الواو تناديكم لحفظ تآخيكم


سهيل قبلان
2020 / 2 / 15 - 18:30     

للقلوب لغتها . فعندما تكون جميلة تغرق في العشق الجميل فتسعى الايادي لزرع الجمال في الطبيعة بعد ان يحتضن النفوس والافكار والمشاعر والنوايا والاهداف وعندما تكون حزينة بائسة تكشف عن واقع البؤس والتعساء والفقراء, وعندما تنافس الحفيف والخرير وزقزقة العصافير يكون العمران والعطاء الجميل والسير في دروب اليمن والبركة والخير والعمران والتعاون البناء وتكون المحبة الجميلة وتحفظ الاشياء جميلة في جميع المجالات وعندما تكون المحبة عامة بين بني البشر والطبيعة وعطاء الجماليات والايجابيات والمفيد والجذاب والرائع, تنافس الشمس في ارسال نورها الدافئ لتغمر جميع الاشياء فتغسلها ولكن عندما تكون محبة حب الذات وانا ومن بعدي الطوفان ولا تعبا بالجماليات في كل شيء وتدير ظهرها للجمال في الانسان والطبيعة وفرح الاطفال تكون النتائج البشعة والمضرة والمدمرة والتعيسة, فللجمال تاثيراته وبصماته وعندما يعمل الانسان بهديه يحفظ النفس والمشاعر وانسانية جميلة وعندما يكون الولاء لمكارم الاخلاق والورود وللحقول عامرة بالسنابل المتمايلة والكروم الحافلة بالشجر الاخضر المثقل بثماره الطيبة والسعي للبناء الجميل وتوطيد اجمل الوشائج بين القلوب والطبيعة والعطاء بكل ما في الكلمة من معنى, ويكون عندها التوجه لرعاية المواهب الجميلة والمعطاءة خاصة العمل الصادق والجاد لحفظ العدالة وتحقيقها وخاصة لكل من يعمل وتعمل يوميا, ولوساد المنطق والعقلانية والواقعية والجمالية كل شيء في هذه الحياة لكانت النتائج افضل واجمل واحسن في كل مجال, ومن بنود وتعليمات المنطق والواقعية والجمالية رفض الواقع المعاش في اية دولة من دول القوي يسيطر وياكل الضعيف وعبادة وتكديس المال, ورفضه هو نوع من انواع النضال بدءا من مقال او قصيدة او تقرير الى مظاهرة واضراب احتجاجا برفع الصوت الواحد لاكبر عدد من المظلومين والفقراء والتعساء في كل مكان, ومعروف ان الراسمال يغير جلده عند كل ازمة ومن ذلك, قرار نتنياهو في شهر المرحبا الذي يسبق الانتخابات رفع قيمة الحد الادنى للاجور الى خمسة الاف شاقل فلماذا لم يرفعه قبل اشهر حيث كانت المطالبة به, وحقيقة هي ان كل حزب من الاحزاب اليمينية الحاكمة والدائرة في فلكها يحمل في جيبه برنامجه الخاص الذي يحوي قائمة طويلة في الضربات التي سيوجهها ليس للفلسطينيين هنا وهناك وحسب وانما لقطاعات ومجالات كثيرة في المجتمع الاسرائيلي اليهودي, ومنها اسماء الذين سيغتالهم بعد الوزير زياد ابو عين ولهم سوابق وغسان كنفاني وفؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير وغيرهم شواهد وادلة ومع البيوت والمؤسسات التي سيهدمها والارض التي سيصادرها واشجار الزيتون التي سيقتلعها واللقمة التي سيسرقها ويحرم الفقراء منها, ومتى يذوتون حقيقة المنطق المتجسدة في ان الزمن يتحرك والارض تتحرك بدورانها حول الشمس وببراكينها وناسها وكذلك الشعوب تتحرك ولا يمكن ان تقبل بواقعها