خيانة حزيران 1967. لاتسقط بالتقادم - 6 - على جدار ثورتنا المغدورة - رقم 267


جريس الهامس
2020 / 5 / 4 - 20:45     

خيانة حزيران 1967. لاتسقط بالتقادم - 6- على جدار ثورتنا المغدورة رقم 267
متابعة لوضع الجيشين السوري والمصري المنهك والمسلوب الكوادر والتنظيم بعد التسريحات التعسفية التي طالت خيرة كوادره الوطنية والفنية المخلصة مكتفين ببعض الأمثلة والنماذج الفاشية التي دمرت الوطنية في الجيوش العربية وفي جيشنا السوري على وجه الخصوص ..
في محادثات الوحدة الثلاثية - المسرحية في القاهرة بتاريخ 14 - آذار - 1963 وقف ( لؤي أتاسي ) رئيس مجلس قيادة الثورة في سورية الذي رفّع نفسه كغيره من أعضاء هذا المجلس . من عميد إلى فريق دفعة واحدة كما رأينا في الحلقات السابقة- وأصبح رئيس دولة - ليقول أمام عبد الناصرباللهجة المصرية العامية متبجحاً ما يلي حرفياً :
( حتى الآن صار عندي 300 ضابط مسرّحين من مختلف الرتب , وماشيين بالتسريح وأي إنسان لو أشك أنه لايسير مع إتجاهناعلى طول يسرّح . يعني لواءقد يكون المدى بتاعه أو الميزانية بتاعته25 %مؤمنة لنا أحسن من مية بالمية عامة وغير مؤمنة ...ودي سياستنا دي الوقت - )
وقال العميد ( فهد الشاعر ) عضو الوفد المفاوض ما يلي :
(إن التجانس العسكري والمدني سيكون دائماً العامل المحرك لدفع القومية العربية إلى الأمام وحمايتها من المخاطر ...إن الأسلوب الذي أشار إليه الفريق الأتاسي هو المتبع في الجيش السوري . أي الإبقاء على العناصر التي تؤمن بالعروبة والقومية العربية ..) كما قال :
(لايمكنني أن أتصور وجود ضابط شيوعي يدين بلينين وستالين وماركس ..أو ضابط كردي يريد دولة كردية . أو ضابط إنفصالي يسيطر عليه الدين ...في كتيبة مشاة ..إلخ ) وكان عبد الناصر وأركان حكمه يهشون لكلام الوفد السوري مرحبين ....؟؟؟._ محادثات الوحدة الثلاثية - الطبعة الأولى - دار الإهرام ص - 57 )ورأينا تصفيات جميع القوى الوطنية والكوادر الفنية في الجيش السوري في جميع مراحل الحكم العسكري البوليسي الفاشي بدءاً بالوحدة الناصرية وتسريح 1500 ضابط وضابط صف مع قيادة الجيش السوري كلها عام 1959 وما تبعها من إنقلابات عسكرية مشؤومة ومدمرة .
ونعود لهيكلةالجيش السوري عشية خيانة حزيران بالعودة لما كتبه الكاتب البريطاني ( باتريك سيل)في كتابه( الأسد ) الذي نشر بموافقته وقبض مليون دولار مكافأة له من مال الشعب السوري المستعبَد ( كان الجيش السوري غير مؤهل للحرب ..فكان قوة سيئة التدريب ناقصة الضباط تعداده خمسون ألفاًمجهزاً بأسلحة قديمة منسقة من الإتحاد السوفياتي .. كان لديه 500 دبابةنصفها صالح لٌستعمال تدعمها 100 طائرة ميغ 17تنقصهاقذائف الدفاع الجوي .. بيد أن الأخطريكمن في هيأة الضباط التي شلّتها حملات التسريح ..)
إذا كانت هذه المعلومات إستقاها الكاتب من الخائن حافظ الأسد ليبرر خيانته السافرة بتسليم الجولان دون قتال ..لماذا إذا دخل الحرب الخاسرة وجرّ مصر والأردن إليها؟؟؟؟
وجاء في مقال مجلة التايم الأمريكية مطلع عام 67 مايلي: (إن هذا الجيش مسلح بأسلحة روسية قديمة يبلغ تعداده 60 ألفاً بينما لدى إسرائيل جيش تعداده 350 ألفاً بأحدث الأسلحة .كما تملك سورية 500 دبابة و126 طائرة ميغ يمكن إستخدام 26 منها فقط في الخطوط الأمامية ...فالقوات السورية ناقصة بشكل مشين ؟؟لأن التطهيرشمل أكثر من نصف ضباطها. وعمداء اليوم ..كانو نقباء منذ ثلاث سنوات فقط ..وأكثر من ذلك فإن ثلث الجيش السوري مقيم في دمشق لحماية النظام والقصر .)
وفي 12أيار 67 وقف الخائن حافظ الأسد خطيباً في مجموعة من ضباط الجبهة السورية قائلاً:
( إن الثورة مصممة أن تضرب أعداءها كما أنها مصممة على سحقهم وتصفيتهم تصفية نهائية مرّة واحدة وإلى الأبد ....إننا نرجو ونتمنى أن يخوضوامعنا المعركة هذه المرّةوإننا بإنتظارهم ...وإذا كنا في الماضي قد إرتكبنامثل هذه الأخطاء ..وعفونا عندما لايجب العفو .. وليس من حقنا أن نعفوافلن نرتكب مثل
هذه الخطيئة في المستقبل أبداً ...- صحيفة البعث - تاريخ 13 أيار 67 -
وتستمرفصول الخيانة الأسدية برعونة وغباء سافر ..وعنتريات عسكرية وسياسية لامسؤولة وإرتفاع سيوف الخشب ورقص الحكام العرب الخونة بها حول طواحين الهواء في خيانة حزيران وهزيمتها المّرة على الجبهات الثلاث ..- يتبع
4 / 5 -- لاهاي