا ؟..
فجدلية الحرية هي الثوب الممزق بين أصابع الشد المتناقضة ؟
لقد كان الخط الثالث بدرجة أوضح - لكن ليس بدون روح مناورة عالية - هو خط الأمم المتحدة والهيئات الدولية , من الصحة العالمية والثقافة والعلوم , والطفولة والأمومة , والإغاثة الدولية , ومنظمات يصعب حصرها , من الأطباء بلا حدود , والمحامون بلا حدود , والصحافيون بلا حدود , والصليب الأحمر, والمواطنة بلا حدود ( كوسموبوليتانية ) .. الخ .
متى يقال : فليحيا المثقف أو فليسقط ؟
المثقف الذي يسقط رمزيا بسبب معاناته من الظلم الفادح للسلطات التخلفية الغاشمة , يقال له فلتحيا , والمثقف الملغمط , وهو حين يلبس الحق بالباطل ويغمط , وحين يحيا لحظات زائلة في أحضان سلطة التخلف , سيأتي الزمن الصحيح ليقال له فلتسقط .
الخط الثالث بين خطين متوازيين لا يلتقيان ( إلا بإذن الله) , سيقطعهما بشرط وقوعه في نفس المستوي , وعند ذلك سيبدأ فراغ الفضاء الطاليسي , وطاليس ألرياضياتي , وسولون الديمقراطية من أعمدة الحكمة السبعة , وعند ذلك ستظهر الزوايا المقابلة بالرأس , والمتجاورة والمتناظرة , والمتكاملة .., وينفتح باب جحيم المعرفة الأولية , التي قد تقود فيما بعد أن تترسخ وتتكلكل في المستويات المتخالفة , نحو الفضاء العلومي , بعد الدعاء وصلاة الاستخارة والاستجارة , والإنابة الصادقة لله رب العالمين ؟.
المعرفة سلطة , والسلطة من أجل التخلف سلطة , فلماذا من الضروري أن يكون منطق سلطة التخلف أحادي الجانب , من نوع : إما أن تكون معي أو تحترق ضدي ؟ لمجرد قوة السلطة الغاشمة , ومن الذي يمتلك الحق في افتراض الصراع بين السلطات جميعا إن وجدت ,سلطة العسكر والأمن , سلطة المال والرأسمال , وسلطة المعتقدات ومنظومة التربية والتعليم , وسلطة الإعلام والصحافة , بل وحتى سلطة الإبداع بكل أنواعه ؟
التصحيح الذي سيكون , في ظل التكامل والاندماج في الساحة المحلية والإقليمية والدولية , لإطلاق المشاريع الكبرى التفاعلية , لتحرير طموحا ت وآمال الأفراد الخاصة والعامة , في التعبير عن طاقات عطائهم , في ظل وضع يحيط بقدرتهم على العمل والإنتاج , وتحقيق المستقبل الأفضل لأجيال من بعدهم , وهو ما يمكن تسميته بالمجتمع المفتوح على الحياة , بل والمنسجم مع معطيات ذاته , وهو المتصالح مع نفسه تحقيقا لحياة أفضل , خارج نطاق المبدأ الذي يسبب التعاسة المستقبلية للجميع , أي المبدأ المعاكس : أنا نظيف لذاتي , ولا يهمني أن يكون محيطي قذرا , وهو مالا يستقيم ومبادئ العقل السليم ؟.
التخالف الوحشي الذي مصدره , أنوي حاد , من نوع : المهم أن أعيش أنا وليمت غيري ؟!..
بدون عقلانية تمارس الإصلاح بصفة مقنعة وفقا لمتطلبات المرحلة .
الخط البياني لدالة شعب أو أمة ؟
التخلف حين يصير قدرا لشعب أو أمة , فانه سيطال جميع مناح وأشكال الحياة فيها , بلا استثناء , والعكس صحيح للغاية , فإذا كان التقدم على خط التسامح , كان خط التخلف نافيا له , بل ومعاكسا له على نفس الخط , فإذا كان الأول يتقدم لأنه على الأقل يحترم اتجاه الحركة للأمام , فالمعاكس حتما سيتراجع للوراء لأنه لا يراعي اتجاه العصر الذي نحن جزء لا يتجزأ منه .
