في الأوّل من ماي: عاش كفاح العمال ضدّ وباء رأس المال


طريق الثورة
2020 / 5 / 5 - 05:04     

في الأوّل من ماي / أيّار من كلّ عام يحتفل العمّال في كافّة أصقاع العالم بعيدهم، وهو يوم ليس للاحتفال فقط وإنّما هو يوم للغضب والاحتجاج أيضا ليس من قبل هذه الطّبقة فحسب إنّما من قبل جموع الطّبقات الكادحة والمضطهَدة.

في هذا العام 2020، يحلّ بيننا الأوّل من ماي/أيار في ظروف استثنائيّة. يحلّ الأوّل من ماي والعمّال في مختلف أصقاع العالم يواجهون وباءً خطيرا يهدّد صحّتهم وحياتهم وقد أضيف هذا الوباء الخطير إلى مختلف أشكال الاستغلال التي تتعرّض لها الطبقة العاملة في مختلف البلدان من تفقير وتجويع وطرد وضعف أجور وظروف عمل سيّئة وانتهاك لجميع الحقوق الماديّة والمعنويّة التي يمارسها رأس المال والطّبقات الحاكمة سواءً في البلدان الرأسمالية أو في المستعمرات وأشباه المستعمرات التي تسيّرها رجعيّات تدور في فلك الامبرياليّة.

ففي هذه الظروف الجديدة، ظروف انتشار وباء كورونا وحالة الحجر الصحي والطوارئ والإغلاق التام التي تمّ اعتمادها للحدّ من هذا الانتشار يتحمّل العمّال وسائر الكادحين والكادحات النّصيب الأكبر من المآسي التي يخلّفها هذا الوباء والإجراءات المنجرّة عنه، فارتفعت في صفوفهم معدّلات الوفيات وارتفعت معدلات الفقر والجوع، ورغم ذلك لا يتوانى البرجوازيون ملاّكو المصانع والشّركات الكبرى في الضّغط من أجل دفعهم إلى العمل وسط هذه الظّروف بما أنّ لا همّ لهم سوى تكديس الأرباح ولا تعنيهم لا أعداد المصابين الذين لم تعد المستشفيات قادرة على استيعابهم لا أعداد الموتى ولا مشاهد المقابر الجماعية التي أعدّت للفقراء.

إنّ الكادحات والكادحين، ضحايا سياسات الاستغلال والاضطهاد البرجوازيّة الحاكمة في البلدان الرأسمالية والامبريالية والرّجعية في البلدان الواقعة تحت نير الاستعمار القديم والجديد والقديم المتجدّد، وهم يدفعون من عرقهم وقوتهم ودمائهم تكاليف أزمات هذا العالم، ما زالوا يقدّمون التّضحيات تلو التّضحيات ولا زالوا مصرّين بعزيمة فولاذيّة على مقاومة كلّ أشكال الاستغلال تسندهم في ذلك شعوب المستعمرات وأشباه المستعمرات في كفاحها ضدّ الهيمنة الاستعماريّة والاضطهاد القومي، لذلك لا تكاد تتوقّف أشكال المقاومة التي يتسلّح بها المضطهدون في كلّ العالم وتسير البروليتاريا وحلفاؤها من الطّبقات الشعبية في عدد من البلدان في اتّجاه النّصر سالكة طريق الثّورة والحروب الثّورية التي تواجه بها الحروب التي تشنّها الرّجعيّة.

يُحيي حزب الكادحين، هذه السّنة، وفي ظلّ هذه الظّروف، العيد الأممي للعمّــال تحت شعار "في الأوّل من ماي: عاش كفاح العمّــال ضدّ وباء رأس المــال"، وذلك تأكيدا منه على أنّ وباء كورونا هو نتاج للسياسات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والصحية لراس المال، ويحيّي جميع الكادحات والكادحين والشعوب والأمم في مختلف البلدان الذين يهبّون إلى الكفاح من أجل عالم خالٍ من الاضطهاد القومي والطّبقي. ويشدّد على أنّ رأس المال يمرّ الآن بأزمة خطيرة وعلى الثوريين أن يعوا ذلك وأن يدفعوا في اتّجاه تعميقها وتحويلها إلى نصر للطبقات الكادحة والشعوب والأمم المضطهَدة.