كورونا - الطرف الرابع الذي أنقذ السلطة من الزوال


جاسم محمد كاظم
2020 / 3 / 23 - 13:42     

كورونا - الطرف الرابع الذي أنقذ السلطة من الزوال

ربما لا يصدق احد بان هناك فائدة تفوق قيمة الذهب تمثلت بظهور كورونا في التاريخ الإنساني مثلما يقول المتنبي في بيته الشهير
بذا قضت الأيام ما بين أهلها…..... مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ
وهذه الفائدة التي لا تقدر بثمن حملها كورونا الرائع كهدية تتسلسل في هذه السطور .
عجزت السلطة العراقية عن لجم جماح المظاهرات المليونية المطالبة بالتغيير الجذري والخلاص من سلطة اللصوص وعادت بعد 16ستة عشر سنة إلى نفس خط البداية بتفعيل الطرف الأول الذي اوجد هذه السلطة المتمثل برجال الكهنوت ومدى تأثيريهم في عقلية القطيع السائر معهم على التوازي.
وجاءت النتيجة معكوسة الإطراف لان هذا الطرف وقف في صف ساحات التظاهر حين عرف أن المعركة خاسرة وربما تغرق السفينة بكل الإطراف .
ووجدت السلطة أن هذا الطرف بدا يثر القلاقل ضد وجودها السرمدي فلا بد من دخول الطرف الثاني.
وبدا أطلاق النار الكثيف ضد الصدور العارية من قبل كومة الحديد والسلاح ورجال السلطة وحصدت نيران القناصة ومليشيات السلطة السوداء الرؤوس اليانعة وأصحاب التأثير في قوى المعارضة التي نزلت للشارع .
ودخل الشعب في هذه المرحلة العصيبة معركة حاسمة مع قوى الشر وأصبح الأمر أكثر خطورة حيت وصلت أسماع أصوات المتظاهرين إلى آذان الرأي العام العالمي وبدأت مواقع التواصل تنشر الأخبار الصادقة والكاذبة عن عمليات سحق السلطة من الخارج أو التنبؤ باحتمال سماع البيان رقم واحد .
وانجلت الغبرة عن سقوط 30 ألف جريح وأكثر من 600 شهيد بمعركة من نوع خاص غير متكافئة الإطراف خاضها شعب اعزل بأعمار الورود من كلا الجنسين ضد مليشيات السلطة القاتلة المدججة بالسلاح والغاز الخانق ..
قرعت السلطة الإنذار ج ونزل كل شخوصها من الناطقين الرسميين إلى قيادة العمليات بأنفسهم لان الأمر وصل إلى المخانق ولامس التغيير عظم السلطة فلجأت إلى الطرف الثالث الذي سيضرب المتظاهرين من الظهر ويقلب موازين القوى .
ووجد ثوار الساحات أنفسهم أمام سكاكين قوى الغدر والردة السوداء وليلة حالكة الظلمة أشبة بليلة السكاكين الطويلة الألمانية الشهيرة وحالة طوق كامل من الأمام قوى السلطة ومن الخلف سكاكين الغدر التي ظهرت في الخفاء فكان لابد من تنظيم طارئ جديد والمحاربة على أربع جهات .
ولم يتأخر الزمن طويلا حتى عاد صدر الثورة للتنفس من جديد ونبض قلبها نبضة الأمل بعدما ظن الكل أن الثورة قد وأدت في تراب النسيان للنهاية .
وهنا ظهر جليا أن شباب التغيير أكثر عددا من كل أطراف السلطة الثلاثة الذين وقفوا جنب لجنب بعدما أعيتهم خلايا طائر الثورة المتجددة عندما يصل للموت يضع نفسه في النار ليخرج أكثر قوة من جديد.
وفي نهاية الأمر قررت السلطة التنازل بناء على طلبات الساحات بعدما طالت نيران الإطارات المؤسسات والدوائر ومقرات المليشيات السوداء ولم يتبقى شيئا للحرق سوى أشخاص السلطة أنفسهم.
وظهر مرشح التوافق ولم الشمل الممزق وما يعقبه من مماطلة طويلة تسمح للسلطة باستنشاق الهواء ولم أطرافها الممزقة ,
وحدث مالم يكن في الحسبان بظهور الموعود المنتظر فجأة وبدون سابق إنذار أحيا آمال السلطة بالبقاء طويلا هذه المرة حين ضرب وباء غامض المعالم أطراف الكرة الأرضية ليعبر من طرفها الشرقي نحو الغرب حاصدا معه آلافا من الضحايا أينما حل وارتحل .
ووجدت السلطة في إرشادات الخبراء بفض الجموع خيطا ضعيفا للبقاء من شيح الزوال إلى الأبد بعدما لم يتبقى في جعبتها شيئا من الأمل ليكون فيروس الكورونا الطرف الرابع الذي أعاد معادلة السلطة إلى بدايتها من جديد .
ولو قدر لهذه السلطة المتلاشية من تقييم لهذا الوباء القاتل لقلدته وسام الرافدين من الدرجة الأولى أو وسام الاستحقاق العالي لأنة اثبت بأنة الطرف الوحيد الفعال والذي لولاة لكانت هذه السلطة بكل رموزها طعاما لنيران الإطارات الأسود الذي أحال مقرات المليشيات السوداء إلى رماد وادخل كل الدولة في دائرة نيران التغيير المحرقة .

///////////////////////////