كورونا والشعبوية كماشتا الرأسمالية اللتان تعصران الشعوب


محمد الحباسي
2020 / 4 / 18 - 03:28     

يمر شعبنا في هذه المرحلة بظرف اقل ما يقال عنه انه صعب للغاية وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية والصحية جد خطيرة والمؤكد ان الامر لا يتعلق فقط بالمدى المنظور والمباشر لمجابهة الازمة بمختلف أبعادها بل بالمستقبل وبالانعكسات على مستوى استراتيجي فالجميع يتفق على أن الوضع الدولي والمحلي لما بعد كورونا لن يكون كالوضع الذي ساد قبل هذه الجائحة . وفي الحقيقة فان الطبقات الشعبية والكادحة هي الطرف الاكثر تضررا من هذه الازمة .ويمكن القول ان الشعب يتعرض الى معاناة مزدوجة الكورونا وتداعياتها من جهة والشعبوية من جهة ثانية وهذان الخطران هما وجهان لعلمة واحدة عملة الرأسمالية المتوحشة .
وباء كورونا يعري الجشع والاجرام الرأسماليين :
لقد عرت كورونا عن الوجه القبيح للراسمالية واجرامها في حق البشرية وخاصة في حق الطبقات والفىات الكادحة والمفقرة وهي الاكثر عرضة لهذا الوباء المعولم العابر للدول و للقارات وللطبقات..فاذا كان صحيحا ان هذا الوباء هو فيروس عابر للطبقات قد يصيب الاغنياء والمقرين على حد ال سواء فان المؤكد ايضا هو كون حظوظ الاغنياء في مواجهته لاتقارن بقدرات واستعدادات المفقرين للمواجهة...فبينما يتحصن الاثرياء بقصورهم ويستعينون بارصدتهم البنكية التي راكموها من عرق الفقراء وعملهم لمواجهة الأزمة ويوفرون كل مقتضيات التوقي والحفاظ على حياتهم وبينما تسارع الحكومات باسم التضامن والوحدة الوطنية الى اقرار اجراءات استثناىية تنمي ارصدة اولياء نعمتها هؤولاء الجشعون ويواصل جزء منهم الاستثمار في الام البشرية احتكارا ومضاربة حيث لا شغل لهم غير الاستثراء والرخاء. وهم يتعاملون مع كارثة انسانية ووباء كونيا باعتباره فرصة يجب استثمارها جيدا .انه الانحطاط الرأيمالي في أبشع تجلياته ...يواجه الفقراء هذه الافة عزلا فيسقطون مرضى وموتى ولم يخلف لهم الجشع الراسمالي لا مستشفيات عمومية ولا خدمات اساسية او دولة راعية تشد ازرهم في المحن والصعوبات و يستطيعون الاحتماء بها في هذه الازمة هذا هو حال شعبنا وحال شعوب العالم التي دمىتها الراسمالية وفي الوقت الذي تطالب فيه المعارضة اليسارية اتخاذ احراءات لفاىدة الفىات الهشة ومحدودة الدخل على غرار تعميم الاختبارات وتوفير المواد الصحية والغذاىية مجانا لهذه الفئىات وخلاص احور العمال الذين احبرتهم الازمة على التوقف عن التمل نجد ان اغلب الحكومات بما في ذلك حكومتنا ترفع شعارات الوكدة الوطنية الزاىفىة وتستغلعا لتمرير الاجراءات لفائدة رجال الاعمال واصحاب المؤسسات في خين لا يتعدى نصيب المهمشين ومحدودي الدخل الفتات وبكل صلل تتجاسر هذه الحكومات على مطالبة وتطلب من المفقرين والموظفين التبرع لتمويل تلك الاجراؤات التخذة لفائدة الميتكرشين ومصاصي الدماء وبدل اقرار ضريبة استثنائيةةعلى الارباح الكبرى وتوقيف سداد المديونية وترشيد التوريد والزام رؤوس الاموال بالمساهمة في محابهة الازمة اختارت الحكومات طريق المهادنة والاستجداء والتعامل مع اصحاب الثروات الطائلة والتي حققوها بتسهيلات مالية وجبائية منحت من ميزانية الدولة وانتزعت من جيوب دافعي الضرائب وهذاالتعاطي من موقع الضف استغله جال الاعمال للتملص من مسؤولياتهم والتمادي في ابتزاز الحكومة ومطالبة العمال والموظفين بخلاص فاتورة الازمة.
