قمع الاحتلال وقمع التشرذم الى متى؟


سهيل قبلان
2020 / 3 / 17 - 18:32     

اثبت شعبنا الفلسطيني خلال عقود من النظام الشرعي ضد الاحتلال الاسرائيلي وممارساته اللاانسانية ان الانسان اقوى من القمع وادواته وان الانسان باهدافه الانسانية وانسانيته الجميلة قوة لا تقهر, وبنى ذاته على الصمود والاستمرار, كذلك ان المحافظة على الذات الرافضة للظلم بمثابة نصر عظيم, والعدو مهما اندفع الى الامام في مشاريعه الفتاكة والهدامة ومهما حاول تاخير انسحابه المحتوم فانه لا بد له من دفع ثمن عدوانه, وتبواوا في النضال مرتبة عليا وهزموا من اراد تغييبهم وطردهم عن خارطة الحياة, ومع كل عملية تحريض واذلال تترسخ في نفس الثوار معاني الثورة والانتفاضة وضرورة الاستمرار في المقاومة المنظمة والمنسقة والشرعية وتلافي الاخطاء المضرة حتى كنس الاحتلال, ويناضل ابناء شعبنا من اجل حياة حرة وكريمة وانسانية في دولة لهم مستقلة كاي دولة اخرى فهل هذا جريمة؟ فالنضال حق شرعي لكل من سرقت ارضه وديست حقوقه عنوة وعلانية ومعروف هو المثل, ما تزرع تحصد فزرع ويصر حكام اسرائيل على زرع السيئات والشرور والجرائم والالغام والاستيطان والتنكر للاخر والقمع والحصار, فلا بد ان يحصدوا الاحقاد والكراهية وان يواجهوا بالرفض الشرعي والمقاومة لهكذا نهج والواضح ان القسوة والتحجر لم تفارقا صدور وقلوب ومشاعر وضمائر جلادي الشعوب ويصرون على التعامل مع الاخر بلغة البنادق والرصاص ويريدون منه الرضا والتسليم والحمد ورفضه لذلك فهو ارهابي ومخرب ولا يستحق الحياة, وفلسطينيا يدركون انه لا نضال من دون تضحية ودفعوا الثمن غاليا حتى يطلعوا الشمس لتنير ارض دولتهم المستقلة القادمة لا محالة كالشمس, لكن عليهم ان يذوتوا ان النضال في ظل استمرار التشرذم لا يؤتى ثماره كما في كنف الوحدة والتفاهم والتنسيق والتكلم بلسان واحد وبتحرير ارضه يحرر قادة الاحتلال من العنصرية ونهج العداء والحقد وشن الحروب, واصرار الفلسطيني على شرعية النضال المبنية على ايمان بمستقبل مشرق اقوى من كل اعداء الانسانية واساليبهم الاجرامية وما دام الاحتلال قائما سيظل يقتل ويدمر ويقترف الجرائم ويهدم البيوت ويصادر الارض ويزرع الاحقاد والكراهية واستمراريته هي بمثابة داء سرطاني خطير المنطق يقول باستئصاله لمنع اضراره واخطاره على جسد التعايش السليم والمعافى وبكنس الاحتلال ينقذون انفسهم ويحرروا مشاعرهم من دمامل الضغائن والاحقاد والهمجية ويحفظونها انسانية جميلة بمشاعر التعاون البناء وحسن الجوار وعدم تدهورها الى مستنقع الضغائن والعنصرية وعندما يصرون على صنع الهمجية وعدم الرافة بالضحية وعدم التردد في ممارسة القمع والتنكيل في نفوس الجنود فانهم بذلك يقتلون فيهم الحس الانساني الانساني ويحولونهم الى اناس اليين بلا مشاعر وبلا احاسيس, وسنظل نرددها يوميا انه طالما ظل الحديث عن القضاء على التشرذم مجرد كلام وثرثرة بدون تطبيق على ارض الواقع, فان التقدم في طريق السلام لن يرى النور, واولا يجب انجاز الوحدة وبعد ذلك وضع البرامج اللائقة بها والمهتمة بتغيير الواقع, وكل جرح يؤلم صاحبه والرد المنطقي والطبيعي والذي لا جدال عليه ولا تاخير في القيام به هو علاج ليبل من مرضه وهكذا فالتشرذم هو جرح عميق في الجسد الفلسطيني الشامخ وعلاجه المطلوب يكون بانجاز الوحدة, وابقاء جرح التشرذم ينز ومفتوحا دون الاهتمام بعلاجه, فبذلك تفرحون الاعداء وبذلك تجلبون الاثام والعار لانفسكم بانفسكم فالى متى؟ وباستمراريته ستحاسبون على ذلك يوم القيامة, والوحدة بمثابة صياح الديك المبشر بطلوع الفجر وهكذا فالديك الفلسطيني يصيح وبح من طول فترة صياحه فلماذا لا تتجاوبون معه وتعيشوا في فجر الوحدة مع شربة فنجان قهوة صباح الدولة المنور, ومن العادات العربية اكرام الضيف واحترامه, والوحدة هي بمثابة ضيف يصر على زيارتكم والبقاء في افضالكم وعدم مغادرة ارضكم فلماذا تطردونه فهو احبكم ويريد الاقامة الدائمة عندكم تلبية لطلب الارض والكرامة والاستقامة ليساعدكم على طرد اللصوص من ارضكم وهي بمثابة ملاك قدمت طلب انتساب لشعبكم الاصيل وتود البقاء عضوة كريمة تعتز باسمها النبيل وحدة الشعب الفلسطيني وسام شرف لا يثمن فقد آن الاوان لان تتقلدوه على صدوركم في وضح النهار دون اي تلكؤ او تردد, فبتشرذمكم ترفضون ذلك الكنز الذي لا يثمن وهذا بمثابة كبوة خطيرة وجريمة ستحاسبون عليها, والتشرذم بمثابة شر مستطير يقول المنطق بالتصدي له وتجنبه واستمراريته راقصا فرحا مع نتن ياهو وقمعه واجرامه, بمثابة افساح المجال للشيطان بالعبث بكم وهل من المقبول القول ان الفلسطينيين ركبهم الشيطان وفقدوا رشدهم وهم بمثابة جسم يداه تعملان بلا راس يفكر, واستمراره بمثابة تدمير للقضية وانتحار وبمثابة تنكيل يلتقي مع تنكيل وقمع الاحتلال بكم ولكم وهو وضع مشين للفلسطيني وهو بمثابة تطرف يضر بكم سياسيا واخلاقيا فالى متى؟