|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
رداء الوضع البشري وفضيحة الفايروس!
الفايروس الملكي المتوج بالرعب الهستيري والاجتياح العالمي.هذا البعبع العولمي الجديد الخفي الجواب الذي لايستقر ويتحرك بسرعة عبر الدول دون جواز او هوية،الذي هز الارض وسكانها ودحرجها بخفة وهستر ناسها بخبال كوني.هذا الكيان الميكرسكوبي غير المرئي الذي انزل خليفة الارض المزعوم و المنصب سماويا،وسفله الى حضيض الكائنات المسترقة والاسيرة ،وجعله يصرخ هلعا ويطلب العون من شياطينه واطيافه ومخلوقاته السماوية-الروحية التي تغيب وتسبت في الاكتفاء والرفاه وتحضر في الازمات و الملمات!وجعلته يلجا بقطعانه وجموعه للبيوت متواريا خلف ابواب مغلقة وهو يرتجف هلعا كاطفال مذعورين من مجهول قادم و لاحول لهم ولاقوة،فاصبحت الارض موحشة بغياب البشر وحركتهم اليومية.هذا الامبراطور كوفيد19- التاسع عشر الذي توج نفسه بنفسه دون بابا ولامجلس لوردات!.يطوف اليوم ومنذ شهور عبر القارات ومدن العالم المكتظة وحيدا كغجري أفاق، دون اساطيل ولااسلحة دمار شامل ولاصواريخ بالستية برؤوس نووية ولا دورونات مسيرة.هذا الكيان المجرد الا من مورثاته من الدي .ان. اي ،او الار. ان. اي،حساء الاحماض النووية،وتلك الجزيئات التي تحمل شفراتها الجينية بغلافها البروتيني الدهني الحامي لتلك الجينات عند وجودها خارج الجسم المضيف،هذا القوام ماقبل الخلوي الذي يحتاج لمضيف بايولوجي يستوطنه وبالتحديد داخل الرئتين حتى يستمد الحياة ويتطور ويتكاثر وينتشر داخل الخلايا الحية.بلبل وصدم العالم،وكسر نمط الحياة والسلوك والتعامل الاجتماعي، وزرع الخوف الملتاث وهاهو يدمر ببطء النظام الاقتصادي النيوليبرالي المتوحش ويقوده نحو مجهول كارثي ستعاني منه شعوب الجنوب اكثر و بمتوالية هندسية لفقرها وتخلفها،ومامظاهر الركود وانخفاض اسعار النفط والخامات والشلل في الانتاج والخدمات بأسثناء القطاع الصحي والذي هو ايضا يعاني من القصور والعجز في السيطرة على الفايروس.فعالم اليوم في حالة حصار وطواريء وازمة على كل المستويات والصعد.عالم يرزح تحت تأثير الصدمة الوبائية المدمرة للانسان والعمران،فمدن العالم المكتظة باتت اليوم مدن مهجورة شوارعها وساحاتها خالية من البشر صامتة كالمقابر!.من فعل كل ذلك؟!. انه الكورونا,, فيروس نبيل بلا نوايا شريرة، وليس كما يوصف ويلعن ويشيطن ويلبس بالشر والخبث والمكر والعداء للبشر فهو ابعد مايكون عن خبث وشر وعداء الانسان لاخيه الانسان،فلا هو خبيث ولاشرير ولا ذكي انما هو عكس للبشر نوازعهم المظلمة المختبئة في اغوارهم السحيقة!كما فعلوا في سياق آخر من تغريب وسلخ اجمل مافيهم من خير وجمال وعدل ونسبته لكائن علوي مفارق.ففايروسنا الكوروني الارستقراطي هو مجرد مكون دقيق اصغر بكثير من ابسط الكائنات المجهرية،يقف على عتبة الخلية بايولوجيا لا هو في الخارج ولافي الداخل تماما،لم يبلغ الكينونة الخلوية بعد ،بدائيا وبسيطا لم يبلغ بني جرثوم،و لاآل مكروب ولا كل قبائل البكتريا في سلم التطور،ولكنه يبقى وعلى الضد مما يتصور الناس من افتراضية شرانيته ونيته الخبيثة لألحاق الضرر المتعمد وتدمير مضيفه!.ان خط ودورة سيرورته هو الانتقال الى مضيف يستقبله،و حالما يدخل في انسجة البشر،اكبر الكائنات تطورا في سلسلة الاحياء، ليستقر فيكون مآله الاقصى هو التكاثر وتوطيد وضعه الجيني كفايروس.هذا الغزو الفايروسي غير المسلح وبدون جيش احتل شوارع وساحات المدن وعواصم العالم الخالية من البشر الذين احتجبوا خلف جدران بيوتهم كارانب هاربة تحتمي بجحورها!.هذا المشهد الصادم كشف بلا لبس وعرى بلا حياء الوضع البشري البائس،ومدى هشاشة الانسان وضعفه وعجزه،وهو سيد الكائنات،ليس امام عناصر الطبيعة وظاهرها المدمرة من:اعاصير وزلال وبراكين فحسب،بل وامام من هو في القيمة الوجودية يشكل صفرا،اي ابسط اشكال المادة المخلقة وغير المخلقة،الكلاسيكية والمستحدثة،الطبيعية وهي الاكثر وفرة في البيئة الطبيعية والمنتجة في المختبرات ومعامل انتاج الاسلحة الجرثومية،الفايروسات!.فماهو الانسان المكابر بشموخه الاجوف وكبرياءه المنخور وهو بهذا التداعي والضعف السافر؟!.انه لاشيء!.نعم لاشيء امام جبروت تلك الجزئيات الجينية التي لاترى بعين ذلك الانسان المتجبر على اخيه الانسان!.رغم ان تفخيم الذات واضفاء القداسة على التصميم الميتافيزيقي للانسان،فارضه مركز الكون ،والانسان متمركز على ذاته كارقى واقدس كائن،،ويملك كل السيطرة على مصيره ووعيه!.كل هذا انهار منذ كوبرنيكوس وداروين وفرويد.
|
|