الحكومة مابعد الغياب الطوعي والتركات الثقيلة .. حوارنا مع بعض الناشطات في -بؤرة ضوء- الحلقة الثالثة


فاطمة الفلاحي
2020 / 5 / 14 - 19:44     

إن أكبر منوم في التاريخ هو عبارة عن صندوق صغير موجود في زاوية الغرفة .. وهو يملي علينا باستمرار ما يجب أن نؤمن به على أنه حقيقة واقعة .. وإني أود أن أصرخ في أذنك بشيء عن الإعلام.. كل ما تسمعه من الإعلام أو من السياسيين هو عن نقاط اختلافنا.. الأشياء التي تمزقنا.. الأشياء التي تفرقنا.. هكذا يريدون لنا.. سيركزون على أي شيء يجعلكم تتفرقون.. العرق.. الدين.. القومية.. المدخول المالي.. التعليم.. المستوى الاجتماعي.. التوجه الجنسي.. الوظائف.. أي شيء يمكنهم أن يفعلوه ليبقونا متصادمين.
- جورج كارلين

معنا ثلة من الناشطات في حقوق الإنسان أُدلينَ برأيهن مشكورات على أسئلتنا في أدناه:

1.هل تعتقدون أن هذه الحكومة،ستبتعد عن تسييس الأزمات؟
2.هل تتأملون بأن تكون إصلاحاتهم حقيقية،متحديين المصالح السياسية والإقتصادية المتنافسة على حساب مصلحة الشعب وبناء الوطن، أم كل شعاراتهم ستكون هواءً في شبك ؟
3.هل سيُعَمدون تخوفهم من القادم بتركة الحكومات السابقة الثقيلة؟

طالبة الدراسات العليا الناشطة زينب دراج ، توافق جورج أورويل بما قاله في:

الشعب الذي ينتخب الفاسدين والانتهازيين والمحتالين والناهبين والخونة، لايعتبر ضحية، بل شريكًا في الجريمة.

وعن أسئلتنا في أعلاه، تجيب:

1. في الوقت الراهن وفي ظل الإرتباك الحاصل في البلد لا أتصور ذلك!
فقد تواجه الحكومة الجديدة جمة أزمات ربما لاتعد ولاتحصى نحتاج إلى حُنكة في قيادت الأزمات في الوقت الحاضر، وقد لا يستطيعون أن يخرجون من وحل التسييس، ونحن على مرأى ومسمع من:كيف تدار الأزمات، بالنهاية حلم أن نرى استبعاد تسييس الأزمات.

2. في ظل انخفاض أسعار النفط وتداعيات جائحة كورونا والوضع السياسي المتقلب والصراعات الدائرة لا اعتقد سيفكرون حتى بمصلحة هذا الشعب المسكين، فكم وكم من وعود يطلقونها ولم تطبق منها قيد شعره، بدليل عندما تأتي الأنتخابات الكل ينزل بالشارع وسوف نعمل وسوف نرتقي وبمجرد أن تخلص الجولة الانتخابية يضمون رؤوسهم وتذهب آمال الناس في مهب الريح.
فهم يتشبثون بالسلطة والجاه أشد تشبث، ويتناسون من أتى بهم إلى دفة الحكم فقد تسلطوا على رقاب الفقراء لاغير، فلا اعتقد أن ينهضوا بالواقع أتمنى أن تكون توقعاتي غير صحيحة ويخيبون ظنوني السيئة بهم، الشعارات رنانة والأفعال قليلة.

3. هذا الأمر لايختلف عليه اثنان، لكن يجب أن لا يعلقون شماعة فشلهم على الحكومات التي سبقتهم، فقد أصبحت إسطوانة مشروخة ونحن نتابع السياسيين وتحليلاتهم بأن الذي يأتي ليس لديهِ المصباح السحري ليقول للأشياء كوني وتكون، فالأجدر بهم أن ينهضوا بالواقع عالأقل من الصفر يعالجون المشاكل الصغيرة ثم تأتي الأشياء تباعًا.
الكل مسؤول عن تدمير هذا البلد، الطبقة الحاكمة تحمي نفسها بنفسها، فلا رقيب ولاحسيب ما أن تنتهي ولايتهم يذهبون حيث دولهم التي ينتمون لها ويعودن محملين بالمليارات التي سرقوها من جيب البلد عدا تقاعدهم الذي يكلف ميزانية الدولة ملايين الدنانير.

****

وكأن المعلمة فاطمة كــ"جورج كارلين"لاتصدق ماتقوله الحكومة:
هناك بعض القواعد التي ألتزم بها بشكلٍ يومي، قاعدتي الأولى: لا أصدق أي شيء تخبرني إياه الحكومة.
قائلة:
1.لا اعتقد للحكومة قدرة على فعل شيء أفضل من سابقتها بوجود المنظومة ذاتها. 2.الأمل موجود لكن الثقة قليلة بسبب الأحداث التي حصلت خاصة بعد أكتوبر. 3.الثورة غيرت الكثير من المفاهيم، وصوت الشعب أصبح واضحًا، بغض النظر عن مؤيدين الحكومة والميليشيات.

****

الناشطة السعودية فاطمة القشيري، تشاركنا الرأي، وكأنها قريبة من توجعات الشعب العراق :

بغض النظر عن الإجحاف الاقتصادي الذي تمارسه الحكومة على الطبقة العاملة والفقراء ، إلا أنه يتم معاملتهم بتهميش ودونية، كأنهم غير مهمين في المجتمع، بينما هم يعيشون حياتهم بترف وصخب- بتصرف -
- أبتون سنكلير

تجيبنا على أسئلتنا في أعلاه، قائلة :
1. أي حكومة معينة بتدخل من إيران، ستتخذ أي أزمة في البلاد ذريعة لاتهام دول الجوار بالتحريض والتدخل في شؤونها.
2. نامل أن يحقق الله جميع وعودهم للشعب ليس من أجل أن ينجحوا هم بل من أجل الشعب العراقي الذي يستحق العيش الكريم.
لكن لو لم تتحقق وعودهم فلن نندهش لأن كل الحكومات السابقة ، أوعدت ولم تنفذ بل كانت الأوضاع تتردى أكثر فأكثر.
3. وعن سؤالنا الثالث .. وافقتنا على أنهم سيُعَمدون تخوفهم من القادم بتركة الحكومات السابقة الثقيلة.


انتظروا قادمنا