لقد كشفت الراسمالية على فضاعة الخيارات النيوليبرالية المتوحشة وتخلي الدولة تن دورها الاقتصادي والاجتماعي وتراجع الميزانيات المرصودة للبحث العلمي واتتماد نهج الخصخصة المعمنة ...ان العلم هو منقذ البشرية وعلى الدولة ان توفر كل الامكانيات اللازمة لتطويرن ولتطوير البحث العلمي وجعلقماره في مدمة البشرية .وفي الوقت الذي تتجه فيه البشرية الى العلماء وتطلب رحمتهم لزم المشعوذون والدجالون جحورهم والتزموا بالصمت الاثناء عجزا واستسلاما "لقضاء الله" وبعضهم هرع كدأبهم الى الشعوذة والممارسات المتخلفة والاوظيف السياسوي الفج للمحنة لعبا على عواكف الناس وخوفهم وراح طيف اخر منهم يعتبر ذلك امتخانا واختبارا من الله ...انه العجز امام الغاز الطبيعة التي تتم مواجهتها بالخرافة والدجل القروسطيين ببنما ينكب العلماء في مخابرهم وتعمل الشركات الطبية على ايجاد لقاح سيتم اكنشافه حتما
كان للانسانية ان تتوقى من هذا المرض لو احكم توظيف العلم لفاىدة البشرية وليس لمراكمة ارباح الاوليقترشيات والأقليات المالية والسياسية المهيمنة في العالم ...كان من الممكن تفادي هذا الوباء وغيره لو تعالمنا مع الطبيعة بمنطق اخر مختلف عن منطق الربح والاستنزاف كان بالامكان مواجهة هذا الوباء باستعدادات افضل لو راهنا على الصحة والبحث العلمي والخدمات الاساسية للانسان باعتباره أثمن راسمال ولكن ذلك ما ترفضه مصالح راس المال النهم والجشع.
سيتم اكتشاف الدواء بعد ان يهلك ملايين من الفقراء وسيحقق اكتشافه للشركات المبتكرة ارباحا ضخمة وسيتواصل عبثهم بالانسان وبالمفقرين وسيستمر اعتداءهم الفج على الطبيعة .

ليس للانظمة الراسمالية غير التعاطي الشعبوي في مجابهة الازمة
الشعبوية هي تعبيرة من تعبيرات الراسمالية وهي شكل من اشكال تجديد الراسمالية لنفسها. ومحاولة منها لتخطي ازماتها فاذا كانت الفاشية هي منقذ الراسمالية من الاشتراكية في منتصف القرن المنصرم ا فان الشعبوية هي المخرج بالنسبة للراسمالية في ازمتها الراهنة او هي الشكل السياسي لتجاوز ازمة اقتصادية مركبة ومعقدة وعنيفة تضع النظام الراسمالي من جديد اما امتحان المشروعية وتؤكد معطى لطالما دافع عنه الماركسيون واثبتته التجارب والازمات المتكررة للراسمالية وهو ان هذا النظام يعاني من مشاكل هيكلية مستعصية لا يرجى منها شفاء وان هذا النظام يحمل اسباب فناىه في بنيته ذاتها ..ان الشعبوية هي راسمالية الخيارات الاقاصادية المتسترة بشعارات ثورجية وشوفينية تستدهف العاطفة والوجدان ولا تطرح خلولا عقلانية للمنظومة حتى وان كانت تتدعي زيفا انها نقيصها وان ها حمل بديلا لتخطي مشاكلها وبعبارة ادق فان الشغدعبوية. هي اجابة مغلوطة لسؤال حقيقي سؤال حوهره مشروعية النظام الراسمالي الذي لم تجن منه الانسانية والاوطان غير المصاىب والحروب والازمات الاجتماعية والبيىية .ان الممارسة السياسية هي المحك لاختبار كل الطروحات السياسية و بالفعل لقد كشفت ازمة كورونا فشل اللنظمة الشعبوية في الدول التي وصلت فيها للحكم فهاهو ترامب رىيس اكبر قوة اقتصادية. عسكرية في العالم يستهتر بالمرض ويواصل في فهلوته وصلفة المعتادين معرضا شعبه الى خطر الموت المحقق والنتيجة هي الاف القتلي في حين تجاو عد.الاصابات الملايين ونفس الشيء يمكن ان يقال على الشعبوية الايطالية التي فشلت فشلا ذريعا في ادارة الازمة ومجابهتها وكانت الحصيلة المصابين والمتوفين كارثية .
