الكورونا : عقاب من الله أم ابتلاء أم مؤامرة أم فيروس أم


مازن كم الماز
2020 / 3 / 13 - 16:06     

إذا كان فيه جماعتين , واحدة منهم على الدين الصحيح و الأخرى تعبد الإله الخطأ و تتلو كتابا محرفا , أو طائفتين , إحداهما منصورة بأمر رب العالمين لأنها تعظم صحابة نبيها و نسائه و الأخرى كافرة أو مرتدة و مارقة لأنها تشتم صحابة نبيها و نسائه أو لأن إحداها لا تأتم بأبناء و أحفاد نبيها و الأخرى تتخذ منهم أئمة إلى الأبد , أو جماعتين تخوضان صراعا أزليا , صراع موت أو حياة كالبرجوازية و البروليتاريا , صراع يقر بل و يتطلب استخدام الإرهاب الجماعي أو الإبادة الجماعية ليس فقط ضد البرجوازيين بل ضد كل من يتعاطف معهم و يقف ضد مصالح البروليتاريا الحقيقية أو كالصراع بين الشعوب المستعمرة و جيوش الاحتلال , الزنوج و البيض , الخ الخ , و إذا انتشر وباء كالكورونا و تمكنت إحدى الجماعتين من اكتشاف دواء لهذا الوباء , أليس من المنطقي بل و الإنساني أو الثوري أو الصحيح شرعا الخ أن تمنعه عن الجماعة العدوة .. يبدو كل شيء حتى هنا يتماشى تماما مع إرادة رب العالمين أرحم الراحمين , أو مع قوانين الطبيعة و المجتمع التي يبشر باسمها ثوارنا بربيع الحرية و العدالة على الأرض ما أن يتسلموا هم مقاليد السلطة و يسوسونا وفق مصالحنا نحن بالذات , لكن الكورونا تأتي معها بمشكلتين , أولا في أن الكورونا لا تشفي صدور قلوب المؤمنين , فإن قتل المؤمنين للكفار و المرتدين و ذبح الوطنيين للخونة و ممثلي الطبقة العاملة لخصومها هو وحده الإنساني فعلا .. ثانيا أن الكورونا تصيب أيضا المؤمنين و الوطنيين و الثوار الحقيقيين , صحيح أن هؤلاء يملكون مناعة فعلية ضد وساوس الشيطان الخناس و تعاليم الأنبياء و الثوار المزيفين و مزاعم الخونة و العملاء لكنهم لا يملكون للأسف مناعة مشابهة ضد الجراثيم و الفيروسات .. الله وحده أو تلك القوانين التي لم يكتشفها جهابذة ثوارنا بعد يعلمان لماذا , لكن حتى ذلك اليوم , هذا إن شرقت شمسه أصلا , سيبقى البشر يعتقدون أن قطع بعضهم رؤوس بعض أو قتل بعضهم البعض بالدرون أو القنابل أو الصواريخ النووية و سجن بعضهم البعض و سحل بعضهم لبعض أكثر إنسانية من الموت بالكورونا