الحدث المفاجئ : كورونا:


محمد بوجنال
2020 / 3 / 16 - 17:16     


كتوضيح أولي الحدث الفجائي، ظاهرة أو حدثا،له منطقه الداخلي الذي لا يحترم أحدا، ولا يمكن له إلا أن ينفجر بفعل السقف العالي من التدميرالذي تعرضت له الطبيعة والإنسان ؛ وهو ما سنحاول تسليط بعض الضوء عليه.من المسلمات المعروفة أن الطبيعة والإنسان سيره ويسيره، وامتلكه ويمتلكه، منذ قرون، طبقة اختلفت أسماؤها في التاريخ؛ طبقة شرعنت لفصل الفكر عن الطبيعة والإنسان. في هذا السياق، فالسياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة كانوا دوما منفصلين عن الطبيعة والإنسان لصالح فكر يعاديهما؛ فجاء فكرها، منذ قرون، منفصلا عن الواقع ولاغيا له؛ فعانت الطبيعة والإنسان من ذلك؛ وبتوضيح أكثر، فالفكر الذي ساد، وما زال،، في تعامله مع الطبيعة والإنسان، هو الفكر السفسطائي الذي معناه التفنن في الإنشاء اللغوي الذي ألبسه لباس الطبيعة والإنسان الذي ليس حقيقته أو قل أن الإنشاء اللغوي ومكر الإقناع حل محل حقيقة الطبيعة والإنسان تفاديا لظهور شروط أشكال الوعي الذي يهدد فكر الطبقة المسيطرة ونخبها. لذا، تم العمل، على مر التاريخ،على خلق شروط انتشار الفكر السفسطائي الذي هو فكر الطبقة المسيطرة تلك ونخبها؛ فكر شرعن للإستغلال المتوحش للطبيعة والإنسان. ومنطقيا ، أي جسم طبيعي أو إنساني مورس عليه الاستغلال المتوحش، ينفجر في أشكال تحددها طبيعة ومستوى التوحش ذاك. وبالنتيجة نقول أنه، بتدميره الطبيعة والإنسان، هو فكر يسير على رأسه في الوقت الذي كان يجب أن يسير فيه على رجليه.فالعالم انطلق ،كما يرى الكثيرون، بشكل خاطئ. وبما أن الطبيعة والإنسان علاقات بينها وبين مكونات كل منها، فالمس بالعلاقات تلك والدوس عليها يفرز الانفجار الذي يفاجئ الجميع ويفرض طرح التساؤلات التي كانت معتقلة؛ إنه في مرحلتنا الراهنة، مرض الكورونا الذي هو التعبير عن الأذى وسوء الاستعمال الذي، بفعله، حصل ويحصل، بين الفينة والأخرى،على مر القرون، خلل بين المكونات الطبيعية والبشرية؛ خلل تجلى، ويتجلى، في الأزمات الطبيعية والبشرية التي منها اليوم مرض الكورونا الذي مصدره الفكر السفسطائي الذي هو فكر الطبقة المسيطرة ونخبها؛ فكر سخر الطبيعة والإنسان أو قل اعتدى على الطبيعة والإنسان لمصلحة الطبقة المسيطرة ونخبها ليحصل الانفجار في شكل مرض فتاك: الكورونا.فهذا الحدث المفاجئ -الانفجار- الذي له مرجعيته أذهل شعوب العالم التي من خلاله اتضح للكثير منها أن أشكال الفكر السائد( السياسة، الاقتصاد،الاجتماع،الثقافة) ما هي إلا تزويرا ومكرا للطبيعة والإنسان في شكل صيغ الإنشاءات اللغوية. فهل الحدث المفاجئ -والحدث المفاجئ لا تحترم مكوناته أحدا:سواء مان غنيا أو رئيس دولة أو وزيرا أو عاملا أو فلاحا أو ذكراأو امرأة أو طفلا - ،حدث كورونا سيمكن الشعوب من تصفية حساباتها مع الفكر السفسطائي حماية لحياتها وحياة الأجيال القادمة، أم ما زال في جعبة الطبقة السائدة ونخبها ما تقدمه من دفاع وشرعنة للفكرالسفسطائي