حكاية العرّاف والمجتمع الأعمى


محسن لفته الجنابي
2020 / 4 / 2 - 20:55     

مَرِض أحدهم فذهب للعرّاف فكتب له تعويذة لفّها في (حرز) وعلقها بخيط وقال للمريض ألبسها وإياك أن تفتحها ، وستشفى
فلما خرج المريض للشارع نال منه الفضول وقرر أن يفتحها ويقرأها
فوجد أرجوزة تقول:
طاب ماطاب طوب طبّه
عاش ماعاش قابل آني ربّه !
يقول الراوي أنه رماها في أقرب حاوية وظلت يداه ترتعشان حتى هوى من الصدمة
هذا ماسيحصل مع المرضى النفسيين الذين يقودون الآن حملة لكسر حظر التجوال تحت ذرائع شتى !
تمادوا لدرجة أنهم أطلقوا هاشتاك لكسر الحصار بدأ منذ الليلة الماضية !
بالطبع نعطي الحق للكسبة والمحتاجين لأن ظروفهم صعبة
ولكن أين دور الباقين الميسورين الذين يقطنون بالقرب منهم , فلايوجد حي في العراق يخلو من العصاميين من قدماء النعمة , ولا من الأغنياء محدثي النعمة
هؤلاء يقع عليهم واجب المساعدة للفقراء والكسبة , أقول واجب وليس مستحب ولايعتبر فضلاً
فالذي يقدم المساعدة اليوم هو في الحقيقة يشتري حياته وحياة أسرته بتلك المساعدة ويحافظ على (نعمته) التي يحرص عليها أكثر شعبه
لقد أختلفت الأمور وصار الخطر متساوي , لايعترف بالطبقة ولا بالمال ولا بالسطوة
حيث الخروج والإختلاط سيجلب الوباء للجميع وبضمنهم الميسورين أيضاً ولن يسلم أحد من التهلكة ..
الأجهزة الصحية لايمكنها ان تستوعب أعداداً أخرى وهي لاتعالج بل تخفف فقط من الأعراض المؤلمة
والعلاج لم يتوفر لحد اللحظة
والوباء خطير وينتقل بسرعة
ويبقى الحل الآن (بالحظر فقط) وبعكسه الإبادة الشاملة !