من يدعم -داعش- العراق؟!


كاظم الموسوي
2020 / 3 / 3 - 01:12     

اعلنت خلية الاعلام الامني، في العراق، يوم الثلاثاء2020/02/25 ، في بيان لها ان "أبطال جهاز مكافحة الارهاب اشتبكوا مع مجموعة ارهابية من عصابات داعش في جبال الخانوكة"، مبينة ان "قوات من الجهاز نفذت عمليات إنزال متعددة في جبال الخانوكة ضمن محافظة صلاح الدين، (شمال العاصمة بغداد) وفقاً لمعلومات استخبارية عن وجود مجاميع ارهابية تتخذ من الجغرافية الصعبة في هذه المنطقة ملاذًا لها من خلال الأنفاق والكهوف". واضافت ان "العمليات اسفرت بعد اشتباك مع هذه العناصر الإرهابية التي استمرت اكثر من عشر ساعات طيلة ليلة امس وصباح اليوم، عن قتل 39 إرهابياً بينهم قيادات مهمة، وهما ما يسمى ( المفتي الشرعي ، والمسؤول العسكري )"، مشيرة الى ان "العملية اسفرت ايضا عن العثور على وكرين عبارة عن نفقين، الاول مستودع للأسلحة يضم كميات وأعداد كبيرة من الأسلحة والاعتدة، والآخر ما يسمى ديوان المال ويضم معدات ووثائق وحاسبات تخص المعاملات المالية لعصابات داعش والجهات التي يتعاملون معها". واكدت انه "تم تدمير هذين الوكرين وجميع القدرات التي فيها بإسناد جوي من قبل طيران التحالف الدولي"، موضحة انه "جرح خلال تنفيذ هذا الواجب 4 من مقاتلي الجهاز". وتابعت الخلية ان "هذه العملية النوعية لابطال جهاز مكافحة الارهاب انتهت بتوجيه ضربة جديدة قاصمة لما تبقى من هذه العصابات الارهابية التي لم ولن تجد مكاناً امناً في أرض العراق المقدسة".
هذا البيان وتاريخ العملية تظهران أسئلة عديدة عن التنظيم الإرهابي ومسؤوليه واوكاره بعد أن أعلن رسميا من جهات مسؤولة عراقية وأمريكية بالانتصار عليه عسكريا وانتهاء خطره، كما نشر في أوقات مختلفة سابقة منذ نهاية عام2017 ولكن في الوقت نفسه، هناك اقوال وتصريحات لمسؤولين امريكان، سياسيين وعسكريين، تنطوي على التهديد بإعادة خطر التنظيم، سواء باسمه أو بأسماء اخرى، وبدعم كامل من الجهات التي قامت بذلك، سرا وعلانية. فهل هذه العملية تأكيد ام إشارة جديدة؟!.
توضح ذلك وليس اخرها أو من بينها المخاطبات حول نقل المعتقلين من التنظيم في سجون داخل الشرق السوري، بإشراف من القوات الأمريكية وحلفائها المحتلين والمتخادمين معهم في المنطقة، الى العراق. وهذا ما كشفت عنه مثلا لجنة الأمن والدفاع النيابية في مجلس النواب العراقي، (2020/02/26) عن وجود مجمعات سكنية لأسر عصابات "داعش" الإرهابية في محافظة نينوى. أو ان اللجنة تلقت معلومات تفيد بإنشاء مجمعات لأسر عصابات "داعش" الإرهابية في محافظة نينوى.
صرح عضو في اللجنة بأن"لجنة الأمن خاطبت رئيس الوزراء المستقيل بشأن هذا الموضوع، والآن تنتظر تشكيل الحكومة ليأخذ دوره رئيس الوزراء المقبل في اتخاذ القرارات بهذا الشأن". وأوضح أن"المجمعات أنشئت بين ربيعة وجزيرة البادية وبعيدة عن مدينة الموصل، عاداً تلك المجمعات بالقنبلة الموقوتة ويجب التعامل معها بحزم".
