نبتت الاس في الديانه المندائية


سعدي جبار مكلف
2020 / 5 / 4 - 14:35     

نبتت الياس في الطقوس الدينية المندائية
الياس وكيف وصل الى استراليا
النواس البيضاء ، عرائس المياه الجارية والضفاف الباسمة المحضرة النوارس التي تتعمد في الماء الطاهر على الضفاف اينما وجدت معروفين بلوننا الابيض الناصح الذي يرمز الى الحب والسلام والتعايش والصبر نتزين في اغصان الياس دنياً ودنيوياَ لنا بريق الذهب والفضة والخير وكرنفالات الفرح والامل جديرون اوفياء الى الاخوة والصداقة اهل الارض وناسها الاوفياء الاصلادد اننا المندائيين وكان النةارس القت لنا جوازات الهجرة والبعد عن موطننا الاصلي فكانت الهجرة والترحال الى المنافي والغربة تركنا كل شئ ذكرياتنا وطفولتنا واخوان لنا وارضنا وتوجهنا الى بلدان العالم وقد وصلنا الى استراليا ومتطلباتنا الدينية كثيرة كيف لا ونحن اول واقدم دين في الوجود نحتاج الماء الجاري والطين الحر والاكل الطبيعي والياس حيثله ضرورة دينية كبيرة فهو يدخل في كل طقوسنا الدينية من الولادة الى الوفات ( الزواج والولادة والوفات وغيرها ) ويوضع على الابواب في بيت كل مندائي في عيد معين اذا انه اكثر من مهم وعند وصول العوائل المندائية في الثمانينيات اي في عام 1980 لا يوجد نبات ياس في استراليا نهائيا كيف وصل الياس الى استراليا لنبدأ مسيرة وصوله عن طرح سؤال ماهو نبات الياس .؟
والآسMyrtuscommunisالياس شجرة صغيرة يتراوح إرتفاعها بين الثلاثة إلى الخمسة أمتار، وهي من نباتات دائمة الخضرة أوراقها تنمو متقابلة على الساق، ونادراً ماتكون ثلاثية على العقدة الواحدة ، والورقة بسيطة بيضوية الشكل يتراوح طولها بين 3-5 سنتمترات حافتها مدببة وقاعدتها وتدية وحافتها ملساء، وللأوراق رائحة عطرية تفوح بشذاها عند دعكها باليد، وتستعمل للتعطيرشعبياً بتجفيفها وطحنها وخلطها مع المراهم التي تدلك بها أجسام الأطفال. وفي أبط كل ورقة تتكون زهرة واحدة، ونادراً زهرتين، والأزهار جميلة عطرية الرائحة يصل قطرها إلى سنتمترين. أوراقها التويجية ذات لون أبيض، ويشغل وسط الزهرة الكثير من الأسدية التي تحيط بالميسم البارز، ويتخصب مبيض الزهرة لتتكون ثمرة كروية الشكل يزيد قطرها عن السنتمتر الواحد قليلاً، لونها أزرق غامق مكسو بطبقة شمعية رقيقة. هذه الثمار حلوة الطعم تابلية النكهة لذيذة المذاق، تؤكل، مثل العديد من الثمار التي تنمو في المناطق الإستوائية والشبه إستوائية والتي تتبع نباتاتها عائلة الأس بعضها من الفاكهة المعروفة والمشهورة مثل الجوافة والبعض الأخر أقل شهرة مثل الفيجوا، والجامبوز، وتفاح المالايوالآس يسمى في مناطق العراق الوسطى والجنوبية بـ " الياس" وهو إسم مستعار من اللغات الرافدينية القديمة، إذ أن كلمة آسا تعني الطبيب أو المعالج ولهذا جذوره البابلية المعروفة الموطن الأصلي لنبات الآس هو منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، إذ يزرع بكثرة في الحدائق المنزلية والحدائق العامة، وتوجد في اليونان نباتات برية منه تشكل غابات صغيرة ، ونبات الأس من النباتات المدجنة منذ أزمان بعيدة، وهو ومنذ زمن سحيق ، نبات يرمز إلى الحب والسلام، ومثل الغار، كان الأبطال الأولمبين والقادة الرومان المنتصرين يقلدون أكاليلاً مضفورة من الأس أيضا.