الشروق والغروب


سهيل قبلان
2020 / 3 / 7 - 17:25     

الشروق والغروب حالتان طبيعيتان وتحدثان يوميا, واشراق الشمس يتجسد في ارسال النور لمحو الظلام, وهناك الافكار والاحاسيس والمشاعر التي تكون بمثابة الشروق في الضمائر والنفوس والقلوب ويتجسد شروقها بالمحبة والنوايا الطيبة والجميلة والصادقة ولكن الخطر في غروبها الذي يضمن ظلامها وتحجرها وسيئاتها وشرورها وضغائنها فتكون الاعمال الشريرة المضرة, وللغروب اسباب تتعلق بالانسان ووضعه المالي وعلى ماذا تربى واهدافه ونواياه وبناء على ذلك يمارس اعماله التي هي ترجمة لافكاره وهناك من تكون افكارهم شمسا لا تغرب وهناك من تكون ليلا عواقب ظلامه وظلامها وخيمة والتاريخ يقدم البراهين, فالشروق للنفوس وفي النفوس يضمن الرجاء والامل ويحولهما الى واقع بفعل العطاء خاصة المتميز بالشجاعة والاباء والتضحية, من رازح تحت الاحتلال مثلا والتخلص منه ونيل الحرية والاستقلال, فهو يحن وتتملكه الرغبة لشروق شمس الحرية, ولكن التشرذم المستمر هو بمثابة ظلام يقتل الرجاء والامل والنور للتخلص من الاحتلال ويضعف موقف الرازح تحته, جرى ويجري الحديث عن المصالحة ولم تنفذ ولم تر النور وكانها من المحرمات, لماذا؟ ومنذ (5/2011) وبرعاية مصرية وفي (2/2012) برعاية قطرية, مثلا, عقدت اتفاقيتان للمصالحة ولم تترجما الى واقع وبقيتا حبرا على ورق,لماذا؟ وكما لا يمكن اصابة الهدف ويد المصوب ترتجف فهكذا انتم لا يمكن الوصول الى الهدف وانتم ترتجفون ونواياكم سيئة, وحقيقة مؤلمة ومرة ان الشعب الفلسطيني منكوب بالتشرذم والاحتلال والتشرذم يلتقي معه في القاء المزيد من القهر والذل والعار والانكسار وبذلك وبناء على ممارسات وسلوكيات الاحزاب والفصائل والقادة تجنون على انفسكم خاصة بالاثبات ان الوحدة هي من الكماليات, ومن الامور الاولية ان المصاب بمرض ما يعمل على علاجه للابلال منه ومن متطلبات ذلك تناول الادوية اللازمة, فالتشرذم هو بمثابة سرطان ينهش في الجسد الفلسطيني الذي يجب ان يكون طودا شامخا في وجه المحتل,ومشاريعه وممارساته واهدافه, والحديث عن المصالحة هو بمثابة ثرثرة وكأن الوحدة قضية هامشية وليست جوهرية وبذلك تعمقون الازمة المتجسدة بانعدام الثقة بينكم وباستمراره شئتم ام ابيتم تبيعون الذمم والمبادئ والقيم والكرامة وجمالية الاخلاق ومكارمها واولها صدق اللسان وبسعر زهيد,تتحدثون عن الوحدة والمصالحة وتتغنون بفوائدهما ومزاياهما ولكنكم لا تعملون بهما ولا تطبقونهما, فالى متى؟ وبالذات في هذه الظروف فالوحدة الوطنية هي حجر الزاوية المتين والصلب والراسخ الذي على الجميع الارتكاز عليه والاستناد اليه, للمحافظة على الكرامة والقضية وافشال من يصرون ويعملون على اثارة الفتن وتعميقها بينكم خاصة من ذوي القربى, والتشرذم هو خير برهان واسوا فعل ولا ينسجم مع مصالح الشعب الفلسطيني. ولا شك ان اغلبية الاحزاب والشعب ان سئلت فانها تريد الوحدة وتؤكد على فوائدها والسؤال لماذا لا تترجم الى واقع ينادي بها لتتغير الى الاحسن والافضل, وواضح ان المجتمع الفلسطيني هو طبقي, ولا يلتقي الفقير مع الثري, ولكن خصوصية الواقع المتجسد بالوقوع تحت الاحتلال تفرض عليه الوحدة ونبذ افة التشرذم, والظروف الصعبة تفرض عليكم يا ابناء شعبنا الوحدة التي هي بمثابة مسؤولية وبمثابة امانة يحملكم اياها الوطن وتتجسد في المقاومة كجسد واحد شامخ وعملاق ومنذ سنوات وانتم تتحدثون عن المصالحة ولكن دون ترجمة الى واقع ملموس وكأنها من المحرمات والتشرذم المستمر من المحللات والوحدة ليست مجرد كلام جميل وحلو يحلو التغني به وانما هي ترجمة عملية لممارسات واعمال خيرة واستمرارية التشرذم تؤكد انكم لا تؤمنون بالعمل الجماعي والتنسيق والتلاحم ولكل رأيه, والوحدة المطلوبة بالذات في ظروف رزوحكم تحت الاحتلال مقدسة, وخلاف الراي لا يفسد للود قضية, بشكل عام فكيف في الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال, وتذكروا دائما اوضاع الاطفال بالذات في المخيمات الذين يعانون من البرد والجوع وحياة لا تليق بالبشر, والوحدة الوطنية المطلوبة لا تطالب بالغاء العقائد لكل فصيل او حزب او هيئة او التخلي عنها, وبعد التحرر الحتمي والقادم لا محالة وزوال الاحتلال, يكون كل حزب ورايه وبرنامجه واهدافه كاي نظام راسمالي, وفي التشرذم تعميق لحالة التراخي في المقاومة ومواجهة الاحتلال وجرائمه وفي الوحدة بمثابة تسجيل حضور واضح متلاحق في الاصرار على تقريب فجر الحرية, وفي التشرذم تعميق الجرح النازف بسكين محلية, والدماء التي نزفت من الشهداء لن تغفر للقيادة والشعب اقتراف جريمة التشرذم وبالذات استمراريتها وعدم السعي الجدي لوضع حد لها, وبترسيخ الوحدة ينفتح الغد على عطاءات كثيرة واهمها انها بشارة على قدوم الفجر والانفتاح الذي لا يتوقف على الامل والتفاؤل بقدومه الحتمي والوحدة تقول لكم انها ظامئة للقاء فجر التحرر ومعانقته ومنذ سنين لم تعرف طعم النوم ويلتقي صوتها مع صوت الارض والكرامة والمجد والاطفال والشهداء في الدعوة الى تحقيقها خصوصا اننا نعيش في عصر السرعة ودوام الحال من المحال ويرفع صوته مدويا مناديا اياكم توحدوا توحدوا فلن تندموا.