موت الطفولة والديمقراطية ؟


احمد مصارع
2006 / 6 / 10 - 11:11     

موت الطفولة والديمقراطية ؟
الأطفال ولعبة الديمقراطية ؟
شهر تموز يغلي ويفور , فمن أين يأتي البرد وبالقرب منك , في غرفة من المنزل , ثمة (فخيرية ) تشبه الموقد أو التنور , حيث الصاج المحمر من قرم الحطب , فالبيت مصنع صغير لإنتاج الخبز العائلي , خبز الصاج , فحيث لا حياة بدون خبز , حتى في الجحيم ؟.
الأرض التي نعيش عليها , تجود علينا حين يغمرها الفرات بفيض عظيم , بأحلى أنواع البطيخ الشمام , في رائحته العذبة , وبابهى الألوان , من الخضرة الداكنة الخارجية نحو القلب ألشهد العسلي , ومن ضرع النعجة الحليب تصنع جبنة مملحة من ملاحات الفرات حيث الأرض النزاز, ليكتمل الغذاء , وتنمو نبتة الإنسان , في أقسى ظروف العيش من الزمان والمكان .
حين لايمكن للكبار الجرأة حتى على المشي البطئ , في حر تموز اللا هب , كنا نلعب كرة القدم الناس في فترة القائلة القاسية , يتناومون كالسمك في المقلاة في الجهنم التموزية , حيث تغلق المدرسة أبوابها , وتغط في سبات عتيد , لتبدو أمام مشاهدها كالأبنية الأثرية المهجورة , ولكن ذكرياتها القريبة من العهد ألشتائي القديم , تتهددنا على الدوام بعودة الحياة المقيتة إليها من جديد .
قال الشاب الجدع , (بالجيم الثقيلة ما قبل القاف ), وقد سميناه كذلك لأنه كان المدافع الشرس عن أولاد الحارة , من كل اعتداءات قد تحصل علينا من عجيان الحارات الأخرى .
- تبدون كالزلم ..( كالرجال )
حين انتبهنا إليه قال ضاحكا - لكن في الفيلم
رد عليه أحدهم - لانحن كذلك بالصحيح ..
قال مشجعا - يا ليت ..
طلبت منه أن يشرف على انتخاباتنا الديمقراطية لاختيار رئيس لفريق حارتنا من الأشبال لكرة القدم , في حين أصر منافسي المنسحب خجلا على عدم لزوم الجولة الديمقراطية للانتخابات , مدعيا بأنني أستحق الرئاسة بدون انتخابات , وهو على حد علمه فلا احد من أعضاء الفريق يمكن له أن يحتج على رئاستي للفريق , فرفضت عرضه السخي , وادعيت بأننا أبطال ( زلم )وليس أبطال في فيلم , وكان قد أصر على رجائه , وحين قلت له : - ألم ترى بعينك الانتخابات الديمقراطية تجري في كل النوادي لانتخاب رئيس , وكيف ينتخب أعضاء النادي الرئيس , أجاب بكل بساطة :- إذا كان القاضي راضي فما دخل (علاقة ) المفتي ؟
قلت بصرامة :- لنجري انتخابات حسب الأصول , وليكن الجدع ( أبو طافش ) هو الحكم .
قال أبو طافش متحمسا :- هيا لنجر الانتخابات ..
أحضروا الأوراق والأقلام , ولنبدأ ..أولا
- أيها الفريق من يرشح نفسه ؟
- :لا أحد ؟
من ترشحون
- س
هل من مرشح آخر؟.
قلت بصوت مرتفع : أنا سين أرشح ص
قال محتجا بخجل : لا أرشح
قلت آمرا : بل سترشح ..
قال أبو طافش : بدون منافس , سيكون هناك تعيين , ولن تكون هناك انتخابات ديمقراطية وسيكون الرئيس منقوص الشرعية .
همهم البعض , حسنا .. ليكن ص..
بدأ التشاور بإشراف أبو طافش ,من أجل انتخابات نزيهة ؟
قال أبو (طافش ) شارحا لأعضاء الفريق
:- بما أنكم في شهر الصيف , على المرشحين أن يختارا , أحد الرمزين التاليين : البطيخ الشمام , أو الدبشي ( الجبس , الدلاع ) ..
في جلسة سرية بعيدة عن أطفال الحارة ,اخترت على الفور البطيخ الشمام , بينما قال منافسي المكره على المنافسة , لابل أنا البطيخ وأنت الجبس ..
حين سألته لماذا ؟ لماذا تعاند؟!!.
أجاب بود وأخوية :
-: لأن من سيختار البطيخ هو الخاسر , فاسمع كلامي ولو لمرة واحدة .. أنا أعرف ما لذي يفضله غالبيتهم فلا تعاندني هذه المرة أرجوك ..لا يوجد غيرك في الفريق من يفضل البطيخ الأصفر على الجبس الأخضر ..
قلت له بتحد : لايهم من سينجح ؟ المهم أن تكون الانتخابات ديمقراطية ..الأمر جدي ..
كانت نتائج فرز الأصوات مذهلة , فقد حصلت على صوتين فقط من بين العشرات , وبما أنني أعرف خط( ص), ولكي أعرفه فقد وضع إشارة على ورقته لكي يؤكد لي صدقه , وتفاجأ كل الفريق بسوء اختياري للرمز المناسب !؟.
وكان ماكان , وتحولت الى مستشار له , أعد القرارات بينما يعلنها صديقي كرئيس منتخب للفريق , كل ذلك كي نصير (زلم ) رجال في الواقع ,بدلا من زلم في فيلم ,أو الى كومبارس في الفيلم الديمقراطي الطفو لي ؟, واليوم لم نعد نعرف ! بل قل نسينا , من هم الرجال ؟ من هم الأطفال؟ , وقد انقطعت الطفولة , وماتت قبل موت طفولتنا: الديمقراطية ؟!.