قتل الشيوعيين في عهد ناصر


محمد مدحت مصطفى
2020 / 2 / 26 - 18:11     

لم يكن شهدي عطية فقط
شهداء الواحات
منذ بداية المسيرة المنظمة لليسار المصري عام 1921م: كانت قضيته الأساسية النضال من أجل حرية الوطن، والديمقراطية، وتغيير مسار الحكم لصالح الفقراء والمهمشين من أبناء الشعب. وقد تعرض أبناء هذا اليسار لأبشع عمليات الاضهاد والتعذيب، بل والقتل أيضاً. في هذا الموجز سيتم التركيز على ضحايا وشهداء التعذيب، خاصة هؤلاء الذين سقطوا من الذاكرة. أما أصناف المُعاناة الأخرى فلا نقلل منها، إلا أن الكتابات عنها متوفرة نسبياً. وسيتم التصنيف هنا إلى ثلاثة أقسام: القتل المُباشـــر- القتل تحت التعذيب- القتل بالإهمال الطبي.
القتل المباشر
1. محمد محمود عثمـــان
بدأ محمد عثمان نشاطه في منظمة إسكرا، وفي أواخر الأربعينيات اشترك في تأسيس منظمة طليعة الشيوعيين المصريين. قبض عليه في مايو 1954م، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات. وفي أول إبريل 1959م قام رجال المباحث العامة بمدينة طنطا باعتقال كل من: أحمد حسين عيد - سعيد النحاس - محمد محمود عثمان. واحتجزوهم بقسم أول مدينة طنطا، وانهال رجال القسم عليهم بالضرب المُبرح بغرض الارشاد عن زملائهم. وكان نصيب محمد عثمان كبيرا من الضرب بكعوب البنادق حتى سقط مغشياً عليه. وعند الرابعة فجراً: تم وضع محمد عثمان الذي كان قد فارق الحياة في سيارة؛ ووضع كل من أحمد عيد وسعيد النحاس في سيارة أخرى. وانطلقت السيارتان إلى مبنى وزارة الداخلية بالقاهرة. أمرت الداخلية بإعادته إلى قسم أول طنطا؛ وحاولت التغطية على الحادث؛ إلا أنه سرعان ما تكشفت الحقيقة.
2. فريـــد حـــداد
في 28 نوفمبر 1959م: وصل إلى أوردي أبو زعبل سبعة معتقلين قادمين من معتقل القلعة. وهم: نسيم يوسف - سعد الطويل - عبد الله الزغبي - أحمد الجبالي - أنور نعمان - أحمد عبد العال - فريد حداد. وعند وصولهم إلى البوابة: نادى عليهم الحرس بالشتائم والضرب بالشوم. وعندما جاء الدور على فريد حداد للتحقيق: ازداد الضرب بالشوم فوقع مغشياً عليه. وتم سحبه مع سعد الطويل، وأحمد الجبالي إلى زنزانه خاصة. وبعد لحظات من الألم توقف صوت فريد حداد. وحاول زملاؤه اسعافه بلا جدوى حتى حضر السجان بالطعام وسأل عنه؛ ثم سحبه خارج الزنزانه وانهال عليه بالشوم لكن بلا أى رد؛ وهنا اكتشف وفاته وتم سحبه إلى الإدارة.

3. شـــهدي عطية الشـــافعي
انضم شهدي إلى منظمة إسكرا، واشترك في تأسيس اللجنة الوطنية للعمال والطلبة سنة 1946م. وبعد تكون حدتو أصبح عضواً في لجنتها المركزية، ثم انشق عن حدتو وكون حدتو - التكتل الثوري. قبض عليه في أول يناير 1959م؛ وفي الإضراب عن الطعام في يونيو 1960م. الذي شارك فيه: حسن صدقي - حسين طلعت - محمود العسكري - عوض الباز - عادل الضبع، تم اتهامه بالمشاركة في الإضراب مع أنه لم يشارك فيه. وفي حفل من الضرب المبرح في 15 يونيو 1960م : سقط ميتا بين أيدي جلاديه. وتم تهريب خبر وفاته إلى جمال عبد الناصر؛ الذي كان في زيارة إلى يوجوسلافيا؛ مما سبب حرج كبير له. تغير بعدها طاقم السجن وأوقف التعذيب البدني.
4. لويس اســـحق يوســـف
ولد بالمنيا عام 1927م، وكان عضواً في تنظيم طليعة العمال، ثم عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي المصري – الموحد. في 4 إبريل 1964م: غادرت آخر دفعة من المعتقلين مُعتقل المحاريق، وقبل المغادرة تم افتعال مشاجرة ونودي على الحرس باستخدام الرصاص الحى. وكان هناك بالقرب من الساحة كل من: إكرام محارب - محمد سيد أحمد - عبد العزيز رشوان - لويس اسحق. وانطلق الرصاص ليصاب كل من محمد سيد أحمد، وعبد العزيز رشوان. أما لويس اسحق فقد أصابته طلقة مباشرة، دفعت به إلى الهواء قبل أن يسقط على الأرض. بلغ عدد المصابين بالطلقات النارية في هذا اليوم: خمسة عشر معتقلاً. نُقل لويس اسحق إلى المستشفى، وبعدها بثلاثة أيام أعلن عن وفاته.

