الخطاب الديني والكورونا...


قاسم حسن محاجنة
2020 / 3 / 29 - 17:40     

فَرِح أنصار الإسلام السياسي كثيرا بالكورونا في مراحلها الأولى ، فهي وعند تفشيها في ووهان الصينية ، كانت عقابا من الله للصين والصينيين على قمعهم للأقلية المسلمة هناك ، أي شعب الايغور... وعلت الأصوات متشفية ،جذلة ومنتشية بفرحة النصر على أعداء الإسلام والمسلمين ... وأن عذاب الله ، الذي تلبس بلبوس الكورونا، هو البرهان والدليل على سمو ورفعة المسلمين .... رغم أنهم يقبعون في الدرك الأسفل للحضارة البشرية، إلّا من رحم ربي ...
ويزحف فيروس الكورونا ، نحو الغرب الكافر ومعقل النصرانية، لتتعالى الأصوات بالفرح والمرح، على أعداء الله ، عبدة الصليب والمعتقدين بالثالوث .... فقد حان آوان عقابهم الرباني على ما اكتسبت أيديهم ... رغم أن أيديهم كسبت وما زالت تكتسب العلوم ... النافعة للبشرية جمعاء...
ويأتي الدور على ايران المجوسية الشيعية ، التي تريد القضاء على أهل السنة والجماعة ، الذين " اصطفاهم" رب العباد ، لكن هيهات هيهات ... فجند الله من الفيروسات ستُعلي راية أهل السنة والجماعة ، ولن تقوم للمجوسية قيامة ..
لم ينتشِ فيروس الكورونا من المدائح التي كالها له ، أنصار الإسلام السياسي، وأغار على المسلمين في بلدانهم ، دون تمييز بين طوائفهم وأصبح يهدد كينونتهم المهزوزة أصلا ، فلا وقاية ولا علاج، لا مختبرات ولا مستشفيات ، تؤهل هذه المجتمعات لخوض معركة مع "صديق" انصار الإسلام السياسي السابق ، والذين هللوا وطبلوا له طويلا ، وتشفوا بمن سبق وطالتهم هذه الكارثة ..
وتتم العودة الى المربع الأول للإسلام السياسي ، وهو شعار "العودة الى الله" ، الذي كان سلاحهم الأول ، المجرب والفعّال ... وهو يفترضُ بأن المسلمين قد ابتعدوا عن دين الله ، لذا فإن الله يعاقبهم..حتى أن العلماء الأجانب من يابانيين ، أوروبيين ، صينيين وامريكان ، بدأوا بالدخول في دين الله أفواجا ، ومسيرات التكبير تجوب عواصم العالم ومدنه ... فعودوا أيها المسلمون الى الإسلام ..
ورغم أن الغالبية العظمى من المسلمين ، وتحديدا الفقراء والبسطاء، يقومون بواجباتهم الدينية من صلاة وصيام وعبادات أخرى ، إلّا أن الإسلام السياسي ، لا يرضى منهم ذلك ، فهم بعيدون عن الدين ، طالما لم يسلموا زمام أمورهم له...
إذن ، السبب في انتشار الفيروس في بلاد المسلمين ، هو محمد بن سلمان ، وذلك لأنه أتاح وأباح الترفيه في بلاد الحرمين ، فما أن أباح الغناء والرقص في بلاد الحرمين ، حتى أُغلقت الكعبة في السنة ذاتها، لا صلاة ولا عمرة ... وكل هذا ، رغم إيمان المسلمين بأن الكعبة هي بيت الله المفتوح لجميع المسلمين.... فما ذنب المسلمين لكي يغلق الله أبواب بيته أمامهم، بجناية ملك أو أمير ؟!
لكن الأنكى من ذلك ، هو عدم انضباط الكثير من المسلمين ، لتعليمات أهل الإختصاص وهم ، الأطباء وعلماء الفيروسات والباحثون في الأوبئة وانتشارها ، ويفضلون عليها دعاء من شيخ دجال ..!! أو من مُعالج بالوهم ..
تتطور المقولات والتفسيرات ، لكن كورونا لا يحابي أحدا...