كورونا العصر، والتكافل الاجتماعي مع المهندس الاستشاري د. سعد جعفر، من آل تويتر، بؤرة ضوء .الحلقة الثانية


فاطمة الفلاحي
2020 / 4 / 10 - 12:49     

كان القدماء قديمًا يرون أن العدالة الأجتماعية تنشأ عن فكرة مجردة تخطر ببال الحكام فيندفعون بها في طريق العدل. وهذا الرأي لا يستسيغه المنطق الأجتماعي الحديث.
فالفكر المجرد عاجز عن توجيه سلوك الأنسان. وما الإنسان في الغالب إلا آلة بيد ظروفه النفسية والأجتماعية والحضارية, إذ لايستطيع الفكر أن يؤثر في سلوك الإنسان إلا ضمن نطاق محدد جدًا.
الإنسان هو الإنسان في كل زمان ومكان. وصديقك الذي تستعذب حديثه وتستطيب مظهره وأدبه, قد يكون من أظلم الناس إذا تولى زمام الحكم. هو الآن طيب لأنه بعيد عن مباهج الحكم. وأنت لاتدري ماذا سوف يفعل إذا جلس على الكرسي وحف به الجلازوه والجلادون من كل جانب. يقول المثل الأنجليزي : (إذا أردت أن تعرف حقيقة الإنسان فأعطه مالًا أو سلطة)
د.علي الوردي من كتاب (وعاظ السلاطين)

- وهذا هو حال الحكومات التي توالت على كرسي الحكم، والتي لم تبالِ بصحة شعوبها في زمن الكورونا.

-أيهما أشد فتكًا، تفشي جائحة كورونا أم يتسلل الإفلاس لاقتصاد الدول ؟
- أيهما أشد فتكًا ازدياد نسبة البطالة أم ازدياد نسبة مايدر في جيوب سراق الوطن؟
- هل التغيرات ستطال الجميع؟

يقول المهندس الاستشاري د. سعد جعفر:

المقدمة التي استهلت بها أميلي ميتالس Emily Maitlis مقدمة برنامج هذه الليلة Tonight على قناه ال BBC مساء أمس، لخصت حالة المجتمع البريطاني، وهو مجتمع يعتمد التكافل الاجتماعي - welfare state- وربما هذا هو حال الكثير من المجتمعات في ظل تداعيات وباء الكرونا.
تقول: " إن مانواجهه الآن هو مشكلة صحية لها تبعات اجتماعية واقتصادية، وهي ذات المشكلة، لها تبعاتها على الصحة العامة للمجتمع. " وتتسائل: ماهو نوع الإتفاق-العقد الاجتماعي- الذي نحتاج أن نعتمده لكي نحد من تفاقم عدم المساواة؟
* * *
كان هذا موضوع حواري بيني وبين زوجتي صباح اليوم؛
-المنطق يقول أن هذه هي أكثر سنوات عمرنا وكفاحنا راحة ومتعة، بعيدون عن قيود العمل ومسؤولية تربية الأولاد، وإذا بهذا الوباء يغير كل شيء.

-علينا أن نفكر بالآخرين من حولنا، أولادنا مثلاً!

فقد كانت رحلة كفاح طويلة، استطعنا أن ندرس ونعمل ونكوّن عائلة ونجحنا في ظروف أكثر إنصافًا من هذا الوقت.
- ماذا عن أولادنا وهم في بدايه حياتهم العملية، أو أولاد أقراننا وأصدقائنا العراقيين الذين عاشوا سنوات الحصار والحروب ونشأوا في زمن الطائفية والميليشيات ومن سرقهم باسم الدين؟
وجاءهم الوباء لينسف كل الآمال.

-البطالة وفقدان الأمل في مجتمعات تفتقد إلى العدالة والمساواة فهي أكثر فتكًا، وستطال من هم ليس لهم إلا شبابهم وتحصيلهم واندفاعهم للعمل والبناء.

-الإفلاس الاقتصادي الذي سيتركه الوباء سيزيد الغني غنى والفقير فقرًا.

انتظروا قادمنا