ما ينطبق على التخلف ينطبق بكل سهولة على التقدم , ولكن شتان مابين السير الأعمى نحو الوراء , والتقدم بوعي , وفي حرص بالغ نحو الأمام ؟
المعارضة من أجل المعارضة :
ليس من السهل علينا افتراض سيادة حالة تغيير ايجابي , في بلد ما , كما أنه ليس من المستحيل على السائر خطأ في طريق الاعتراض, أن يتراجع ويعترف , ولكنه سيكون معارضا من أجل المعارضة فيما لوبقي متنكرا لدالة متصاعدة إيجابا ؟
الولاء لمجرد الولاء :
الولاء بسبب اللغمطة , وادعاء الوفاء :
الإصرار على الولاء الأعمى , لدوافع مصلحية أنانية , معادية لحرية المجتمع , بمعنى اعتراض قدره في التنمية والتطور , يعاكس العنوان السابق بوجود مبدأ الولاء لمجرد الولاء ؟
من يحدد الموقف الصحيح , اتجاه دالة الصعود والهبوط في تطور شعب أو أمة ؟
التفاضل والتكامل :
في التفاضل تجري عملية إنقاص للدرجة , أو عملية انتكاس ما ورائية , وفي العلم الرياضي بقصد موضوعي هو لاكتشاف طبيعة التناقص أو التزايد , بمعنى محاولة الإدراك لما هو دال على التطور أو النمو , أم العكس من التخلف والضمور ؟ وحين لا يكون القصد موجها بشكل ايجابي وعلومي , فان القصدية التخلفية ستكون غاية غريبة للغاية , بل ومخالفة لسنن الحياة , بل على خط تنمية الحياة بل على خط تحنيطها وتصبيرها بغير مختبر نافع .
في التكامل الرياضي تجري عملية البحث المخلص عن امكان رفع الدرجة , بالحصول على درجة أعلى من وضعنا الراهن , ولكن مع ضرورة التمهيد الصحيح لساحة التكامل الضرورية لامكان حصول ذلك ؟ ولكن ذلك لايمكن له أن يتم بدون دقيق جزئي تفصيلي , يمرر بكل شفافية المعطيات الداخلية دون تحفظ , دون عزل وإقصاء .
التكاملي تطوري واندماجي في دالة القوم , والتفاضلي شكوكي معقول جدا حين لاتكون غايته ديمومة التخلف وتحويله الى قدر ؟
التكاملي السلبي هو التفاضلي السلبي :
التكاملي السلبي هو من لا يراعي مشتقة القوم إن كانت متخلفة أو متقدمة , والتفاضلي السلبي هو من يريد شر عنة التزايد المتناقص على أنه هو التناقص المتزايد ؟ والعكس صحيح ؟
مثال : حين تكون أمة أو شعب أو دولة ما في حالة نماء حقيقي , من التصالح مع ذاتها , من مثل التوافق مع دستورها , ومعطيات ذاتها , من سيادة دولة القانون والمواطنة , التي تراعي بحرص الاتجاه العام للحرية والعدالة والمساواة , عبر نظام حكم ديمقراطي , ليس من الضروري أن يكون من نمط واحد , ولكن الأهم أن يكون دستوريا , وفي صحة جيدة , أقوى من أن يصاب حسدها بفيروس الفوضوية , من هنا سنجد معظم قواها الحية متفاعلة , وايجابية والأهم مندمجة تكامليا , في زمن معاصر متفاعل , ومنتج , بل ويتحول مع البرامج الطويلة من الاستقرار نحو حياة الازدهار , بل ويكتسب مضاعفات ريادية من الكفاءات القيادية التي تصلح للتوسع لقيادة حركة التطور العلمي .
ليس المهم أن مثالنا , هو بريطانيا عظمى أو أمريكا أقوى , ولكن الأهم هو في ملاحظة قوة الفعل الناشئة عن قوة العناصر الداخلية , تكاملها واندماجها , وبين كافة مؤسساتها الفاعلة ,من كافة الأشخاص بدءا بالمهمش من الفضلات شبه البشرية, وصولا للمبدع المحتفى به كما لوكان البطل الفاتح ؟
وتناولنا بالبحث مسألة التفاعلية العالية , بين المؤسسات ولنأخذ الأمريكية على سبيل المثال , فسنجد قوة التفاعل بين وكالة الفضاء ( nasa) وسينما (holly wood)وجامعة كاليفورنيا للعلوم , لاتقل أهمية في درجة تفاعلها مع الكونجرس بل البيت الأبيض , وحتى الصحافة , ووكالة الاستخبارات المركزية(CIA) .., ومن غير السهل اكتشاف تناقض ما من غير فضائحية فلم , وغالبا ما يكون استباقيا , تربويا أكثر منه حقيقة موضوعية ؟
لماذا لأن مشتقة القوم متصاعدة , والتكامل الاندماجي واقع صحيح ؟ مع علمنا بالروح الاعترافية العالية - ليس عندنا - بآلاف الأخطاء , بينما نحن بالمطلق لا نكاد نخطئ , من غير طفيف الخطأ هذا إن وجد ؟ وهذا يعني حنوطنا , وتسامينا اللا تاريخي , من الصمود التراثي عبر المسلسلات التي تشاور عبوبنا ؟
بينما العكس الصحيح ليس كذلك لقوم تشير كل المؤشرات التفاضلية خلاف ذلك , بأن لاتكامل لهم ولا اندماج مالم تتم , مراعاة حقائق واقعهم التخلفي , وضرورة العودة للوعي , بحثا عن التوازن المفقود , عبر عملية الطوفان والتطويف , بحثا عن امكان الخلاص أولا ..
