حتى لا تتحول بيوت العزاء مصدرا للوباء


محمود الشيخ
2020 / 3 / 16 - 20:44     

يقف شعبنا الفلسطيني على عتبة مرحلة صعبة وجديده ، تتطلب تظافر الجهود وارتقاء الوعي بين صفوف خاصه الشباب ، الذين على عاتقهم تقع مسؤولية المرور عن تلك العتبه بنجاح وباقل الخسائر فقد تصرفت السلطة الفلسطينيه تصرفا واعيا وسريعا لتجنب شعبنا وقوعه في الوباء ، وكان لإعلان حالة الطوارئ ومجموعة الإجراءات الأخرى التى نفذتها ، من الغاء الحجوزات الفندقيه الى الحد من حركة المواطنين خاصه في منطقة بيت لحم وحصر الوباء في بؤرتين وقائمة الممنوعات التى اصدرتها وصولا الى اغلاق المطاعم والمقاهي والروفات ومنع الصلاة في المساجد والكنائس ووقف الإعراس واغلاق القاعات ، ووقف الذهاب الى دوائر السير لتجديد رخص المركبات والرخص الشخصيه واعتبار رخصهم سارية المفعول حتى 5-4 من شهر نيسان ، كل ذلك جاء حماية للناس ومنعا لإنتشار الوباء ، ومن اجل تعزيز صمود الناس صدرت مجموعة قرارات عن سلطة النقد الفلسطينيه منها مطالبة البنوك بعدم حسم اٌقساط على القروض لمدة اربع اشهر وربنا تتجدد ، ومطالبة البنوك عدم تقاضي فوائد على ذلك .
كل هذا استهدف حماية ارواح الناس بمنع انتشار الوباء القاتل ، فدوله عريقه كإيطاليا ولأن شعبها لم يأخذ خطر الفيروس على محمل الجد انتشر الفيروس وادى الي وفاة المئات مثلما اصاب الألاف بسبب استهتار الطليان وفي اسرائيل كذلك مما اضطر حكومة الإحتلال لفرض غرامه تقدر ب (5000) الاف شيكل على كل من يخالف تعليمات الحكومه .
بطبيعة الحال ان تعطيل
الحياة التعليميه يضر العملية التعليميه برمتها لكنه يحمي شعبنا من انتشار الوباء في اكثر التجمعات وعندما اصدرت قرارا بإغلاق المساجد والكنائس واقامتها في البيوت ايضا الغرض منه منع الإختلاط لمنع انتشار الوباء ، ولأن اهالي بيت لحم انصاعوا لتعليمات السلطه ووزارة الصحه تمكنت الوزاره من حصر عدد المصابين ب (37) فيها و ( 2 ) في منطقة طولكرم ، لكن ثم انتبهت السلطه الى موضوع تعزيز صمود الناس من خلال موضوع القروض لتوفير السيوله النقديه بين ايدي الناس ، نأمل ان لا تغفل الريف الفلسطيني فهو تجمع كبير جدا ولا وجود لشرطة او مواقع للسلطه غير المجالس البلديه والقرويه وينتشر فيها المقاهي وكونها بعيده عن المدن يقام فيها بيوت للعزاء دون تقدير لخطورة التجمعات فيها والمصافحات والقبل من جهه ، ويفترض ان تقوم البلديات بتعقيم المؤسسات والمدارس وبيوت مرضى القلب والضغط والكلى ثم تعقيم سيارات الأجره فالبلديات ان لم تعرف اليوم دورها في محاربة داء الكورونا متى ستعرف دورها وايضا يفرض الواقع على المثقفين والمتعلمين ان يقوموا بحملة توعيه وتثقيف من خلال زيارتهم للبيوت او مكان التقاء الشباب وهم انفسهم عليهم القيام بمنع اقامة بيوت عزاء خاصه ان اصيب احد من اهالي القريه سيصيب عشرات وسيتم الحجر على القريه بكاملها دعوا العقل يتخذ القرار وليس العاطفه لا تلصقوا فيها الجهل بخطورة المرض الذى اجتاح اكثر من مئة دوله في العالم غير الوفيات بسببه وغير الخوف منه .
ما يؤسف له ان بعض المتعلمين وضعوا انفسهم جانبا وتركوا الأمور تجري على عوانهها ، لكن اعتقد على السلطه ان تتخذ قرار بمنع كل اشكال التجمع بغض النظر عن سببها وعلى الناس كل الناس ان تعي خطورة الوباء يكفي شعبنا صفقة القرن ويكفي شعبنا ان الدخل القومي سيتأثر والنمو الإقتصادي ايضا سيتأثر ودخل الفرد حتما سينخفض ربما الى الحدود الدنيا او ينقطع ان تطور الأمر الى ابعد من ذلك ، .
يبقى ان نطالب السلطه ببحث امكانيه اغلاق احد اهم مصادر استحضار فيروس كارونا من خلال ال (200000) عامل يعملون في اسرائيل واليوم اسرائيل موبوءه فيها حسب اخر احصائيه (344 ) مصاب غير المحجور عليهم بالالاف وهم لديهم امكانيات ماليه يستطيعون تغطية اي نقص في الأدوات ثم بمقدورهم تغطية الخسائر التى سيتعرض لها اقتصادهم اما نحن فمن اين سنعوض الخسائر ونعوض اصحاب المشاريع ونعطي العمال اجورا تكفيهم حد الكفاف في ظل وضع صحي سيء واقتصادي وسياسي اسوأ .
علينا التفكير جيدا جدا كيف يمكننا اغلاق المعابر امام العماله الفلسطينيه في اسرائيل منعا للخطر وليس لقطع ارزاقهم خاصه انه علينا التفكير في تعويض من نطالبهم بالانقطاع عن العمل ، وان بقي هذا الباب حتما سيزداد خطر الفيروس لذا علينا التفكير في كيفية اغلاقه لمنع انتشار الوباء .