كورونا – والموت المقدس


طلعت خيري
2020 / 4 / 3 - 03:12     

أن انتشار الأوبئة دليل على اقتراب نهاية العالم، وأنَّ الفرس وراكبه المذكورين في سفر الرؤيا (6: 8)، إنما يُشيران إلى واحدة من أهم علامات نهاية العالم، التي تسبق المجيء الثاني للمسيح، وهي انتشار الأوبئة القاتلة للبشر، وفي تفسيره لهذا النص من سفر الرؤيا يذكر هنري أيرونسايد أنَّه عندما فُتِح الختم الرابع، ظهر فرسٌ باهت يمتطيه الموت. الكلمة الأصلية تعني باهت أو أخضر أو مطلي بالكروم. لعل الترجمة الأفضل هي فرس "شاحب"، أي بلون الجثة أو الجيفة. علامَ تدل هذه الصورة؟ على وباء الطاعون، الذي كان دائماً يأتي إثر الحروب والمجاعات. لقد عانينا من مثله قبلًا (في هذا العام المنصرم). ولكن التحقيق الكامل لهذا إنما هو أمر قريب؛ ويقول مفسرٍ أخر، إن راكب الفرس الأخير اسمًا: ‏"الموت"‏ وهو الوحيد بين الفرسان الأربعة الذي يُظهر هويته مباشرة. ‏وبشكل ملائم، ‏يركب الموت على فرس شاحب، لأنَّ الكلمة شاحب تُستعمل في الأدب اليوناني لتصف وجوهًا مصفَرَّة، ‏كما لو كان بسبب مرض. ‏وبشكل ملائم أيضًا، ‏ فإنَّ الهاوية (أي المقابر)‏، تتبع الموت عن كثب بطريقة غير موضَّحة،‏ لأنَّ الهاوية تستقبل العدد الأكبر من أولئك الذين يقعون ضحيّة ويلات الفارس الرابع. وقد أدرج مايكل سنايدر فيروس كورونا في "قائمة 10 ضربات تصيب كوكبنا في وقت واحد"، وقد رتبها على النحو التالي:

الضربة الأولى جيوش الجراد، والثانية أنماط الطقس الغريبة والمتغيرة، والثالثة فيضانات غير مسبوقة، والضربة الرابعة الزلازل الكبرى، والخامسة الانفجارات البركانيّة غير العادية، أمَّا الضربة السادسة فيروس كورونا، والسابعة حمى الخنازير الأفريقيّة، والثامنة إنفلونزا الخنازير H1N1، والتاسعة والعاشرة إنفلونزا الطيور H5N1، H5N8. وفي حين غرَّد شخص أخر على تويتر قائلًا: "إنَّ نهاية العالم ذكرها الكتاب المقدس، حيث سيموت ثلث العالم سيموت من الوباء والمجاعة والأمراض". أكَّد إرميا جاك من موقع كنيسة الله في فيلادلفيا عن وجود علاقة لا جدال فيها بين تفشي فيروس كورونا الأخير والطاعون المروع الموصوف في كتاب الرؤيا. 2) فيروس كورونا وباء سينقضي كغيره. يعتقد أصحاب هذا الفكر، إنَّ كل يومٍ يمضي بنا إلى نهاية العالم الآتيّة لا محالة، وأنَّ المجيء الثاني للمسيح حقيقة مؤكدة، علَّم بها الكتاب المقدس في نبوات العهد القديم والجديد، وكما تحقق المجيء الأول للمسيح، سيأتي ثانيّة، وقد علَّم المسيح عن مجيئه الثاني عدة مرات منها ما جاء في (متى 24، مرقس 13، لوقا 21)؛ وقد أكدَّ المسيح في كل مرة يُعلِّم فيها عن مجيئه ثانيّة، أنَّ "ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدهُ"؛ ثم يُردِف قائلًا: "اِسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ" (متى 24: 36، 42).

