كورونا العصر المقايضةغير عادلة مع حاتم عبدالواحد الأستاذ في جامعة NAM المكسيكية و د.جودت السامرائي، دكتوراه في القانون الدولي من مثقفي آل تويتر، بؤرة ضوء .الحلقة الخامسة -


فاطمة الفلاحي
2020 / 4 / 19 - 13:11     

يقول ريجيس دوبريه الفرنسي التي كتب " يوميات برجوازي صغير بين نارين وأربعة جدران" : غامر بجلدك لتنقذ جلدك .
اذن المقايضة غير عادلة ، حياتك مقابل جوعك، أو موتك مقابل رغيفك .
لقد وجه لي سؤالًا سابقًا، مشابهًا لهذا السؤال: مَن أولًا ؟ الدين أم الإنسان ؟ فكان جوابي: لا قيمة لأي دين بدون الإنسان .

تفضل الأستاذ حاتم عبدالوهاب الإجابة على أسئلتنا في أدناه:
-أيهما أشد فتكًا، تفشي جائحة كورونا أم يتسلل الإفلاس لاقتصاد الدول ؟
- أيهما أشد فتكًا ازدياد نسبة البطالة أم ازدياد نسبة مايدر في جيوب سراق الوطن؟
- هل التغيرات ستطال الجميع؟

قائلًا:
- تضع جائحة فيروس كورونا كل العالم أمام نظام أخلاقي سيكون عمودًا اساسيًا من أعمدة النظام العالمي الجديد الذي سيسود علاقة البشر ببعضهم لعقود طويلة، بعد انحسار المد الوبائي، وربما يكون ما حصل خلال الأسابيع الماضية خير دليل على النموذج الأخلاقي الجديد، ففي ذروة الاكتساح الوبائي لأوروبا، لم يقدم المكتب الأوربي لتنسيق الاستجابة للطواريء أي مساعدة لإيطاليا التي وقعت تحت وطأة الموت اليومي والإغلاق التام للمدن.
- في حين كانت المدن الإيطالية تضم 21 ألف إصابة والدول المجاورة لإيطاليا لاتعاني إلا من بضع مئات من المرضى بذات الوباء. إن المثال الإيطالي يسلط الضوء على نوع العلاقة التي ستسود بلدان الإتحاد الأوربي في حال تعرض الإتحاد الأوربي لتهديدات أو أزمات أكثر تعقيدًا من " فيروس كورونا" ؟
- بلا شك أن إنعدام الثقة بالنظام الاجتماعي أو السياسي التي نعيش في ظله سيولد نتائج سلبية على الاقتصاد ونمط الحياة، فالمكننة التي استطاعت الاستعاضة بالروبوتات في الإنتاج الصناعي، والنشاط الخدمي، لا تستطيع أن تستخدم ذات الروبوتات لتسويق منتوجاتها، فالمستهلك النهائي لهذه المنتجات والخدمات هو الإنسان، وعندما يفقد الإنسان شعوره بالأمان، فإن كل مغريات الثروة والتملك لن تستطيع انتشاله من القنوط واليأس اللذين سيسيطران على سلوكه.
- لقد عانى العالم من الكساد العالمي الكبير الذي ساد منذ العام 1929 وحتى مطلع الحرب العالمية الثانية، وقد أدى انكماش الاقتصاد الامريكي ــ وقتها ــ إلى انهيار التجارة العالمية، حيث فرضت الولايات المتحدة آنذاك تعريفات كمركية على ما يقارب من 20 ألف مادة مستوردة لحماية اقتصادها من الانهيار، تلك التعريفات المعروفة بتعريفات " سموت هاولي " حدت ببعض الدول بفرض تعريفات كمركية انتقامية ردًا على الإجراء الأمريكي، وهذا بدوره أدى إلى انهيار التجارة العالمية، حيث كانت مراكز المدن الصناعية، وقطاعات الزراعة والتعدين من أشد المتضررين. وبالتالي قل الطلب على الأيدي العاملة و مصادر الطاقة، وهذا بالضبط ما يحدث الآن، حيث سجلت مدينة نيويورك خلال أول أسبوعين من اجتياح فيروس كورونا للمدينة 6 ملايين و600 ألف طلب بطالة، ناهيك عن فقدان الملايين لوظائفهم في مدن أوروبا وآسيا.
- إن انهيار الاقتصاد العالمي إبان الكساد الكبير قبل ما يقرب من قرن من الآن أدى إلى ظهور " استراتيجية الديماغوجيا " التي تعتمد مخاوف الناس المسبقة أداة للسيطرة على السلطة .
- ستؤدي جائحة كورونا ــ شئنا أم أبينا ــ إلى اصطفافات سياسية وفكرية جديدة على طول هذا الكوكب وعرضه، والقضية ليست فقدان وظيفتي أو وضيفتك، ولا جوع عائلتي أو عائلتك، إنما القضية الآن تشير إلى عالم جديد بأخلاق لم نألفها من قبل .

