صِراع الحرب العالمية الثالثة


فؤاد أحمد عايش
2020 / 4 / 18 - 14:46     

الحرب الكونية الثالثة قادمة لا محالة ، ولا يمكن بأي أساس منعها بل القضية تتعلق بالتوقيت وستكون حربًا ضارية ، ولا يمكن لأمريكا الإنتصار فيها لأنها تنهي الدول والحدود الجغرافية وتقضي على النوع الإنساني وأوهامه التي شيدها وراهن عليها في الوحدة والتكتل والحكومة العالمية من إنتاج الفكر المثالي وكل قراءة دينية تراثية للمستقبل في نهاية العالم وظهور الملاحم والفتن وصراع الخير ضد الشر ، العالم بالفعل مُخيف بسبب تفاقم الأزمات وغياب العدالة في العلاقات الدولية وهذا الترقب في افول الغرب وانتقال الحضارة من الغرب إلى الشرق أو على الأقل ظهور أطراف نامية ومتقدمة من العالم غير القطب الأوروبي فالحرب استدراج وتخطيط ، مكائد واستباق ، شاقة في الحسم ، يمكن أن تكون الحرب محدودة في عدم الإنجرار للمواجهة المباشرة بين إيران وأمريكا والإنتقام يزيد في شرارة القوة ولذلك شاهد العالم هجوم اليابان على بيرل هاربر وانتقام الأمريكيين في القاء القنبلة النووية على هيروشيما وناكازاكي.
أمريكا أيقنت بالفعل أن الحرب ليست حرب سلاح ولا دبابات ولا مواجهات مباشرة بدون خسارة طلقة رصاص واحدة أو قطرة دم من جنودها وتكاليف الحرب الباهظة ، الحرب حرب علمية بحتة أمريكا تركت أوروبا تفرح بإزدهارها ( تنظيم بطولات الكروية والبنية التحتية والطرق وغيرها والهاء العالم ) وتركت روسيا تُحاول أن تستعيد الأمجاد وللأسف روسيا ظنت أن الماضي بمقدوره أن يعود وبنفس الآلية ( التكتلات ) فذهبت إلى المستنقع الشيعي وخناقه الممتدة مع الأتراك لـ أكثر من ١٠٠٠ سنة ، أما العرب والبلاد المسلمة فخسارة تحليلهم من الأساس
أكبر عدو لأمريكا هي الصين
وللأسف الحرب الكيميائية قد بدأت
وهل ستتوقف أم هل ستفلت الأمور
أمريكا / الخوف من فقدان قوتها وبروز منافسين جدد لها ( من سيحكم العالم )
الصين / تحاول أمريكا لي ذراعها بالعقوبات المفروضة عليها وآخرها تهديدها بفيروس كورونا
أوروبا / شاهد لا يرى
روسيا / غارقة في مستنقع الحرب ( سوريا ، الأتراك ، وإيران )
العرب والمسلمين / لا يفهمون ماذا يجري من حولهم
- ربما تكون هذه هي الحرب العالمية الثالثة لكن بدون حمل السلاح ، قرأنا قبل عدة أيام تصريح المستشارة الألمانية انجيلا ميركل للشعب الألماني وهي تقول "نحن نواجه أخطر تحدي لم نواجهه منذ الحرب العالمية الثانية" ‏خطاب ميركل أقل ما يُقال عنه خطاب عظيم أبكت الجميع وحثتهم على حمل إجراءات الوقاية الصارمة سلاح ضد فيروس كورونا.
- أبطال وخونة وتُجار الحروب
في أوقات الحروب يكون هناك الجنود الذين يدافعون عن حوزة البلد والمدنيون الذين يلتزمون بالتعليمات التي تصدرها الدولة بشأن البقاء في منازلهم ولكن للأسف دائمًا ما يكون هناك في زمن الحرب تجار الحروب الذين يستغلون حالة الحرب للإغتناء ودائمًا ما يكون هناك المتعاونون مع العدو وهؤلاء أخطر من العدو نفسه لأنهم يطعنون البلد من الظهر ومن الداخل.
اليوم تعيش بلادنا حربًا ضد فيروس كورونا كما تعيشها كل بلدان العالم إنها الحرب العالمية الثالثة سواء أنها هذه المرة لم تحدث بين بلدان متصارعة فيما بينها بل بين كل البلدان مجتمعة وفيروس غير منظور ، في هذه الحرب التي يخوضها العالم هناك الجنود الذين يقاتلون في الخطوط الأمامية وهم الأطباء والممرضون ورجال الأمن والجيش والدرك ورجال السلطة من الوالي إلى المقدم ورجال النظافة وسائقو الشاحنات والسيارات في الأسواق والصيادلة والفلاحون والخبازون وغيرهم كثير ، وهؤلاء يستحقون منا أن نقف لهم وقفة إجلال وإكبار إعترافًا بتضحياتهم من أجلنا جميعًا.
ثم هناك تجار الحروب الذين يستغلون هذا الظرف العصيب لرفع أسعار المواد الغذائية والطبية ، وهؤلاء يضعون أنفسهم في خندق العدو ولا يجب أن تأخذ السلطات بهم رحمة ولا شفقة ، ويبقى العنصر الأخطر في هذه الحرب هم الخونة أولئك الذين يتعاونون مع العدو ويسهلون انتشاره وتفشيه بين الناس الأبرياء هؤلاء الخونة هم كل من يكسر قانون الحجر الصحي ويخرج للشارع دون أن يكون خروجه مستجيبًا لحاجة ماسة ويدخل ضمنهم كذلك كل من يحشد الناس للخروج للشوارع بمبرر الدعاء أو الصلاة أو التعبير عن الإحتجاج وكما يقول المثل "إذا أردت تحرير وطن ضع في مسدسك عشر رصاصات تسعة للخونة و واحدة للعدو فلولا خونة الداخل ما تجرأ عليك عدو الخارج"