ً وقد دخل نبات الآس في الميثولوجيا، إذ تقول الأسطورة الأغريقية: أن أفروديت إلهة الحبّ والجمال، عندما كانت تستحم مرة عند نبع ماء، شاهدها الساطير الفضوليون عارية، والساطير مخلوقات خرافية نصفها الأعلى على شكل إنسان والنصف السفلي على شكل حيوان، وبهم يرمز إلى مغتصبي الفتيات. أفردويت لم تستطع التخلص من مراقبتهم وفضولهم وشرهم إلا بالإختباء بين أغصان نبات الآس، وبذلك أصبح الأس هو نبات أفروديت المفضل، وكرس دينياً لهذه الإلهة، ولذلك كان الأغريق يزرعونه حول معابدهم، وخاصة معابد أفروديت، ويعلقون أغصانه فوق رؤوس تماثيلها واعتبر الآس رمزاً للرقة والجمال والحب والشباب، كما يرمز به إلى الإخلاص، في الحياة الزوجية خاصة، والعفة والطهارة، ولذلك كانت قلادة العروس تصنع من أغصان الآس، إلى أن حلّ محلها نبات إكليل الجبل الذي لازال يستخدم في أوروبا لحد الآنويحتل نبات الآس (آسا) موقعاً خاصاً مقدساً في الديانة الصابئية المندائية، حيث تظفر من أغصانه خواتم وأكاليل تستعمل في طقوس العبادة الدينية المندائية، وفي عيد التعمد بالماء الجاري يقوم الصابئة برمي خاتم الآس الموضوع بخنصر يدهم في النهرويدخل نبات الآس في طقوس العبادة اليهودية، إذ في عيد الخيمة ( السوكوت)، يقيم اليهود خيمة يجلسون تحتها أثناء العيد، ذكرى لليهود الأوائل عندما خرجوا من مصر وعاشوا في براري التيه. وفي هذا العيد يصنعون باقة تتكون من أربعة عناصر مقدسة هي سعف النخيل والصفصاف والآس وثمار الطرنج .
بدأت العوائل المندائية في الوصول الى استراليا في بداية الثمانييت وقد وصلوا اكثر من خمسة عشر عائلة ولابد من اجراء الطقوس الدينية في بلاد الشمس والماء الجاري وكان الاخير متوفر وحرية الاديان مصانة ومحترمة ولكن لابد من توفر الامور الاخرة والاشياء الضرورية للطقوس مثل نبات الياس الذي يدخل في كافة الطقوس منذ الولاده حتى الوفاة واختيار الاكل المعين لعمل التواب ونبدأ الان في كيفية وصول الياس وتوفره وزراعته هنا في استراليا يدخل الياس ويجب توفره بسبب ضرورة وجوده في الطقوس الدينية التالية :-
1 – في درفش اليهيى وهو شعار الديانه المندائية ويصنع من القماش الابيض واغصان الاس وعمودان من اغصان الزيتون او اي غرب او شجر اخر
2 – تصنع منه الكليلة وهي عبارة عن حلقة من الاس مدورة بصورة معينة معرفية وهي اكليل الضوء والنور والوقار وتمثل دورة الحياة وهي ضرورية جدا عند التعميد والوفاة والولاده وفب جميع الطقوس الدينية حيث تكون مع المولود الجديد يوضع الاس على صرته ويختم بالسكندولة ويتبر اول تعميد للطفل حتى عمر الثلاثين يوما بعدها يجب ان يعمد بالماء الجاري ونلاحظ ان اغلب بيوت المندائيون تحتوي حدائقهم على هذه النبتة المقدسة وتزرع كثيرا في معابدهم وفي عام 1983 قدم الاخ بول صبي من امريكا ملتحقا مع اهله في استراليا اطال الله في عمره واخذ يبحث عن تواجد هذه النبتة بعد ان كلف من قبل رئيس الجمعية ولم يعثر عليها ابدا في القارة الاستراليا رغم كثرة الزراعة وزار جميع المزارع والحدائق والمتنزهات وكل بستان في جميع الاماكن ولكنه لم يفلح في ايجاد اثرها ولابد من توفرها لذلك توجه الى العاصمة بعد ان عجز تماما عن وجوده وشد الرحال الى العاصمة والى وزارة الزراعة وقدم طلب لجلب هذه النبته ةتم رفض طلبه وذلك لان القانون الاسترالي لا يسمح بدخول اي نبات واستمر في المقابلات وتقديم الطلبات ووصل الى كافة المرجع العليا واعضاء البرلمان والشخصيات المهمه في الدولة والحكومة وبمساعدة احد المحامين تمكن من الحصول