كارثة الإخفاق المعلوماتي وجه آخر لكارثة الإخفاق الصحي


طارق المهدوي
2020 / 4 / 16 - 10:01     

تمارس مختلف بلدان العالم المعاصر العلاقات الخارجية فيما بينها عبر عدة هيئات اجتماعية واقتصادية وسياسية على رأسها الهيئات الدبلوماسية التي تنقسم إلى عدة أقسام، تأتي على رأسها من الناحية الشكلية الدبلوماسية البروتوكولية التقليدية التي تتولى من خلال السفارات مهام توصيل ومتابعة الرسائل المتبادلة بين مختلف الهيئات الرسمية في بلد التمثيل وبلد المقر، كما تضم الدبلوماسية الشعبية التي تتولى من خلال مكاتب الإعلام الخارجي المهام الاتصالية غير التقليدية بين مختلف الهيئات غير الرسمية في بلد التمثيل وبلد المقر، ودبلوماسية التوثيق وتأشيرات الدخول والإقامة والهجرة التي تتولى من خلال القنصليات مهام استيفاء إجراءات الانتقال الدائم أو المؤقت للمواطنين بين بلد التمثيل وبلد المقر، إلى جانب عدد من الأقسام الدبلوماسية المتخصصة التي تتولى مهام التنسيق بين الهيئات النوعية المتماثلة في بلد التمثيل وبلد المقر مثل مكتب التمثيل التجاري ومكتب المنح والبعثات التعليمية ومكتب الدفاع والمكتب العمالي وغيرها، بالإضافة إلى القسم الأهم من الناحية الفعلية الميدانية وهو الذي يتولى بشكل سري جمع وتحصيل مختلف أنواع المعلومات التي يسعى بلد المقر لإخفائها وإبلاغها بشكل فوري إلى بلد التمثيل، ويتوزع القائمون بهذا العمل المعلوماتي بين مختلف أقسام الهيئة الدبلوماسية علناً كواجهات وسواتر بينما هم يعملون مع بعضهم وفق هيكل تنظيمي سري لا يعرفه غيرهم، ويدير القسم المعلوماتي السري عدة شبكات من المندوبين المحليين ذوي الصلة بمختلف مجالات المجتمع والسوق والدولة في بلد المقر على نحو يجعلهم مصادر معلومات مباشرة وسريعة، ويضيق بلد المقر بهذا القسم ويسعى من جهة لتضليله معلوماتياً ومن جهة أخرى لكشف سواتر القائمين به حيث يتلقى الذي يتم كشفه عقوبات أقلها طرده من بلد المقر، وبالتالي فإن نجاح بلد كالصين يضم حوالي مائتي بعثة دبلوماسية أي حوالي مائتي قسم معلومات في إخفاء معلومات ظهور واستشراء فيروس كورونا عن العالم أجمع لمدة زادت على ثلاثة شهور يعني كفاءة الدفاعات المعلوماتية الصينية كما يعني بنفس القدر الإخفاق المعلوماتي للآخرين جميعاً، وهو الإخفاق المعلوماتي الذي نتج عنه كارثة الإخفاق الصحي سواء في مكافحة الفيروس أو في احتواءه على امتداد العالم كله!!.