وظائف مطلوبة ..


قاسم حسن محاجنة
2020 / 4 / 21 - 19:03     

منذ عدة سنوات ، تصلني على البريد الالكتروني يوميا ، قائمة بالوظائف المتوفرة في سوق العمل الإسرائيلي ... ويكون الطلب كبيرا في العادة ، على المختصين بالهايتك ، ووظائف لعاملات نظافة أو مُساعدات للمسنين ...
وبالأمس وصلتني كالعادة قائمة بالوظائف المطلوبة ، ولنتذكر بأننا في عصر الكورونا ، حيث بلغت نسبة البطالة لدى شريحة الأجيرين ما يقارب ال- 30% ، بينما بلغت النسبة لدى شريحة المستقلين الصغار ال- 60%.
هؤلاء وهؤلاء يُعانون هذه الأيام من ضائقة إقتصادية قاسية وصعبة ، بحيث بدأت حالات الانتحار بالتصاعد في الآونة الأخيرة ، مما يستدعي الانتباه وابداء الاهتمام بأحوال كبار السن الذين يعيشون لوحدهم، لئلا تصل الأمور بهم الى وضع حد لحيواتهم .... بالإضافة الى تفعيل وتنشيط خطوط الطوارئ والمساعدة النفسية على مدار الساعة ..
إن الحجر الطويل والذي يكون مصحوباً بعجز عن تقديم المتطلبات الأساسية لأفراد الأُسرة ، وخصوصا إذا كان غالبية أفراد الأُسرة من الأطفال الصغار ، هو أمرٌ لا يُحتمل ، وقد يؤدي الى التفكير بالانتحار... "فالحبس" المنزلي وعدم القدرة على توفير الغذاء في المقام الأول ، هما عاملان قد يؤديان الى ما لا تحمد عقباه ... لذا لوحظ وفي فترة الحجر وفي أوساط العرب مواطني دولة إسرائيل ، ارتفاع بنسبة 200% على الإقتراض المالي من السوق السوداء ، والتي تلاقي ازدهارا كبيرا نتيجة سياسة البنوك بعد إعطاء القروض في عصر الكورونا . وهذه السوق السوداء، ستبتلعك وما تملك إذا لم تستطع السداد ، وذلك نتيجة للفائدة التي تتصاعد بوتيرة متوالية هندسية ..
لكن الحجر المنزلي الطويل ، حتى للمقتدرين مادياً، هو أمر في غاية الصعوبة ، وخاصة بالنسبة للغالبية التي تخرج في الصباح الى مكان العمل لتعود بعد يوم عمل شاق ، الى أحضان الأسرة وتقضي معها سويعات قليلة في هناءة وسرور ... لكن الحجر يزيد الإحتكاك ، الخلافات ، والصراعات داخل الأسرة النووية ، مما يؤدي الى ارتفاع في مستويات العُنف المنزلي الموجه نحو النساء والأطفال ، على وجه الخصوص.. مما يستدعي التدخل السريع من قِبَل الشرطة ، الخدمات الاجتماعية والنفسية ، والتي هي مشغولة أصلا بأمور أخرى ..
وبالعودة الى قائمة الوظائف التي تصلني ، فقد لاحظتُ أن قائمة الوظائف المطلوبة ، شملت وللمرة الأولى ، على وظائف تطلب فتيات للعمل في خدمات الرد على الزبائن ... وبعد قراءة تفاصيل الوظائف ، يتضح بأن فتيات الهاتف المطلوبات للرد على الزبائن ، سوف يقُمن بإجراء مكالمات ايروتيكية مع المتصلين لهذه الخطوط الساخنة .. يعني بالمختصر خدمات جنسية عبر الهاتف ، وذلك بسبب الحجر المنزلي للزبائن الكرام ...!!
ليس للجشع الإنساني من حدود .... فالإستغلاليون ينتهزون كل فرصة سانحة لزيادة ارباحهم. فبعد أن ازداد الطلب على المواد الغذائية ، ارتفعت أسعارها وبقدرة قادر، أضعافا مضاعفة ... وأصبح شراء كمامة قماشية لا تساوي شيئا في الأصل ، اصبح ترفا وبذخا ، وكذا هو الحال مع مواد التعقيم وكل المستلزمات الأخرى المطلوبة لمواجهة الحجر الإلزامي ..
وفي هذا الحجر يتواجد الكثير من الشباب والرجال الذين لا يجدون ما يُشغلهم في فترة الحجر ، "فحقق" لهم تجار الجنس مبتغاهم ..وفقط للتنويه ، وحسب الإعلان ، فإن الأُجرة الشهرية المقترحة للفتيات ، تتجاوز الأجرة الشهرية لإبني مهندس برمجة الحاسوب ..!!