من المذكرات الشخصية - في نقابة المحامين بدمشق - على جدار ثورتنا المغدورة . رقم 260


جريس الهامس
2020 / 4 / 5 - 23:37     

من المذكرات الشخصية: في نقابة المحامين بدمشق - على جدار ثورتنا المغدورة رقم 260
وجدنا بعد دراسة ميدانية... بعد خروجي من سجن المزة النازي في مطلع عام1978عدم جدوى العمل الحزبي التقليدي في نظام النازية الأسدي المدعوم من الدولتين الكبيرتين وإسرائيل. الواضح لكل ذي بصيرة وبصر..هذا النظام النازي العنصري والهمجي الذي حكم سورية الحضارة والتقدم بالقتل المبرمج والقمع والإرهاب , واللصوصية والبلطجة التي تجاوزت مافيات شيكاغو وأمريكا وحشية وقذارة ..وهذا ما توضح جلياً في ماجرى على الساحة السورية..قبل وبعد الثورة السورية الرائدة والمغدورة .. وفي أحزابها الملغومة والمؤدلجة والمشخصنة كلهامنفردة أو متجمعة حول : التجمع الوطني بقيادةالإخوان المسلمين و جمال أتاسي وزير إعلام البعث بعدالثامن من آذارالذي ألغى الصحافة الحرة في سورية في حكومة صلاح البيطاروصادر مكاتبها ومطابعها أيضاً..والتي كانت كلها أحزاب إصلاحية تجاوزتها المرحلة ..وكانت تهدف لترميم وإصلاح النظام..مع بقائه اللاشرعي .. لاتغييره والعودة ٌلإرادة الشعب المستعَبد...
في هذا المناخ الإرهابي الفاشي كانت كل المنافذ الديمقراطية للنضال الوطني مسدودة أمامنا ...لم يبقَ سوى العودة للجماهير المستعبدة أي للطبيعة أمنا ,,والتحرك عبر منظماتها النقابية العلنية في حال وجودها ...وبعد تدقيقنا الجماعي وجدناأن النقابات العمالية التي كان من المفترض أن تقود النضال الطبقي والوطني :كلها عناوين وهياكل عظمية لاحياة فيها يسيطر عليها جيش المخابرات النازية والضفادع التابعة له ..بإستثناء رفاق مخلصين أوفياء لنا وللوطن مكبلين وكنا حريصون على سلامتهم في نقابات دمشق وحلب واللاذقية العمالية خصوصاً....
لذلك لم يبقَ أمامنا سوى النقابات العلمية التي بقيت سليمة لأنها منتخبة ديمقراطياً وهي ::نقابات المحامين - والأطباء - والمهندسين - والصيادلة - ومعها رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان الأولى بدمشق التي كنامن مؤسسيها مع وطنيين شرفاء من جميع الإتجاهات والأطياف الوطنية في سورية
وكانت مجمدة بأمر من النظام فأعدنا باب الإنتساب إليها لعشرات المحامين والكتاب والمثقفين دون أن تملك مكتبا خاصاً لها.وكان على رأسها :الدكتور موفق الكزبري - وشيخ المحامين الوطنيين أستاذي نزار سعيد - والعميد المتقاعد بشير صادق - والزملاء : ميشيل عربش - وماجد عزو - ومصباح الغفري - والشاعر محمد الحريري وغيرهم...
وعقدنا المؤتمر العام لنقابة المحامين في حزيران 1978 بعد تقديم عريضة من الهيأة العامة لبحث وضع النقابة والوضع العام وتدهور حقوق الإنسان في البلاد وجعلنا من هذا المنبر وسيلة عامة لطرح مطالبنا وشعاراتنا في تلك المرحلة والتي كان أهمها بإيجاز :
1_ إلغاء القوانين والمحاكم الإستثنائية - والميدانية وفي مقدمتها ( محكمة أمن الدولة )- في سورية وإحالة جميع الدعاوى للقضاء العادي ..
2- إلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية المفروضة على شعبنا السوري بالأمر العسكري رقم 2 تاريخ 8 آذار 1963 الذي لم تحدد مدتها وبقيت مطبقة حتى اليوم ولاتزول إلا بزوال النظام الأسدي ..
3 -- إطلاق الحريات العامة وطليعتها حرية الصحافة والفكر وإحترام الرأي والرأي الآخر..وحرية النقابات والأحزاب , ومنظمات المجتمع المدني ..
4-- إحترام وتطبيق مبادئ " الإعلان العالمي لحقوق الإنسان " التي كانت سورية البرلمانية أول الموقعين عليه ..
5- تطبيق مبدأ فصل السلطات ومنع السلطة التنفيذية من إصدار أي تشريع متجاوزة حدودها
6- رفع يد السلطة التنفيذية وسلطة الحزب الحاكم عن : المحكمة الدستورية العليا - وعن مجلس القضاء الأعلى الذي يعين القضاة وتطبيق مبدأ: إستقلال القضاء
7 - إطلاق سراح جميع المعتقلين كيفياً ودون أية محاكمة ..أو إحالتهم إلى محاكم القضاء العادي بعد توفير حق الدفاع لهم .وتحولت نقابات المحامين في جميع المحافظات السورية إلى منابر للحرية وخصوصاُ في دمشق و حلب ودير الزور وحماة ,واللاذقية بفضل مجالس نقاباتها والمحامين الوطنيين المعروفين فيها الذين تعرضوا للإعتقال والتعذيب بعد حل النقابات كما سيأتي.....
-- يومها لأول مرة يشعر الطغاة بالخطر..ويسرعوا للتفاوض مع مجالس النقابات ويحشدوا كل أنصارهم بما فيهم الشبيحة للإعتداء علينا ويفشلوا في مؤتمرات النقابة .. يومها أطلق الطاغية المقبور حافظ الأسد مقولته في قصر المهاجرين نقلها لنا صديق مخلص يعمل في مكتبه الصحفي وهي حرفياٌ :( هذول - أي هؤلاء - يقصد المحامين أخطر علينا من الإخوان المسلمين الذين يطلقوا الرصاص علينا .) وبعدها مباشرة طلب نائبه عبد الحليم خدام تشكيل وفد من النقابة للحوار معه,. في مقر القيادة القطرية بدمشق ...وإلى الحلقة القادمة - تحياتي - 5 / 4 - لاهاي