|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
رسالة الى أمي في زمن الكورونا
يامنبعآ بمائك بملحك أعطيتني كل مالديك من عطاء .ياقلبآ كابد في مركب مهشم ممزق الشراع . لكنك بمنتهى الصبر سرتي بنا لمرفأ الأمان وبشفاه تحرك بتمتمات الدعاء والعبادة والصلاة .تحت فوطتك كان صدر كبير يواجه معركة الحياة من الأعماق بكل مالديك من هدوء وكفك الحنون مر على الجبين تسطر مقدورنا لتحصر الأحتراق لتقتل اليأس في مركب السنين ويقضة تراقب أحوالنا في الصباح والمساء ولم يمر يومآ أظهرت فيه وجعك وتعبك حتى لو جار عليك الزمان وكف العدوان بحبك الكبير كان شاطئ ملئ بالحنان .فلم نعرف سرك ياثرة الأقدار ياآله الحب يامعبدي يا قبب الأجراس ويا صوت مآذن الأمهات ياشراع الحياة . ياأمي أنا اليوم وحدي أصارع الرياح يتعكر حولي الأكدرار ,صدري مطفأ مصباحه وفي الروح برق ورعد وحرمان وكل شئ حولي هباء في أدراج الرياح ... هل تسمعين ياأمي صوت صراخي ؟ هل تشعرين بهمي وانت هناك فوق حجب السحاب ؟ ياغائبة لو تسمعيني فأنا أعيش في العذاب ... الكل صار بعيدآ خوفآ من الوباء وأنبنى حولنا جدارآ فوق جدار والموت يطوف حولنا بلاقرار .لا أعلم ياأمي متى يكون نهاية المطاف. قد سرت على نهجك زكية قوية صامدة أشع في القلوب وأنا مطفئة الفؤاد وفي جوانحي عرش الأسود وفي قلبي أعشاش الطيور . أمخر بسفني الى بر الأمان كأنني قطة تحمل صغارها من مكان الى مكان ومن مخبأ الى مخبأ رافعة شعلتي لأنها سر البقاء وفي صدري قلب صاغه الله بلحن الوفاء وروح رؤوم ونفس يملكه الرحمة والإباء وعندي حس الأمومة ملئ بالكفاح فأنا أنت في رحلة الكفاح وفي مسح الجراح وصمود في مركب النواح .أنهيت يأمي كل مالدي من مهام وأبنائي في بر الأمان ولي منهم ينابيع من الأحفاد ... ولكني يأمي وحيدة بعد سفر الأحلام يطل علي وجهك عبر الخيال حلوآ يحلي وجودي يقوي صمودي يضئ ليلي كأنه قلب النهار. شئ منك يمر علي عبر السكوت وأنا على السطح الأصم من طهر السماء وبه أستمر في البقاء أحضن شطآن النجاة .بين جدران بيتي أبني سلالم الشعر والسكون يدور حولي في زمن يطبق على رقابنا هذا الوباء لانعلم متى ينتهي هذا الصراع.
|
|