يهود ضد الصهيونية في مصر


محمد مدحت مصطفى
2020 / 3 / 9 - 22:47     

التغلغل الصهيوني في مصر
6- يهود ضد الصهيونية
الرابطة الإسرائيلية لمناهضة الصهيونية


أسّس الشيوعيّون من ذوي الأصول اليهوديّة الرابطة الإسرائيليّة لمناهضة الصهيونيّة حيث قامت منظمة إيسكرا – الشرارة بتأسيس الرابطة، وكان المؤسسون كل من: مارسيل إسرائيل- عزرا هراري- روبير ستون- إدوار متالون- هنس بنكاسفلد- موسى لانيادو- يوسف حزان- إدوار ليفي (جان ديدرال)، وتم تعيين عزرا هراري سكرتيرا للرابطة لأنه كان المصري الوحيد بين المؤسسين. أصدرتْ الرابطة بيانها التأسيسيّ في إبريل 1947م، واعتبرتْ فيه الصهيونيّة أداةً لخدمة السياسة الاستعماريّة… تريد استخدامَ اليهود لتأكيد سيطرتها على الشرق الأوسط، واتّهمت الرابطة الصهاينة بصرف اليهود عن الكفاح ضد عدوّهم الأوّل ــــ ألا وهو الفاشيّة وبالتعاون المتزايد مع عناصر مشهورة بنزعتها الفاشية، وفي ذلك خيانة لا تُغتفر للقضيّة اليهوديّة، هذه القضيّة التي لا يمكن فصلُها عن قضيّة الشعوب عامّة. الغريب أنّ النشاط الصهيونيّ في تلك الآونة في مصر كان نشاطًا شبهَ علنيّ، وكانت عمليّات تجنيد الشباب اليهوديّ تجري على قدمٍ وساق؛ بل شهدت مدنٌ مصريّةٌ عديدةٌ، منها الإسكندرية، استعراضاتٍ شبهَ عسكريّة للتنظيمات الشبابيّة الصهيونيّة من دون أن تعترضها السلطات، فيما كانت تطارد اليهودَ الشيوعيّين، وتتعقّب حركاتهم وأنشطتهم. أعتقل محمود فهمي النقراشي أعضاء اللجنة التأسيسية للرابطة في مايو 1947، ثم أفرج عنهم ليقوم في شهر يونيو 1947م بحل الرابطة لأسباب تتعلق بالأمن العام، على الرغم من أن عبد الرحمن عزام الأمين العام لجامعة الدول العربية استقبل كل من مارسيل إسرائيل وعزرا هراري بمكتبه وأعرب لهما عن تقديره لنشاط الرابطة. نقرأ في الجريدة الوفدية صوت الامة 26/4/1947م في مساء الرابع والعشرين من ابريل 1947م قام فريق الشيوعيين اليهود بمحاولة لدخول نادي اليهود مكابى الضاهر (مركز شباب العباسية حالياً) بشكل جماعي، فتصدى لهم الصهيونيون واعتدوا عليهم بالضرب، وترأس الجانب الصهيوني كل من البرت حاتشويل وروبير أسكى. وأصاب الصهيونيون كلا من موسى لانداو وايلى شيزانة بإصابات بالغة، إلا أن الشيوعيين نجحوا في اقتحام النادي، وهتفوا في داخله بسقوط الصهيونية وحياة الشعب المصري، وبلغت الجرأة الوقحة بأحد الصهيونيين وهو البرت حاتشويل الى حد الاعلان امام رجال البوليس بأنه صهيوني لحما ودما، وأنه ينتمى الى عصابة شتيرن وسيمضى في طريقه. ويقول سكرتير الرابطة عزرا هراري في الجماهير 5/5/1947م أما الصهيونية خادمة الاستعمار فتريد أن تربط اليهود بعجلة الاستعمار وأن تجعلهم عبيداً لتنفيذ مأربه الحقير من خلال سياسة فرق تسد التي تبعها في فلسطين وخلال سياسة انشاء دولة صهيونية في فلسطين، تصبح رأس الرمح الاستعماري ضد شعوب البلاد العربية. مارست الرابطة نشاطاً كبيرا بين اليهود حتى تمكن يوسف حزان أحد كوادر إسكرا من النجاح في انتخابات نادي مكابي الظاهر ومنه تمكن من جذب عدد كبير من الأعضاء. في عام 1930م أثناء حكم الوزارة الوفدية حضر إلى مصر المجاهد الفلسطيني حسن صدقي الدجاني للدعوة للقضية الفلسطينية ولقاء الشخصيات الداعمة لها، منعت حكومة الوفد عقد المؤتمرات، وصرح مصطفي النحاس رئيس الحكومة: لا يمكن أن نسمح ببث أى دعاية فلسطينية ضد اليهود في مصر، إذ أن اليهود أقلية ونحن نحافظ على شعور الأقلية في بلدنا. لكن تغير الموقف بعد اندلاع ثورة 1936م في فلسطين، وصرح بأنه مشروع التقسيم الذي تعمل بريطانيا على تمريره لا يمكن أن يكون حلاً مرضياً، ووقف واصف بطرس غالي باشا وزير خارجية الوفد في عصبة الأمم معارضا مشروع التقسيم البريطاني، ومطالباً يعقد معاهدة بين انجلترا وفلسطين على غرار المعاهدات المعقدة مع البلدان العربية الأخرى.