إعلام أعلام الشَلَوْلَوْ..!!


قاسم حسن محاجنة
2020 / 4 / 14 - 18:27     

بعد أن اكتشف اللواء عبد العاطي ، علاجاً للإيدز وهو طبق الكُفتة ( وفي لهجتنا بفتح الكاف)، وهو العلاج الذي قضى على الايدز قضاءً تاماَ، مُبرما ونهائيا ، أطلّ علينا جمهرةٌ من "العلماء" النوابغ ، والذين شاركوا العالم فرحتهم ، بالكشف العظيم ، وللحقيقة فقط ، فهي عدة كشوفات علمية مُبهرة وباهرة ومُبَهّرة (من البهار طبعا)، ستقضي على الكورونا في المهد .
أحد هؤلاء العظماء ، تحدث عن وصفة علاجية ، هي المني والطلب (كما في الأغنية : وحقك أنت المُنى والطلب )، وهي وصفة في متناول الجميع ، تجدها في كل بيت تقريبا ، وهي الشلولو (تُنطق كما في العنوان)، ومن مركباتها الأساسية : الملوخية الجافة ، الليمون والشطة ، ولا ننسى الملح طبعا ..
وكم شعرت بالأسى والحسرة على نفسي وعائلتي المصغرة ، لأننا لا نستسيغ طعم الملوخية الناشفة ولا نقتنيها ، لكننا وبعد اجتماع عائلي طارئ ، قررنا أن نتزود هذا العام بالملوخية الناشفة والتي هي المركب الأساسي في الشلولو ، الذي يستطيع القضاء على الفيروسات في المهد .
بينما آخر ، تحدث عن الاستعانة بالتراب ، كوسيلة للقضاء على الكورونا اللعين ، وثالث كشف خفايا وقدرات الكورومونيوم ، وهو نوع من البهارات ، كما قال لا فض فوه ، يقضي على فيروس الكورونا . وعلى هذا المنوال ، ففي حوزة كل عائلة عربية وشرقية ، ثروة من البهارات ، والتي هي ولسذاجتنا كُنا نعتقد بأنها تُضاف الى الطعام لكي تحسِّن نكهته ، فإذا بها العلاج السحري لكل الامراض والفيروسات ..
وفريق ثالث ، وهو السائد على الساحة ، فريق الرُقى الشرعية ، الذي يحتل مركز الصدارة طيلة أيام السنة، ولن يُنافسه على هذا المركز ، لا شلولو ولا كورومونيوم أو تُراب .
وكان ظاهرا للعيان ، غياب النساء عن السُوح الإعلامية ، وبالتحديد ، عن ساحة الكشوف العلمية التي ستقضي على الفيروس وجده الأول ... ولم تطل غيبتهن طويلا ..
فالنائبة (يجوز أن تُفهم الكلمة على وجهين : عضوة برلمان ومُصيبة ) الكويتية التي تريد تحقيق نظرية نقاء العِرق الكويتي العظيم ، من خلال طرد كل الوافدين ، ما عدا البيض من أوروبيين وامريكيين ، تستقطب هذه النائبة ونظريتها عن طهارة ونقاء العرق، ممثلة عريقة ، تُطالب بطرد الأجانب وبالطبع ، ذوي البشرة السمراء أيضا ، والإلقاء بهم في الصحراء ، وليموتوا جوعا وعطشا ، فالشعب الكويتي الطاهر وناصع البياض ، لن يسمح لبضعة دُخلاء ، بتشويه وتلطيخ نقاء العرق وطهارته ..
ويبدو أن النظرية تجد لها اتباعا جددا كل يوم، لتأتي صحفية أو إعلامية ، لتُظهر قرفها واشمئزازها من رائحة المحجورين الأجانب ، في مركز للحجر على أرض "العِرق الطاهر" ... ريحتهم عفنة ، قالت مقهقهة هذه الإمعة ...
إذن ، العلاج الجيد للكورونا وحسب نظرية النائبة – المصيبة، هو بطرد الأجانب العفنين !!
لكن الكشف الأعظم هو بلا شك ، من نصيب كاتبة – زميلة ، لها مكانتها الأدبية ، وتحظى مني ، أنا الفقير لله تعالى، بكل الحب ، الاحترام والتقدير ، وهي الأستاذة فاطمة ناعوت ، التي حدثتنا في مقالتها الأخيرة والمنشورة هنا على موقع الحوار ، عن علاج الكورونا المبعوث من السماء .. وهو عبد الفتاح السيسي، الفارس الذي يحارب الكورونا ويُطارد الفيروس اللعين في كل جنبات الكرة الأرضية .. لكننا لا نعرف حتى الآن طريقة الاستعمال ..
ومعلهش ... فلكل جواد كبوة ...!!!