***



حيث يتم إنكار العدل، يتم تعزيز الفقر، ويسود الجهل، وستشعر كل طبقات المجتمع بالمؤامرة المنظمة لقمعهم وسلبهم والتقليل من شأنهم، حيث يصبح الخضوع للسلطة أمر محتوم، لن يكون هنالك أي شخص أو أي ملكية بأمان.
- فريدريك دوغلاس

وكانت إجابة د.جودت السامرائي، دكتوراه في القانون الدولي عن أسئلتنا في أعلاه

قائلًا:
الموضوع مهم جدًا وله عدة أوجه تبحث عن الخلاص منه بأقل الخسائر.
الفساد السياسي يؤدي إلى الفساد المالي وتدهور الحياة والبنية التحتية في البلد الذي يسوده الفساد وكما هو واضح في العراق. الجوع يؤدي إلى تفشي بعض الأمراض والأوبئة في الدول الفقيرة، وخصوصًا ضعف البنية التحتية في جميع المجالات وأهمها قطاع الصحة.
كورونا ضربت الاقتصاد العالمي لتتوقف الحياة بجميع مفاصلها مما أدى بالدول استخدام خزينها من المال والمواد.
- الأشد فتكًا عندما لا يجد الطفل رغيف خبز يأكله، ورب البيت عاجز عن توفير سلة غذائية لعائلته ليوم واحد، فيجعل المرء يخرج عن سيطرة العقل والصبر على الجوع والقهر، فيضحى كقنبلة موقوته تنفجر من غضبه على الواقع الذي يعيشه.
- لماذا تفشى المرض في أمريكا وأوربا وأطاح بصحتها مع توفر مقومات الاقتصاد القوي فيها وتطور قطاع الصحة. يعني أن جائحة كورونا ستغير من خارطة العالم السياسية والاقتصادية.
والدولار الأمريكي لا يمكن أن يتنازل عن سطوته في سياسة الدول ولايمكن التعامل بغير الدولار الأمريكي في التجارة النفطية وهذا هو معنى سيطرة الدولار على السوق العالمي التجاري، لأن البترول وبأتفاق أوبك تتعامل بالدولار الأمريكي وهذا يعني يبقى الدولار القوة الاقتصادية العالمية.
إذا كان هناك مخطط لضرب الدولار عن طريق الفايروس الميت الحي الذي لم ينجح ومع تدهور سعر النفط يبقى هو مصدر الأموال الواردة بالنسبة لمنطقة الخليج وبعض دول الشرق الأوسط، ولا ننسى الغاز كذلك
-سأتطرق لموضوع المنح التي اطلقتها أمريكا وكندا كدعم للأفراد والشركات، هذا مايجعل الحياة تسير في ضوء الفايروس للعيش والتأقلم لما بعد فايروس، بما أن النظام الرأسمالي تكون سطوة البنوك الكبيرة ورؤس الأموال فيها المتحكمة سيكون هنالك زيادة في موضوع الفائدة لطلاب القروض كأشخاص وشركات، وهذا مايثقل كاهل الأفراد والشركات، وسنرى ظهور إفلاس لشركات كبيرة ورصينة وهذا يؤدي إلى دخول المستثمر الجديد الخفي العلني الذي يكون قوة جديدة على الأرض ويؤسس نظام اقتصادي جديد على واقع الحال هنا نقف للأمر المدبر والذي يخطط له من قبل رؤس أموال الظلام
ومنهم من يتوقع هبوط نسبة الفائدة للقروض وهذا عكس ما أتوقع، لأن عندما تجف منابع الأموال في البنوك، كيف ستغطي رؤوس الأموال المستثمرة والتي كانت تعطيهم نسب فائدة محسوبة بدقة متناهية؟ وللتذكير عندما تجف المبالغ ستعلن بعض البنوك الصغيرة وشركات الاستثمار إفلاسها( Bankruptcies )وسيكون الحدث أقسى مما حدث في ٢٠٠٨
إنها مجرد رؤية لعالم نعيشه بالحقيقة ونفكر به يمكن أن يكون ضربًا من الخيال
مازلنا ندقق مابين السطور يوميًا وتتغير الأفكار من خلال متابعة الأحداث.

انتظروا قادمنا