الموت تحت التعذيب
1. ســـعد التركـــي
عضو لجنة منطقة بني سويف بالحزب الشيوعي المصري. وكان يعمل بمجلس مديرية بني سويف. تم اعتقاله في أول يناير 1959م. ومنذ اللحظة الأولى في طريقه إلى المعتقل إلى اللحظة الأخيرة لم تتوقف احتفالية التعذيب ليموت سعد التركي عن عمر يبلغ الثالثة والثلاثين عاماً، ثم ألقوا به خارج المعتقل وكان ذلك في 31 ديسمبر 1959م.
2. مصــطفى شوقي البهنســـاوي
مصطفى شوقي البهنساوي: شيوعي مصري مجند من أبناء الإسكندرية. عذب تعذيباً شديداً، وعندما وقع مغشياً عليه قال له الضابط "إنت بتمثل علينا يا ابن الـ...". وقام بربطه في سيارة البوليس وسحله. وهكذا مات بين يدى رفاقه: فوزي عطيه وحسن طاهر في 2 يوليو 1959م. وتم نقله إلى المستشفى دون الإعلان عن وفاته. وأصدرت وزارة الحربية قرارا بفصله قبل تاريخ القبض عليه.

الموت بالإهمال الطبي
1.علــى متولــي الديـــب
عضو الحركة الشيوعية حدتو، من مطاى إحدى قرى القليوبية. إلتحق للعمل بإحدى مصانع شبرا الخيمة. وأصبح قيادة عمالية وهو في سن العشرين. تم القبض عليه في يناير 1959م، واقتيد إلى معتقل العزب بالفيوم. وتم ترحيله إلى أوردي أبو زعبل بعد ذلك. أصيب بالدوسينتاريا ورفضت إدارة المعتقل علاجه. وعندما تدهورت حالته: تمت أحالته إلى المستشفى؛ ليموت في الطريق قبل أن يصل إليها في يوم 29 يناير 1960م.
2. محمد رشـــدي خليـــل
مارس رشدي خليل نضاله منذ أن كان في الأربعبنيات من القرن العشرين بالمدرسة الثانوية. وشارك في وحدة الحزب خلال الفترة 1955- 1958م، وتم القبض عليه فجر 1959م. وكان في المعتقل من أصلب الرجال؛ وأصيب بالباراتايفويد؛ وعالجته المستشفى بأنه إنفلوانزا. وتدهورت الحالة بسرعة؛ وتم نقله إلى سجن مصر؛ حيث مات على باب الزنزانه في 24 يوليو 1960م.
3. علـــي عبد المنعم زهـــران
تم القبض على علي زهران في 1959م وأصيب بسرطان المسالك البولية، ورفضت الإدارة علاجه، وبعد حملة واسعة في الواحات وافقت الإدارة على نقله لأحد مستشفيات القاهرة حيث توفى هناك في ديسمبر 1960م.
4. حسب الله علي مرســـي
أصيب عانل النسيج حسب الله بالتسمم البولي، وتم نقله إلى مستشفى القصر العيني، ومنه إلى عنبر الأمراض الباطنة. ويقرر الأطباء أنه لا أمل في شفائه ويحصل على إفراج صحي ليموت بعد وصوله إلى منزله بساعتين.
5. أحـــمد البكـــار
أعتقل أحمد البكار وهو واحد من الشيوعيين السكندريين من أبناء كوم الدكة في بداية الخمسينات، وبعد الإفراج عنه عاود نشاطه فيتم اعتقاله في 28 مارس 1959م، أصيب أحمد البكار بسرطان المعدة، وتأخرت حالته بسبب خطأ في التشخيص، وعندما دخل غرفة العمليات كان المرض قد انتشر في باقي الجسد فتم خياطة الفتح ولم تُجرى له العملية، ويحصل على إفراج صحي ليموت بعد وصوله إلى منزله بعدة أيام عام 1962م.
6. هلال عبد العزيـــز شـــعبان
عامل نسيج بشبرا الخيمة، قبض عليه في حملة مارس 1959م، ونُقل إلى معتقل الفيوم. أصيب بانهيار غذائي فتم ترحيله إلى القصر العيني ومنه إلى مستشفى الحميات حيث توفى في أكتوبر 1963م.
7. عبد القـــادر مفتـــاح
في معتقل العزب بالفيوم تم الاتفاق على تنفيذ إضراب عن الطعام شارك فيه ثلاثون معتقلاً من بينهم: عبد القادر مفتاح- فاروق إسماعيل- فؤاد مصطفى- فؤاد غطاس- لبيب عبد الغفار- محمد خلفة- علي العزاوي- محمود عبد الخالق- سلامة عبد الواحد- معروف عبد الحميد- محمد عبد القادر- محمود حشيش- عبد الستار جوده- عبد الرحمن عياد- أحمد عثمان- سيد رياض- فوزي عطية. وفي اليوم السابع للإضراب ساءت حالة عبد القادر مفتاح فتم إحالته إلى المستشفى، وتم إرغامه على فك الإضراب بإدخال أنبوب إلى معدته فحدث له تهتك بالرئة، ومات عبد القادر في مارس 1963م بعد مرور 15 يوماً على الإضراب.
8. شـــعبان حـــافظ
كان شعبان حافظ واحدا من أعضاء الحزب الشيوعي الأول أعتقل عام 1924م وحكم عليه بالسجن مدة ستة شهور، أسقطت عنه الجنسية، وعاد إلى البلاد سراً، ليُقبض عليه في حملة يناير 1959م، ثم يُحكم عليه بثلاث سنوات سجن، ثم يستمر في محبسه كمعتقل. خرج يوم 14 مارس 1962م لتوديع بعض الرفاق يتم ترحيلهم، وأصيب بنوبة قلبية مات على إثرها. ويتم تشييع جنازته في المعتقل ويُشارك فيها جميع المعتقلين.

الإختفاء القسري
1. ســـيد أميـــن
شيوعي نقابي تم اعتقاله في مارس 1959م؛ ولم يعرف أحد بمكان اعتقاله؛ حتى تسلمت زوجته جثته في يناير 1962م.