لمن المشتكى واين المفر ومن المستجيب ؟؟


علي عرمش شوكت
2020 / 3 / 28 - 17:49     

عذراً اخترنا هذا العنوان الذي يتسم بالضعف والخوف معاً او ربما يخلق الاحباط لدى البعض. مع ان هذا ما يسود في اوساط الناس الذين لا يرون في الطبقة الحاكمة انها جديرة بايجاد مخرجاً، او حتى لديها نوايا بالاتيان بحل لـ " جائحة كورونا " التي تولت العالم بطبعها الوبائي المنفلت، وغدا طوفانها المركّب يعم القارات الخمس، دون رادع يذكر الى حد هذه الساعة. ما عدا التعاويذ وحرق البخور لدى الاوساط المتمسكة بالسلطة كما يبدو. ان حالهم يذكرنا ببعض القبائل التي قامت بتمرد في اوائل السبعينيات من القرن الماضي في جزيرة " ابه " السودانية. وعندما قامت طائرات " الميج " الحكومية بقصفهم راحوا يحرقون كميات كبيرة من البخور، مصحوبة ببعض التعاويذ، ايماناً منهم بان ذلك سيسقط الطائرات القاصفة !.. اما اليوم يبقى العوم نحو شواطئ النجاة البعيدة كما هو واضح ، من شأن له قدرة على قيادة سفينة البلاد بجدارة للخلاص من المحنة .
نعود الى ما يعنيه الجزء الاول من جوهر العنوان " لمن المشتكى ؟ " لان الناس طفح لديها الكيل، ونزلت الى الشوارع بانتفاضة عارمة ضيقت الخناق على الطبقة الحاكمة الباغية. غير ان " كورونا المستجد " اللعين جاء ليحد من زخم التظاهرات، مما فتح باب فرج للمتسلطين. الامر الذي اعاد لهم تنمرهم وجدد شراستهم ضد ابناء شعبهم. فاخذوا يتوعدون ويهددون ويمارسون مبادئهم بالقتل وممارسة السرقة، والاصرارعلى فرض رموزهم الساقطة من جديد. اما الجزء الثاني من العنوان " اين المفر " فهو لا يعني ان الناس يبحثون عن مكان اخر للخلاص بجلودهم، انما تراكم الغضب لديهم الذي غدا في محوره الحرج القابل للانفجار. سوف لن يرحم من لم يرحم شعبه من الرابضين على سدة الحكم. وهنا السؤال يطرح: الى اين سيكون مفرهم .؟، الى الغرب فهو عدوهم والى الشرق " كورونا المستجد " لم ولن تفتح لهم باب فرج هناك لكونها ماضية بقسوة، ولن يُرحب بهم جنوباً او شمالاً بفعل الخصومة المذهبية وغيرها.
ان الصراعات الداخلية فاقت حدتها على مستوى الخلافات الخارجية وبفعلها تهاوت ما تسمى بالبيوت المذهبية. لأن المصالح الذاتية والحزبية تلبستها خلافات تناحرية الحادة. فانفجرت ناراً ولم يبق تحت خيامهم دخان فقط. ان كافة المؤشرات تنبئ باختمار "الوضع الثوري" وبسؤال مرارته علقمية نقول: لكن من المستجيب واين الاداة الثورية التي ستفجره ؟؟. ليس من المعقول ان تاريخ العراق السياسي الشامخ لم ولن سيلد مارداً يكتسح حثالات السياسة. كلنا امل ان تكون القدرة الثورية المنتظرة، وطنية عراقية خالصة، وليست اجنبية محتلة مقيتة. لكون الاداة الغريبة عن الجسم العراقي سوف لن تحظى بالقبول الوطني العام.