التعيس , وان رقدت وغفلت وسكتت عن قضاياها وحقوقها فذلك الى حين, بغض النظر عن عمر هذا الحين, وتغيير الواقع لا يحتاج الى اعجوبة فالغد آت لا محالة, فالتشرذم بين المظلومين والفقراء والمسحوقين والمضطهدين والمستغلين ليس ابديا ولا بد من زواله, فالغد آت لا محالة وهكذا يقظة الضمير وجماليته واحساسه خاصة عند المقررين والمسؤولين, فالضمير الحي وغير المجزأ وغير القابل للاحتواء والبيع والتخلي عن انسانيته الجميلة هو الذي ينقذ البشر من مستنقع الحياة, مجسدا في كل انسان وانسانة بقناعة تغيير النظام الذئبي الذي يهم اقلية فيه تكديس ارباحها وتخمة بطونها, وتصر الاحزاب اليمينية على ابراز القضية وكأن الصراع على قضية شرعية اسرائيل وضرورة محوها, ولكن القضية وهم يعرفون ذلك على شرعية السياسة الممارسة وهذه الممارسة كالاحتلال والاستيطان والجدران والمصادرة واقامة الحواجز والسلب والنهب وتجاهل الاخر وسلوكهم وكانه لا يوجد احتلال وبرامجه واهدافه واولها اقل ما يمكن من عرب واوسع ما يمكن من ارض والسعي لهدم المسجد الاقصى لم تكتسب الشرعية حتى تفقدها والمنطق يقول ان انسانية الانسان مرتبطة بالحياة الكريمة القائمة على قواعد الحرية ولكن ليست الحرية المنفلتة العقال والسلبية والوحشية ومنها ديدن ودين حكام اسرائيل المزيد من التوسع والارض والنهب والاقل من العرب ولم يوفروا وسيلة الا وجربوها ولكن صمودنا هنا واصرارنا عليه رغم التشرذم, كان منا ولا يزال وسيظل صفعة قوية لهم ويظهرون بممارساتهم ويكشفون عن نواياهم بانه لا يروقهم ان يبقى في ضحيتهم اي رمق فكيف عندما يرون ان الضحية شامخة كعملاق تعمل وتبني وتتعلم وتتطور ولن ترحل طالما ظل في افرادها عرق ينبض وانها على قناعة ان اللصوص لا ولن يفلتوا من يد العدالة الى الابد ولا بد ان ينالوا ويلقوا العقاب, وهل من المنطق ان حقيقة تقول انه لا توجد دولة في العالم ادانت منظمة الامم المتحدة سلوكها ونهجها وسياستها وممارساتها كدولة اسرائيل وتصر على مواصلة نهجها الخطير ونيل التاييد له, وسياستها العدوانية اثقلت كاهل شعبها بمصائبها المتجسدة بالاحزاب اليمينية الكارثية في سدة الحكم وتسعى بكل وقاحة لنيل ثقة الجماهير خاصة العربية مجددا رغم انها تئن من ضربات السياسة الممارسة على كافة الاصعدة لقد وعد القادة بدولة تحقق الاطمئنان والامن والاستقرار والامان, وماذا يقول الواقع بعد عشرات السنين من تلك الوعود, ان الواقع سيء ورديء سياسيا واقتصاديا واجتماعيا, والجسم القادر على منحه العافية والبسمة الجميلة وتغييره الى الاحسن هو فكرنا وبرنامجنا ونهجنا وهدفنا المتجسد في الحزب الشيوعي اليهودي العربي العامود الفقري للجبهة المعتز بالشراكة اليهودية العربية السامية والناجمة عن مدى القناعة بانها المنتصرة في النهاية لان ثمارها طيبة وهدفها خالد ورائع وتسعى للبقاء فوق الارض كافراد اسرة واحدة متآلفة تسعى نحو الفجر السعيد في كنف السلام الدافئ وتاخي البشر فالواو تناديكم لحفظ تآخيكم وافشال سياسة من يعاديكم.