نداءات


سهيل قبلان
2020 / 2 / 24 - 16:30     

النداء هو عمل صادر عن جسم ما من مكونات الارض والمجتمع, وللارض نداءات كثيرة وعلى ضوء ما يقوم به الانسان من اعمال في شتى المجالات غير ابه لنتائجها مفيدة ام مضرة وبناء على مصالحه, واول نداءات الارض ان يتخلص الانسان مما يشوه نفسه وجمالية انسانيته ويقتل ضميره وبالتالي يقوم باعمال تشوه الارض وتزرع فيها الخراب والدمار, فيعلو نداء الارض ليخلصها من القواعد العسكرية والافكار العسكرية وتقول للانسان انا جميلة وخصبة وبقدر ما تبذل من جهود وعمل في نكشي وزرعي وتسميدي اعطيك الغلال الجيدة والطيبة لانني امك الحنون فمتى تكف عن ممارساتك الحربية التدميرية وزراعتي بالالغام والقواعد العسكرية وقصفي بالصواريخ وتدميري وحرمان الانسان من مناظري الجميلة؟ ومتى يا ايها الانسان يا ولدي تعيش فوقي في كل مكان كنحل فوق الزهور وتمتص الرحيق وتعطي ثماره لك في كل مكان بدلا من سموم الكراهية والاحقاد والفساد والنميمة والضغائن والتنابذ والعنصرية؟ ومتى تحدق يا ايها الانسان ومنذ الصغر في الفجر والمشاعل وفي الربيع والخمائل وتسعى لتوطيد الفجر والربيع والمحبة والصداقة والتغني لروعة العلوم المفيدة ومكارم وجمالية الاخلاق وتناجي بكل الود والصدق روائعي الكثيرة ومتى تكون لحياتك بهجة الزهر النضير وترفرف الافراح فوق الناس وفي قلوبهم وبيوتهم وفي كل مكان, وعيشهم جميعا يميس بين الخمائل وكل واحد وواحده يخلق في قلبه وروحه وعقله روضا من الزئابق ومتى يكون العمر كله منشد السلام والوئام وزغرودة الحياه ونفحة الخمائل ونكهة الرمان والتمور وروعة الافراح والجمال ومتى يشع النور في الضمائر وفي العقول والنوايا والعطاء ومتى الامومة المقدسة تحضن كل الافئدة والمشاعر, وتضمخ الافكار والابداع والحق للجميع في حديقة الحياة؟ ويتعانى صوت نداء الارض قائلا متى يا ايها البشر ترفعون شعار: ارض بلا عنف وبلا قواعد عسكرية وبلا اسلاك شائكة بين الدول بلا قواعد عسكرية وبلا حروب والى متى مواصلة قتل انسانية الانسان الجميلة, وكما للارض نداءاتها للطفولة في كل مكان نداءاتها تنطلق اولا وقبل كل شيء من براءتها داعية الكبار في كل مكان الى احترامها وتقديسها وتوفير كل وسائل الراحة والعناية بها وضمان الرفاه والمحبة والسعادة لها وعدم تشويهها بالتمييز العنصري والاحقاد للغير وبحب الانا ومن بعدي الطوفان, وللزهور نداءاتها الطالبة من الانسان ريها وعشقها وتوطيد الصداقة معها لتكون كل عطاءاته وسلوكياته وغاياته كعطائها الطيب المنعش , ولليراع نداءاته تهيب بحامليه ان يخطوا به اجمل واروع الكلام الذي يوطد العلاقات الجميلة والصداقة والوئام بين بني البشر وبينهم وبين الطبيعة ويعمق جمالية انسانية الانسان بما يدفعه للامتناع عن ممارسات تشوه وتدمر الطبيعة, وللحب نداءات تقول انه متى يتغلغل في النفوس ويملا القلوب والمشاعر يطهرها ويغسلها من الاحقاد والفساد ومن كل ما يشوهها ويفقدها انسانيتها الجميلة العاشقة للانسان وحقه في العيش الكريم في حضن السلام ودفء المحبة وكما تنطلق النداءات الجميلة الودية العاشقة للحياة جميلة وكريمة وفي حضن السلام والرفاهية وراحة البال والطمانينة هناك نداءات الشرور والفساد والضغائن والاحقاد والحروب والقتل والاضطهاد واللصوصية وتهميش القوي للضعيف والتنكر لحقه في الحياه بكرامة, فالى متى وكما هو قائم في العالم الاستجابة لنداءات تشويه انسانية الانسان وتغليب ذئبيتها ووحشيتها وسوداويتها وانانيتها على جماليتها وروعتها وحمائميتها وطيوبها؟ وكواحد من هذا العالم اقول ان من حقي العيش الكريم في حضن السلام الدافئ, وسلام العالم وبناء على التاريخ ومسيرته الى يومنا هذا لن تضمنه راسخا والى الابد الا الافكار الماركسية اللينينية حيث تقضي على كل اسباب وجذور ودوافع الحروب و الاضطهاد والاستغلال الطبقي والتمييز العنصري وتهميش فئة قوية لفئة ضعيفة, وتتغلب النداءات الايجابية الجميلة في الارض والانسان على النداءات الشريرة والمدمرة والضارة, وباختصار شديد فالنظام الاشتراكي بحد ذاته يرتبط بالطموح لجعل الحق الاساسي للانسان فعليا, حق العيش الكريم بدون استغلال واضطهاد بدون تمييز عنصري وحرمان من متطلبات الحياة الاساسية واولها حق التعليم والعيش الكريم, وفيه تؤكد نداءات الارض وما عليها ونداءات البشر ان سعادتهم او تعاستهم والامهم وافراحهم واوضاعهم المختلفة التعليمية والاجتماعية والاقتصادية لها اسبابها الاجتماعية وليست قضاء وقدرا وليست منزلة, ومن النداءات نداء الفقر الذي يدعو اصحابه الى التوحد ورص الصفوف والثورة على الاوضاع قائلا عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج الى الناس شاهرا سيفه, وانا اقول عجبت لمن يعرف ان الاوضاع القائمة في العالم الراسمالي ليست منزلة وتغييرها يكون بتبني الافكار الشيوعية الضامنة للقضاء على اسبابها ولا يتبناها؟