يكتب ج.أ وليامسون، عن الفهم الخاطئ لتعليم المسيح عن مجيئه ثانيّة وربط هذا التعليم ببعض العلامات مثل الحروب والأوبئة وغيرها، فيقول: "إن الحروب وأخبار الحروب لم تكن من علامات المجيء الثاني للمسيح"؛ أمَّا عن الأوبئة، فدراسة بسيطة لتاريخ الأوبئة التي اعتقد مفسرو الكتاب المقدس أنها علامات على نهاية العالم، تكشف لنا خطأ هذا التفكير، فقد هاجم الطاعون الأنطوني العالم ما بين عامي 165 و180 ميلاديًا، متسببًا في موت 5 ملايين شخص؛ ثم انقض "طاعون جستنيان" ليقتل بنحو 50 مليون شخص، أي ربما ما يعادل نصف سكان العالم في ذلك الوقت، وصولًا للطاعون الأسود الذي هاجم العالم في القرون الوسطى، فقتل أكثر من 200 مليون نسمة، وقضى على ثلث سكان أوروبا، وليست الإنفلونزا الإسبانيّة بعيدة عنا (1918)، فقد قتل فيروسها ما يقرُب من 50 مليون شخص في عام واحد فقط وأصابت ربع سكان العالم؛ وفي كل مرة يعظ المفسرون بأنَّ هذه الأحداث والأوبئة مُتنبأ بها وعنها في الكتاب المقدس. يقول مايكل براون، الأستاذ والمحاضر في عدد من المعاهد اللاهوتيّة: "أُدرِك خطورة هذا الفيروس. لكننا نُخطئ إذا ربطنا بين نبوات الكتاب المقدس عن نهاية العالم، وبين اعتقادنا أن فيروس كورونا هو طاعون نهاية العالم؛ ما أفهمه هو أنه سيكون هناك اضطراب هائل قبل نهاية العالم، لكنَّ سيكون هناك أيضًا تدفق روحي عظيم؛ وفي كلتا الحالتين، ما هو واضح بالنسبة لي أنّه لا ينبغي لنا أن ننظر إلى فيروس كورونا على أنه طاعون متنبأ به في سفر الرؤيا،

إذا وضعت ثقتك في المسيح وآمنت به في قلبك، واعترفت به بفمك، خلُصت، "لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ" (رومية 10: 9)؛ وكل الذين أمنوا بالمسيح أعطاهم سُلطانًا أن يُصبحوا أولاد الله، "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ" (يوحنا 1: 12)؛ وأولاد الله لهم الوعد أن يُبرروا ولن يواجهوا دينونة الله، يقول الكتاب المقدس: "إِذاً لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ" (رومية 8: 1)؛ ولكل أولاده المؤمنين به، يقول المسيح: أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً. وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً" (يوحنا 14: 2، 3).

إنَّ أفضل استعداد لفيروس كورونا هو معرفة مكانك. يقول يسوع أنك إما له أو ضده (متى 12 :30). لا يوجد بينهما. لذا إذا لم تكن قد اتخذت قرارًا بقبول يسوع المسيح كمخلصٍ شخصي لك، أشجعك على القيام بذلك الآن. ويكون فيروس كورونا قادك إلى اتخاذ أفضل يضمن لك حياتك في المسيح، فتشدو مع بولس الرسول: "لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ" (فيلبي 1: 21).

https://www.linga.org/varities-articles/MTA0NDc

تعليق

عندما تصبح الكارثة جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان العقائدية الى ان وصل به الحال الى القبول بالموت لأنفسه من اجل قضيه لا ندري مدى صحتها فحن في كوارث وليس كارثة – ففي القطعة أعلاه يقول صاحب المصدر-- ان أفضل شيء لمجابهة كورونا ان تكون مع يسوع المسيح لا ضده -- إما له أو ضده (متى 12 :30). فإذا قبلت بيسوع كمخلص فاعلم ان فيروس كورنا قد قادك الى ذلك –وبهذا القرار ضمنت الحياة الأبدية مع يسوع المسيح -- وان متًّ بسبب كورونا فذلك ربح لك أيضا في الحياة الأبدية مع يسوع المسيح --- لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ" (فيلبي 1: 21). أنا متأكد -- لولا خوف أمريكا والغرب من انقلاب العالم سياسيا الى الاشتراكية لتركوا شعوبهم يموتون موتا مقدسا لضمان الحياة الأبدية مع يسوع المسيح – ولتعلم الأديان السياسية ان الشيوعية الملحدة حسب ادعائهم هي من تقود العالم اليوم الى النجاة بتدابيرها الناجحة