• اما في تونس ولىن استطاعت الشعبوية تحقيق نتاىج محترمة سواء من خلال وصول تيارات شعبوية مختلفة الى البىلمان او خاصة عبر وصول ممثلي الشعبوية الى الدور الثاني في الرئاسية .فقد كشفت ااتجربة وحصيلة اداء الرىيس قيس سعيد الى حد الان عن فشل ذريع ولم يتعد منجزاته ارديد الشعارات الثورجية التي يدغدغ بها عواطف الناس ويغطي بها عن افلاسه السياسي في حين انه يمتلك عدة اليات قامونية لتحقيق ما وعد به التونسيين فالدستور يتيح له حق المبادرة التشريعية كما ان مبادراته تتمتع باولوية النظر لقد استمر قيس سعيد في نفس الخطاب السياسي وكاننا ازاء مرشح للرىاسية وليس امام رىيس جمهورية اعطاه الدستور صلاحيات هامة كما يتمتع بمجال مناورة واسع خاصة وانه بامكانه استمالة جزء من نواب البرلمان وتوسيع حزامه السياسي من اجل في تحقيق التوازن وكبح المرامي التغولية لحركة النهضة الحزب الاول في البرلمان ...علينا ان لا نستهين بما يقوم به رىيس الجمهورية ذلك ان مواصلته في خطاب المعارضة رغم ان الدستور يتيخ له امكانيات القرار والفعل عبر تفعيل الفصل 80 المتعلق بحالة الاستثناء في ظرف كالذي نمر به كما ان اقدامه على كسر الحجر الصحي وحالة الكوارى لا يجب ان نتعامل معه بسطحية وباسلوب محكوم بمنطق رد الفعل والحقيقة ان فكل هذه الممارسات تندرج في اطار خطة مدروسة والقاىمين عليها هم فاعلون محليون مرتبكون باجندات خارجية ...ان الهدف من هذه الخطة هو توسيع نطاق الشعبوية وفعلها في تونس وما خرجات الرىيس الليلية الا اسلوب في البروببندا يندف الى خلق نواتات سياسية يعتمد عليها في مواصلة هيكلة حظبه الجديد ( حزب الشعب يربد) اضافة الى تدعيم شعبية الرىيس والخطة واضحة هي تهيىة الارضية للحزب الجديد ليتمكن في الانتخابات القادمة من تحقيبق الاغلبية في البرلمان وفي المقابل ترشح الرىيس لدورة رىاسبة ثانية ممايتني تحقيب الاغلبية في البرلمان والرىاسة في نفس الوقت حتى يتسنى للشعبوية الحكم باريحية وهذا المشروع مدعوم من الخارج فالوربة البديلة للاسلامؤ السياسي والوكيل الجديد لقوى الهيمنة الاستتمارية عي الشعبوية خاصة بعد ان تراجعت تاثير قوى الاسلامي السياسي في المنطقة وفشلهم في ضمان الاستقرار والسلم الاجتماعي بما من شأنه توفير الظروف الملاىمة لتنفيذ الاصلاحات ووصفات صندوق النبد الدولي .
• ان لازمات التي هزت الرأسمالية وما خلفته كل مرة من انعكاسات كارثية على الشعوب وعلى الطبيعة التي تعمقت مع ازمة انتشار فيروس كورونا تبين ان الراسمالية هي سبب معاناة الانسانية وان عالما اخر يكون الانسان مركزه وتتحقق فيه المصالحة بينه وبين الطبيعة يمر حتما عبر تحاوز الراسمالية بخياراتها الاقتصادية والاجتماعية وبنظمها وتعبيراتها السياسية .ان الاشتراكية هي شرط خلاص البشرية.