النتيجة :إذا عدنا للثنائية السلطوية المقيتة , أنت معي أو ضدي , وقد كان بالامكان أن تكون على النحو التالي : هل أنت مع الحياة الأفضل أم مع الحياة الأسوأ ؟ لا أنت ولا أنا ولا السلطة وجميعنا يمكن أن نضمن , فمن الجوع لا أحد يسمن , وليس الشبع إن تحقق نهاية ومأمن ؟
المطلوب حقا , هو إجراء مصالحات لانهائية ساذجة , بين الفرد والمجموع , وبين الخاص والعام , بل بين الأمس الماضي , القريب والبعيد , وبين الحاضر المشرف على المستقبل , بدون تحفظ , لمجرد التشنج الحماسي البليد , فإذا كان المرء صارما في معرفة مالا يريد , فعليه في نفس درجة الصدق أن يسعى لتقدير معرفة ماذا يريد ؟
كل بليد , هو من يتحدى وهو من لحم ودم وعصب , خردوات الحديد , بدون إيمان حقيقي بأنه هو الوحيد الذي يمكن له أن يبعث من جديد ؟.
قلت له : هناك خطان متعاكسان , أحدهما يريد التقدم برحابة صدر , والآخر يريد التخلف محاولا إشاعة نفسه في الليل برومانسية بدر ؟
قال متسائلا على الفور : ألا يوجد هناك خط ثالث ؟
قلت له متسائلا : هل تستطيع التقاطع مع شذ ر مذر ..تسع عشر ؟.
قال متعجبا : إما معي أو ضدي ؟
قلت بهدوء : هل تكر وأنت حر ؟.
قال مستنكرا : أنا مضطر, والمضطرمن خلال حرب السيوف يمر ..
في عصر الكومبيوتر والإنترنت , والعولمة خارج حدود السيادة التقليدية ,لابد من التساؤل عن القرب والبعد من علومية العصر , وفقا للجدل الديالكتيكي نفسه , فمابين العام 1970 وما قبله , فراق كبير مع تاريخ البشرية , بل وانقطاع صلة حقيقي و لاكما يزعم بعض أشباه الفلاسفة المعاصرين , من الشمال أو الغرب أو من أنصاف الخطوط في الشرق والجنوب ؟
الأفراد والشعوب اليوم , تعبد الآلة المنطقية , بل وتموت في انتظارها , وقد يطلق عليها حقا صفة العقل الخارق للعادة , كم هائل من المخترعات , ومن المناطقية الشكلانية (فورماليزيم) , بل وكم هائل من ( السيمبوليزم ) ألرموزي , ومن المناطقية الألوية الهائلة , ومازال البعض المحنط على الطريقة الفرعونية , يتحدث بلغة شبه منقرضة , عن شخصيات من القرون الماضية , وطنيا وقوميا ولاهوتيا , وشموليا , بدون امتلاك القدرة الحد سوية الحاسمة , السابقة الذكر , من كون الدالة في المشتق تراجعية ,أو تقدمية ؟!.
لقد رسم الفيلسوف الإنكليزي المرحوم حديثا , في نهايات القرن العشرين : برتراند راسل , وهو من أعظم المساهمين في تطوير الكومبيوتر والمنطق الرياضي , رسم خارطة للصراع الإنساني الدولي على هامش العلم والمنطق بالقول :بأن شموليات العصر الراهن هي الأنظمة الشيوعية , ومستقبلا الاسلاموية , وان العصر الحديث يتطلب سلطة جديدة للغاية هي سلطة ودولة الأمم المتحدة , بعيدا عن كل المؤثرات الإمبريالية واللاانسانية , وهي التي لم تتحقق بعد , فمازال دور القبعات الزرق ضيئلا بما لا يقاس وحلم الحرية الإنسانية , والفلسفية ؟.وذلك كخط ثالث يمكن له أن يتحكم الصراعات الدولية والمحلية والإقليمية , كما لوكان فرقة لإطفاء النيران والحرائق لمجرد الوهم أو التعصب .