ونقلت وكالات انباء عراقية تصريحات مختلفة لبرلمانيين حول هذه الاخبار، واشير إلى رفض "الحكومة المحلية في الموصل قرار إسكان عائلات "داعش"، الذي صدر مؤخراً من الحكومة الاتحادية ومنظمات دولية من دون الرجوع لأهالي محافظة نينوى". واعتبر إن"نقل عائلات الدواعش سيؤثر في الوضع الأمني والاقتصادي والخدمي في عموم محافظة نينوى، خاصة في ناحية زمار لكونها من المناطق الحدودية". وأكد على "الوجود السلبي لعائلات "داعش" الإرهابية في مناطق الموصل"، وأن"وجود هذه العائلات سيؤدي إلى نتائج سلبية عديدة، أبرزها زعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة. ونظم أهالي تلعفر وقفة احتجاجية، تنديداً بإقامة مخيم في ناحية زمار لإسكان عائلات عصابات "داعش" الإرهابية المزمع نقلهم من مخيم الهول في سوريا.
من التناقضات أو ما يصب في تعرية الجهات التي تكلفت بإخراج التنظيم عمليا وتوفير كل ما جعله بهذا الحجم والشكل، هو ما تقوم به الإدارة الأمريكية، بنفسها أو باوامر منها، أو تحت نظرها واشرافها وخططها العدوانية، في نقل المسلحين من التنظيم واسكان عوائلهم في المناطق التي تشهد عنفا أو يراد لها أن تكون كذلك. وبالرغم من كارثة وجود التنظيم وأفعاله وأفكاره، تواصل الإدارة الأمريكية وحلفاؤها التخطيط لتوزيع بقاياه أو لتجديد بلواه، ولا يعنيها ما يفضح في مؤتمرات إعلامية من وقائع مؤلمة وقاسية، كما حصل مع عوائل اليزيدين، والمقابر الجماعية لهم في المنطقة التي كانوا يسكنونها ويراد الان إعادة بناء مجمعات سكنية لبقايا التنظيم فيها أو بالقرب منها أو في محيطها الجغرافي، لتبقيها تهديدا أمنيا جاهزا ووسيلة إرهابية تحت الخدمة. هذا فضلا عن الجرائم المرتكبة والمستمرة التي يفعلها ويديرها باسمه كتنظيم او باسم تفرعاته الأخرى.
نشر فريق مشكل من أعضاء في الحكومة والبرلمان العراقيين وممثلين عن الأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفي في بغداد، (2020/02/27) ان "عدد المقابر الجماعية التي عثر عليها، هو 73 مقبرة جميعها لضحايا تنظيم "داعش" من أتباع الديانة الإيزيدية"، مبينا أن "الفريق تمكن من فتح 13 مقبرة منها". وأضاف، أن "الفريق استخرج رفات 346 ضحية، وجرى تحديد هوية 62 منهم"، مشيرا إلى أن "أعمار أصحاب الرفات الذي تم التعرف عليه، تتراوح بين 12 و85 عاما وجميعهم من الذكور".
حذر قائممقام قضاء سنجار النائب السابق، محما خليل علي اغا، يوم الجمعة، (2020/02/28) الحكومة العراقية والقوات الامنية من سيناريو جديد شبيه بسيناريو احتلال الموصل عام 2014 انطلاقا من مناطق الايزيديين. وقال علي آغا في بيان، ان “الدواعش في المناطق المتاخمة لمناطق الايزيديين في محافظة نينوى يعدون العدة لاحتلالها من جديد، واذا لم تتحرك الحكومة العراقية وتقضي عليهم فانها سوف تعض اصابع الندم”. واوضح خليل، ان “منطقة كوهبل (اندلس)، التابعة لناحية سنونة في قضاء سنجار تتعرض لهجمات من الدواعش، انطلاقا من قرى جري وسيبايا وساير وخازوكة، مشيرا الى، ان “اغلب الهجمات تنطلق من قرية جري التابعة لناحية سنوني المتاخمة لناحية ربيعة قرب الحدود السورية”. واضاف، ان” الدواعش يبدون في النهار على انهم مدنيون عاديون في هذه المناطق، لكنهم يتحولون ليلا الى مسلحين، ويقومون بمهاجمة الابار الارتوازية في قرى الايزيديين، بنفس السيناريو الذي احتلوا به سنجار عام 2014 حيث قاموا لحد الان بتهديم 15بئرا ارتوازيا في منطقة كوهبل، من خلال هجماتهم التي كان اخرها ليلة امس (الخميس 2020/02/27)."
كل ما سبق يؤكد أن هذا التنظيم الإرهابي المختصر باسم "داعش" له من يحميه ويدعمه ويروّج له ويتبناه عمليا ويبقيه بيده سيفا مسلطا لإرهاب الشعوب والبلدان. مرة اخرى يؤكد ويثبت أن “داعش” لم ينته بعد، أو أن موجات أخرى منه قادمة، وهنا لابد من الانذار والحذر قبل فوات الاوان.