على الموافقة بعد اطلاع الوزارة على الكتب والمصادر الدينية المذكور فيها ضرورة تواجد هذه النبته مع طقوس الديانة المندائية وسمحوا له بجلب النبات بدون تربة وفحصه في المطار وفعلا تم جلبه مع الشيخ صلاح من ايران وهو عبارة عن بذور واقلام ياس للزراعة وتمت زراعته في بيت الاخ بول ونجحت زراعته ووعند تجول اهلنا وناسنا في انحاء ومناطق استراليا مع الشيخ صلاح من اجل الاطلاع على مزد من توافق طبيعة هذة القارة وامكان الطائفة من العيش في ربوعها كان في العاصمة معرض دولي للزراعة وقد شاهد الشيخ صلاح وجود الاس معروض في الجناح الهندي وقد تعرف عليه شيخنا الجليل وميزه وفعلا كان الاس المقدس ينور مساحة المعرض وكانت فرحة لا توصف وتم شراء جميع الاس المعروض في ذلك المعرض الزراعي والان ماهو الاس
آس الخضرة الدائمة ينظر لها المندائيون فيها نفحة الايمان وسر الديانة المندائية عندما حط الرحال بهم في بلاد بعيدة عن موطن الآس دخل الحزن عليهم وخلت اصابع المندائيين منها في دارتهم المندائية وعصفت بهم الدنيا وسقطت من حسابهم نبتة الآس وتركوها خلفهم هناك يلفها الحزن والشوق لأهلها وفي الوطن الجديد لاتوجد هذه النبة المقدسة الدائمة الخضرة فأوراقها الوارفة صيفاً وشتاءاً وربيعاً وخريف من هنا كانت زهرة افراحهم وأحزانهم وطهارة أغتسالهم في الماء الحي سموها نبتة الحياة الدائمة لهم وأتخذوها تاجاً لدرفشهم المقدس فأخضرة على كتفيه حاملة اشارة الطهروالايمان هذا الآس لايفهمه الا لغة اهله وأجداده يحدثونه بالأرامية النقية عند الطقوس ، ولا يقرأ الكتاب المقدس ( كنزا ربا) دون ان يكون الآس في خنصر الشفيعين وقرب مياه الأنهار الجارية . ظلوا في حيرة من امرهم بحثوا بين نباتات قارتهم الجديدة فلم يجدوه ووجدوا مايشبه اوراقه ولكن ليس له عطر الاس وديمومته ففقدو الامل في استمرارية طقوسهم وحاروا بأمرهم وفكروا كثيراً واستخدموا بعض الآس اليابس الذي اخفوه عن العيون خوفاً عليه من المصادرة عندما جاؤا ولكن كيف سيكون الامر عندما ينفذ وطال صبرهم وضاقت بهم الدنيا لانه ليس من السهل ادخال نبتة لزراعتها لتزدهر بها الحياة في استراليا ، الا ان الانتظار لايحل لهم الامر، فتقرر ان يسافر شاب يافع الى بلد الآس ليأتي بغصن يضعه بين طيات قماش مبتل حتى يبقى طري ولاينشف ومن صفات هذه النبتة القوة على المقاومة وسهلة في الزارعة والنموعندما تتوفر لها التربة ، سافر هذا الشاب وأنهى أعماله وفي طريق عودته على متن طائرة الكوانتس التي حطت بهم في مطار سدني ، جاء حاملاً غصن الآس كما حملت الحمامة غصن الزيتون الى نبينا (آدم) ع في قصة الطوفان لتنبؤه بعودة الحياة وأنحسار الطوفان عن الارض ، وكذلك هذا الشاب حمل غصن الآس ليبشر اهله المندائيون بعودة النور الى حياتنا المندائية لتعود الدارة من جديد لنا ويتخطى العوائق وهو يحمل العود بيده لانها الامانة التي وعد بها ولم يخلف الوعد وحال الوصول غرسها في سندانة اعدها اعداداً جيداً وسقاها وأستمر برعايتها حتى نمت وشبت وأخذ غصناً منها وشتله في ارض صالحة وظل يرعاها فشبت هي الاخرى ونمت وصارت توزع لبيوت المندائيين حتى كثر غرسها وأصبحت في كل بيت مندائي وكانت اثمن هدية لكل من يريد ان يزرعها في بيته وحمل الشيخ الكبير الآس ليقدمها للطفل ومن الطفل انتقلت الى الشاب ومن الشاب الى الكهل وهكذا ستبقى معهم في دورة الحياة ولتبقى دارة اليهيا دائمة الخضرة الى الأبد.